/>

حكاية غرفة «البنتاجون» التى تحكم مصر الأمريكان تحكموا فى السلاح المصرى وسيطروا على المياه والكهرباء



>> ساعدوا إسرائيل على سرقة المياه الجوفية.. وزكريا عزمى يرد: «هم بياخدوا الغاز ببلاش.. مش مهم نديهم المية كمان»
>> صفقات السلاح التى تحصل عليها مصر من أمريكامجرد «خردة»؛ لأن أجهزة التحكم تستطيع تعطيل الأسلحة ومنصات الصواريخ عن بعد
>> مصر تسعى إلى احتواء أزماتها مع دول حوض النيل،و تتُرك لإسرائيل العنان فى سرقة المياه الجوفية داخل حدودها الشرقية.
>> الأمريكان نزعوا السيادة من المصريين ..وسيطروا على شبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء!
مخططات قذرة.. سيناريوهات محبوكة.. غرف مظلمة يديرها خفافيش.. والمحصلة دولارات تتدفق من كل مكان.. كل ذلك من أجل هدف واحد فقط هو «تركيع مصر»
فهذه المخططات لا تستهدف التخريب من أجل التخريب، بل تستهدف التخريب من أجل الفوضى ثم السيطرة الأجنبية على الجائزة الكبرى: «مصر» ذات الموقع الجغرافى الاستراتيجى الذى يصب فيه جميع مصالح الشرق والغرب.
كل هذه المخططات استهدفت نزع السيادة من المصريين، والسيطرة على كل مقدرات البلاد، خاصة ما يمس المواطن المصرى مباشرة من مأكل ومشرب حتى الخدمات.
الحصاد المر
نكشف خلال السطور التالية الحصاد المر لهذه المخططات التى تستهدف تركيع مصر وشعبها من خلال غرفة عمليات قذرة يسيطر عليها الأمريكان؛ فهل تصدق عزيزى القارئ أن منظومة «البنية التحتية» التى ظل أركان النظام السابق يتغنون بها لمدة ثلاثين عاما، تتحكم فيها غرفة عمليات يسيطر عليها البنتاجون الأمريكى؟!
نعم، مارس النظام السابق هوايته المفضلة فى الانبطاح للأمريكان ووضع كل مقاليد السيطرة والتحكم فى أيديهم؛ ليس على مستوى السياسة فقط، بل وعلى مستوى الخدمات التى تمس المواطن المصرى مباشرة، مثل مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، مثلما نجح الأمريكان فى التحكم فى صفقات السلاح التى تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة، فأصبحت هذه الأسلحة «خردة»؛ لأن الأمريكان وضعوا أجهزة تحكم إلكترونية تستطيع تعطيل الأسلحة ومنصات الصواريخ عن بعد. وهذه التقنية تمتلكها الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، وحاولت مرارا وتكرارا إخفاءها؛ حتى لا تتضرر سوق السلاح الأمريكية ولا تتأثر مبيعاتها، إلا أن المخطط الأمريكى القذر أزيح الستار عنه عندما سقط الأمريكان فى هذا الفخ ونجحوا فى تعطيل الأنظمة الإلكترونية الخاصة بغرف التحكم فى البرنامج الإيرانى النووى كنوع من الإنذار الأخير، ونجحت أجهزة التحكم والتشويش الأمريكية فى تعطيل تخصيب اليورانيوم للبرنامج الإيرانى.
تركيع مصر بدون إطلاق رصاصة واحدة
ومثلما نجح هذا المخطط فى الجانب الاستراتيجى الذى يتعلق ببرامج التسليح، استمرت طموحات الأمريكان بلاد حدود فى برامج السيطرة. ولم يرض طموحهم السيطرة على سوق السلاح فقط، بل بدءوا فى خطط جديدة؛ أهمها السيطرة ببرامج إلكترونية على برامج تشغيل محطات مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، ووضعت على هذه البرامج التى تشرف عليها أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات، رجالا من البنتاجون الأمريكى يرتدون ملابس المارينز (القوات الخاصة فى الجيش الأمريكى).
