>>أهدر أموال الجيش الثالث فى الاحتفالات.. وأنجز صفقتى «الرحاب» و«مدينتى»
تبدأ قصتنا مع عادل عمارة عندما كان بهيئة عمليات القوات المسلحة مسئولا عن أحد أهم الملفات فى هيئة العمليات، وهو ملف إعداد الدولة للحرب. قسم قد يعنى الكثير، فى حالة وجود حرب أو نية حرب فى مصر، ولكن بما أننا دولة مسالمة، سلمية، ليس لديها أى نزعات استيطانية، ولسنا فى حالة حرب، فيصبح من أهم أقسام هذا الملف هو قسم الأراضى.
تعتبر أراضى الدولة غير المملوكة لأفراد هى ملك للقوات المسلحة والمجهود الحربى، ولا يتم إنهاء إجراءات شراء أى أراضٍ فى مصر إلا بتصديق من هيئة عمليات القوات المسلحة بعد موافقة إعداد الدولة للحرب عليها، بحيث تكون مثل المخالصة أن الدولة لا تحتاج قطعة الأرض هذه لأى أسباب حربية أو أن تكون على الخرائط العسكرية من ضمن أماكن قد تكون مسرح عمليات مستقبلى. وبذلك ندرك جميعا أن أى فساد فى بيع أراضى الدولة قد تم بموافقة واعتماد القوات المسلحة. ظهر أمر عادل عمارة و(اتشمت ريحته) فى الجيش بالسماح ببيع أراضى الدولة، والموافقة على بيعها لعدم احتياج الجيش لها، وللعلم فى حالة احتياج الجيش لأية قطعة أرض، لا يلزم الجيش بتقديم أسباب الاحتياج تفصيليا، ويكفى أن يقول ”الأرض مدرجة ضمن خطة إعداد الدولة للحرب”، فاستدعاه طنطاوى وقام بمواجهته بالأوراق والمستندات التى تدينه أمام لفيف من الضباط الأصاغر، فرد عليه عادل عمارة بقوله المشهور “مش امضتى يا فندم” وكانت مثار ضحك لطنطاوى والقيادات من حوله، وتوقع الجميع محاكمة عسكرية تقضى على هذا الجنرال، وإذ بنشرة الترقيات والتنقلات تظهر ويعين عادل عمارة رئيسا لأركان الجيش الثالث الميدانى!
فى المحطة الثانية إبان قيام عادل عمارة بوظيفة رئيس أركان الجيش الثالث الميدانى، تخص فلذة كبده، ابنه.. فى عام 2003 حضر ابن عادل عمارة وبعض أصدقائه إلى مكتب «بابا» فى قيادة الجيش، استراحة رئيس أركان طبعا فيلا بها أحدث التقنيات ومتطلبات الإقامة من خدم من الجنود وجميع إمكانيات قيادة الجيش المسخّرة لخدمة سيادته طبعا هو وقائد الجيش فى ذلك الوقت اللواء سعد خليل. قام عادل عمارة بتنظيم رحلة سياحية لفلذة كبده وأصدقائه إلى شرم الشيخ وتم تحميل نفقاتها على الجيش الثالث تحت بند استطلاع المنطقة ج، وأرفق معهم مقدم ليكون هو المسئول عنهم أثناء مهمة الاستطلاع. وطبعا كان معهم ما لذ وطاب من متطلبات شباب مسافر مما أوتى بهم إلى معركة داخل أحد البارات فى شرم الشيخ وتم إنهاء الرحلة تماما وعودتهم إلى قيادة الجيش ومعاقبة المقدم المرافق لهم وعودتهم إلى القاهرة، ثم بعد أسابيع قليله التحق هذا الابنبوظيفة مرموقة فى الرقابة الإدارية. وطبعا كانهذاالحادث الثانى الذى يتم التغاضى عنه، ويستمراللواء فى الصعود بعد أن انتهت خدمة قائد الجيش اللواء سعد خليل، ليتسلم عادل عمارة القيادة منه، لندخل فى مليونية الجيش الثالث.
مليونية الجيش الثالث التى حدثت فى 2006، هى مليون جنيه بالتمام والكمال سرقت من خزنة قائد الجيش شخصيا!! يعنى خزنته التى فى مكتبه وهو من معه مفتاحها، قد(فُقِد) منها مليون جنيه، وطبعا ضرت التحريات والمخابرات، وبدأت حلقات التعذيب الجماعى داخل الجيش الثالث للضباط والصف والجنود وكل من يشتبهون فيه دون رحمة لإظهار المليون جنيه التائهة يا أولاد الحلال، ما دفع ضابط شرف اسمه «عزازى»، بقيادة الجيش الثالث انتفض لرجولته وما حدث له،فقفز من الدور الثانى وكسرت رجله، وقال أموت منتحرا أكرملأولادى أن يقولوا «حرامى بذنب ناس تانية»، وساعتها اكتشفنا أنهم كانوا يريدون أن يجبوره على التوقيع.
وبعد ذلك تم تعيين عادل عمارة أمينا عاما لوزارة الدفاع، وهو أقل تكريم لهذا اللواء.
طبعا من أهم إنجازاته فى الجيش الثالث على مدار 3 سنوات هو البيروقراطية التى أدت إلى تعطل الكثير من التدريبات وإهدار أموال الجيش على الاحتفالات ويوم تفوق الجيش الثالث والأهرامات الذهبية للقيادات، ما دعا طنطاوى إلى تعيينه مستشارا له ويكون أحد أفراد (الشلة) التى تضم لواءات مبارك.
ومن أهم إنجازاته للمجتمع المدنى، أنه هو من أنجز صفقتى «الرحاب» و«مدينتى»