/>

حينما يرد أردوغان على السيسي ؟ -أحمد منصور




في مثل هذا الوقت من العام الماضي التقيت وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو وفي حوار مطول حول الموقف التركي من قضايا عديدة واستغرق الحديث عن مصر وقتا طويلا الى حد ما حيث تحدث الوزير داوود أوغلو عن المشروع التركي ـ المصري لإقامة تحالف اقتصادي وسياسي يصل بين تركيا ومصر وأعماق افريقيا، وتحدث الوزير عن العلاقات التاريخية بين البلدين من الناحية الاقتصادية والسياسية وكانت تركيا تحلم بإقامة محور اقتصادي وسياسي عربي وإسلامي يستعيد الأمجاد ويواجه الأحلاف سواء الغربية أو الشرقية ويصنع للأمة كيانا موحدا تواجه به غيرها.



وحينما جمعت بين حوار اوغلو وبين حوار آخر مطول اجريته مع مهندس التجربة الاقتصادية التركية نائب رئيس الوزراء ورئيس المجموعة الاقتصادية التركية علي بابا جان أكد بابا جان على رؤية اقتصادية تركية عميقة في المسألة، وقد حرصت تركيا على ان تقوم مصر من رقدتها ودعمت اقتصادها بمليار دولار كوديعة في البنك المركزي علاوة على علاقات اقتصادية متنامية وصلت الى استثمارات تزيد على أربعة مليارات دولار، ولعل المشروع التركي هو الذي دفع الغرب الى محاولة حصار تركيا وإثارة قلاقل الاقليات والعلمانيين لزعزعة النظام هناك خلال الفترة الاخيرة، كما ان أداء حكومة مرسي لم يكن بالسرعة والطموح الذي كان يمكن ان يجنب مصر الكثير.



كان رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان من اوائل رؤساء الحكومات في العالم الذين انتقدوا الانقلاب في مصر وأعلن موقفا صريحا معاديا له، وهو الرجل الذي خاض حربا طويلة المدى مع الجنرالات في تركيا حتى يقصيهم من المشهد السياسي ويعيدهم لمهمتهم الاساسية في حماية البلاد من المخاطر وتأمين الحدود من خلال وجودهم في الثكنات وليس في مكاتب الحكومة، لذلك اعلن دعمه المباشر لمرسي حينما أطاح بطنطاوي وعنان في شهر اغسطس من العام الماضي 2012 لكن مرسي لم تكن لديه خطة منظمة وواضحة لإخراج الجيش من الحياة السياسية وإعادته الى الثكنات مما ادى في النهاية الى ترتيب العسكر لانقلابهم الذي اطاحوا فيه بمرسي في 3 يوليو الماضي، وكان من الطبيعي ان تتأزم العلاقات بين الانقلابيين وتركيا، والتي وصلت ذروتها في اعلان حكومة الانقلابيين بطريقة صبيانية طرد السفير التركي من مصر يوم السبت الماضي مما جعل تركيا ترد على نفس الخطوة بالمثل، لكن الصفعة الاكبر للانقلابيين لم تكن في الخطوة التركية المماثلة ولكن في تصريحات اردوغان القوية التي قال فيها انه «لن يحترم أبدا اولئك الذين يستولون على السلطة بانقلاب» وهذا يعني قطيعة ابدية بين اردوغان والانقلابيين ليس الآن وانما حتى مستقبلا إذا ما انتجوا أي نظام آخر، فعسكر تركيا قاموا بعدة انقلابات خلال السنوات الخمسين الماضية لكن كل الاحياء من الانقلابيين وعلى رأسهم كنعان إيفرين قائد انقلاب العام 1980 والرئيس السابق لتركيا يحاكمون الآن وهناك اكثر من ستين جنرالا في السجن إما بتهم تتعلق بالفساد او بمحاولات انقلابية، ولم يكن موقف اردوغان الاخير هو الاول فقد كانت تصريحاته نارية ضد الانقلابيين من البداية.

التعليقات
0 التعليقات