/>

لعبة «دوبلير» السيسى انكشفت






>>الصحف القومية وصفحة السيسى تؤكد عدم حضوره لقاء الاتحادية.. فمن الذى ظهر فى الفيديو المسجل؟!
>>ارتباك فى صفوف الانقلاب بعد حملة تأليه السيسى

منذ قرابة الشهرين والانقلابيون يلعبون علينا لعبة الدوبلير والشرائط والصور القديمة، ولأننا مشغولون بمحاربة هذا الانقلاب الرهيب على الشعب قبل أن يكون على الشرعية، لم ننتبه؛ فالسيسى خارج نطاق الخدمة منذ أواسط أكتوبر، وآخر ظهور حقيقى له وفقا لصحيفة «الفجر» المخابراتية، هو الاحتفال بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر. وكل ما شهدناه على مدار شهرين كان تزويرا فى تزوير. ورغم أن مسألة الدوبلير معروفة فى النظم الاستبدادية والانقلابية، ولكن انقلابنا الموقر يضرب الأرقام القياسية فى كل شىء؛ فشهران متواصلان فترة طويلة فعلا.. لقد انحطت مصر إلى المستوى الهزلى لمسرحية «الزعيم» أو فيلم «مارينجوس الأول» ولكنها كوميديا سوداء مريرة.
عندما بدأنا نكتشف وننشر الروايات المفسرة لاختفاء السيسى والطريقة المريبة التى تم بها تصوير جنازة وزير الإنتاج الحربى حيث تم تصوير السيسى من بعيد جدا؛ قالوا إن السيسى سيرد علينا بالظهور فى مناورات «بدر»، فإذا به فيلم قديم، وسمعنا ماذا قال السيسى من خلال مراسل «الأهرام»! ومع فضح أن الفيديو المذاع قديم، قالوا إن الرد المفحم سيكون فى حضوره خطاب «الطرطور» الداعى إلى الاستفتاء على الدستور المزور بالاتحادية. وظهرت على التلفزيون فى اليوم نفسه لقطات مسجلة للقاء فيها شخص يشبه السيسى. المهم أن الصحف القومية فى اليوم التالى وبالإجماع لم تشر إلى حضور السيسى (نحتفظ بالنسخ) لا فى الكلام ولا فى الصورة. بل لم تنشر أية صورة للمجتمعين إلا فى «الأهرام» ولكن أيضا بدون السيسى، وبدون أية إشارة إلى حضوره. بل حتى الصفحة الرسمية للفريق أول عبد الفتاح السيسى لا تشير إلى حضور السيسى لقاء الاتحادية، ولا حضوره لقاء مع وفد الكونجرس، ولا حضوره مناورة بالذخيرة الحية تنفذها تشكيلات المنطقة المركزية العسكرية، كما نشرت صحيفة «الوطن»، ولا المشروع التعبوى لسلاح المهمات (الذى لم يعز السيسى فى وفاة رئيس أركانه منذ أيام) الذى أعلنت عنه الصحف القومية الاثنين. لاحظوا التضارب بين الصحف حول الأنشطة المزعومة للسيسى.
البعض يقول إننا مهتمون بالموضوع أكثر مما ينبغى، وإننا نواجه انقلابا وليس شخصا. نحن أصحاب هذه المقولة وكررناها مرارا.. لسنا ضد شخص مبارك وحده بل ضد نظامه الصهيونى الأمريكى الفاسد، وكذلك أتباعه من بقايا المجلس العسكرى الذين يحكموننا الآن. ولكن كما ذكرنا أن إصابة قائد الجيش فى الحرب، قد تكون سببا فى هزيمة الجيش (وهذا حدث مرارا فى التاريخ ) وهى على الأقل تحدث الاضطراب فى صفوف قواته، ونحن فى حرب حقيقية، حقا هم يقتلوننا ونحن نقاوم سلميا، ولكنها حرب سياسية قدموا فيها السيسى باعتباره مبعوث العناية الإلهية. ونتيجة أهمية ذلك، يقاتل الانقلابيون منذ شهرين لإخفاء الخبر حتى يرتبوا صفوفهم ويعلنوا عن الاستفتاء ويتفقوا على البديل. ونحن نفترض أن السيسى مصاب أو مريض حتى الآن ولم نقل أنه مات، ولذلك نقول إنه خارج نطاق الخدمة (اقرأ التفاصيل ص 11). لذلك الانقلابيون فى سباق مع الزمن لترتيب أوضاعهم قبل افتضاح موقفهم المكشوف بدون نبيهم أو إلههم المزعوم، وحتى يصنعوا صنما بديلا مع احتمال استعادة السيسى بنسبة 10% فى حدود ما لدينا من معلومات. وهذا يفسر إخفاء الرئيس مرسى للتفاوض معه بعيدا عن الضوضاء، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلا. لذلك فنحن نعيش أياما حاسمة، وهو ما يستدعى التصعيد الجماهيرى لا الارتخاء كما يتصور البعض الذين يشيعون أن نشر هذه الأخبار قد يؤدى إلى التراخى. بالعكس، معركتنا ليست سهلة ونحن نواجه منظومة عسكرية فاسدة مترفة عميلة، متحالفة مع أقذر شرائح من نظام مبارك، تدافع عن مكاسبها وحياتها وامتيازاتها بكل شراسة.




التعليقات
0 التعليقات