وبذلك، ووفقا لغرفة السيطرة الأمريكية، يمكن للأمريكان تعطيش مصر بالضغط على لوحة مفاتيح أحد أجهزة الكمبيوتر، وإغراقها بمياه الصرف الصحى بالضغط على لوحة مفاتيح، كما يمكنهم وضع مصر فى ظلام حالك وقطع الكهرباء عنها عبر غرفة السيطرة الأمريكية.. وكل ذلك ربما كان يتم تحت غطاء الاستعانة بالخبرات الأمريكية فى هذه المشاريع العملاقة.. وبذلك تستطيع أمريكا تركيع مصر دون إطلاق رصاصة واحدة.
سنوات الانبطاح
كل هذه السنوات من الانبطاح كان المسئول عنها أركان النظام السابق الذين تباروا فى إرضاء الأمريكان ووضع جميع الضمانات بين أيديهم التى تكفل لهم السيطرة على سماء مصر وأرضها ومائها وطاقاتها وقبل كل ذلك سلاحها؛ لذلك كان رجال القوات المسلحة المخلصون على دراية كاملة بكل هذه المخططات، وأدركوا خطرها مبكرا، وتم تنويع البلاد التى يتم استيراد السلاح منها؛ حتى لا نكون تحت طائلة النفوذ الأمريكى الذى يسعى إلى السيطرة على كل شىء ويخشى من أى دائرة استراتيجية تخرج عن نطاق سيطرته.
سرقة موارد مصر
الأمريكان والصهاينة يلعبون فى المنطقة على عدة محاور. وسنتناول فى السطور التالية ملفا آخر يتعلق بسرقة موارد مصر ومياهها، وكلها وسائل تستهدف فى النهاية تركيع مصر وشعبها ووضعها فى بؤرة السيطرة الصهيونية الأمريكية وإضعاف دورها إقليميا، ولفت انتباهها دائما إلى بؤر الضعف الداخلى التى تؤثر اقتصاديا وسياسيا فى مستقبلها فى المنطقة، والتفرغ لقوى الشر الأخرى -على حد اعتقادهم- وعلى رأسها إيران التى تُبقيها الولايات المتحدة وتُبقى خطورة ملفها ضمانا لتركيع دول الخليج ونهب ثرواتها والاطمئنان إلى احتياجها الأمريكان لحمايتها فى هذا الملف.
غرفة التحكم الأمريكية التى تهدد أمن مصر القومى
لم تقتصر المخططات القذرة لتركيع مصر على غرفة التحكم الأمريكية التى تهدد أمن مصر القومى، بل لم تضيع هذه المخططات الوقت وحصلت على فاتورة التخطيط والإعداد مقدما من خلال سرقة ثروات مصر المدفونة التى هى ملك الأجيال القادمة، تحت سمع وبصر كل المسئولين فى عهد المخلوع مبارك، وأهم هذه الثروات المياه. وفى كل وقت وحين يتغنون بأن الحرب القادمة ستكون حرب مياه، وربما تكون الحرب العالمية الثالثة على قطرة المياه
وفى الوقت الذى تسعى فيه مصر إلى احتواء أزماتها مع دول منابع حوض النيل، تُرك لإسرائيل العنان فى سرقة المياه الجوفية التى تمتلكها مصر داخل حدودها الشرقية. ويعد هذا الملف أبرز الملفات المسكوت عنها رغم إعداد بعض الدراسات التى حذرت من هذا الخطر والإهدار لثروات مصر التى هى فى أشد الحاجة إليها. وكشفت إحدى الدراسات الهامة لمعهد الموارد المائية توصيفا للخزان الحوضى بشمال وجنوب سيناء ومسارات الخزانات الجوفية العميقة والكميات العابرة للحدود.
ولعل أبرز الخزانات هو المعروف باسم «خزان الحجر الرملى النوبى الجوفى» الذى يوجد فى معظم أجزاء الشريط الحدودى الشرقى.
وتبلغ المياه المتدفقة منه 10 ملايين متر مكعب سنويا. وعدد الآبار بهذا الخزان تبلغ 55 بئرا. ويقدر السحب اليومى منه بـ13 ألفا و200 متر مكعب يوميا، بما يوازى 4 ملايين متر مكعب فى العام الواحد.
غرف العمليات الإسرائيلية على أرض مصرية
غرف العمليات الإسرائيلية لم تهدأ، ورصدت هذه الأرقام، ودرست الوضع الجغرافى جيدا، وقامت على الفور -بعد إعداد دراسات عميقة ودقيقة- بحفر طلمبات للاستفادة من آبار المياه الجوفية المصرية فى مناطق أبو عجيبة وأم الشجعان والصابحة وعريف والناقة والجلال وصد الحيطان وغيرها من المناطق الحدودية؛ بهدف سرقة ملايين الأمتار المكعبة من المياه الجوفية المصرية بهدف بيعها للفلسطينيين واستخدامها فى زراعة أراضيهم وتوفير احتياجات المستوطنات الصهيونية من المياه.
المهزلة الكبرى أن إسرائيل بعد سرقة هذه المياه المصرية الخالصة تعبئها شركاتها وتبيعها مرة أخرى للفنادق المصرية فى طابا وبأسعار خيالية.
الخبراء المائيون أكدوا أن هذه الأزمة كانت تحتاج إلى قرار سياسى جرىء، إلا أن نظام مبارك اعتاد غض البصر عن أى قضية تمس إسرائيل، وتساهل مع الكيان الصهيونى فى كل شىء. وعندما طلب الخبراء بوزارة الرى المساعدة للاستفادة من هذه المياه؛ لأنها تحتاج إلى طلمبات شفط عملاقة؛ لأن الجزء المصرى من الشريط الحدودى من صحراء النقب مرتفع. أما الجزء منخفض من جهة الجزء الذى تسيطر عليه إسرائيل فيسهل عليها شفط المياه المصرية من جهته، إلا أن المسئولين تجاهلوا هذا الملف الحيوى والهام رغم احتياج مصر الشديد لهذه المياه لعدة أسباب؛ أهمها أن سيناء أكثر المناطق جفافا، وبحاجة إلى تنمية وزراعة أراضيها، بجانب انخفاض الاحتياطى المائى لمصر بسبب عدم ترشيد الاستهلاك والزيادة السكانية وأزمات دول حوض النيل.
زكريا عزمى .. كاتم أسرار مبارك
وعندما وضعت هذه الملفات أمام رجال مبارك كان الرد لا يتناسب إطلاقا مع خطورة الأزمة وأهميتها. وعلى سبيل المثال عندما طلب أحد الخبراء من الدكتور زكريا عزمى التدخل لدى مبارك بسبب المياه المسروقة من مصر، رد عزمى عليه قائلا: «هم بياخدوا الغاز ببلاش.. مش هنديهم مية؟!» وكان ذلك على سبيل السخرية من صاحب السؤال، فأدرك الرجل أنه دخل فى منطقة ممنوع الاقتراب منها؛ فكيف يتحدث عن خزان مياه جوفية ومصر تعطى الغاز لإسرائيل مدعوما أكثر من المواطن المصرى؟!
وهذا الأسلوب الذى استخدمته إسرائيل مع مصر، سبق أن نفذته فى فلسطين؛ فقد أظهرت كل التقارير التى أعدتها قطاعات البحوث المختلفة، بجامعة الدول العربية، استمرار استنزاف إسرائيل جميع الموارد المائية الفلسطينية؛ إذ تحصل إسرائيل على 65% من استهلاكها السنوى البالغ 2700 مليون متر مكعب من خارج إسرائيل، وتسهم المياه الفلسطينية فى تغطية 35% من هذه النسبة.
وكشفت البيانات فى مارس 2011 استيلاء إسرائيل على ثروات الشعوب الأخرى؛ فلا تزال إسرائيل فى صراع مع الزمن للاستيلاء على 85% من الموارد المائية الفلسطينية ليتعرض المخزون الجوفى الفلسطينى لأخطار جسيمة.
ورغم كل هذه السرقات والاستيلاء على ثروات الشعوب الأخرى، لا تزال إسرائيل فى صراع مع الزمن للاستيلاء على مزيد من الثروات المائية لتغطية العجز فى المياه لديها الذى يمثل خطرا على مستقبلها بالمنطقة.

التعليقات
0 التعليقات