رصد الكاتب الصحفي فهمي هويدي تغيرا في المشهد الحالي في مصر، مؤكدا أنه يشهد صحوة لأبناء ثورة يناير ومطالبات بالعودة إلى مسارها، وتوقع أن نكون بصدد نقلة مهمة في مسار التجربة المصرية.
وقال هويدي "في الفترة السابقة شهدنا وقوف جميع القوى ضد الرئيس محمد مرسي وسياساته أما الآن فقد حدث تغير في المشهد حيث تغير موقف بعض ثوار يناير ممن خرجوا ضده لنجدهم يقفوا في مواجهة السلطة ليعبروا عن غضبهم من سياستها و ليعبروا أيضا عن غضبهم من عودة نبرة تجريح ثوار يناير وتشويه الثورة ووصفها بأنها نكسة أو وكسة".
وأضاف أن محاولة هؤلاء الشباب التعبير عن غضبهم في هذه الظروف أعادت للأذهان الصيغة التي كانت قائمة في مصر أثناء ثورة يناير.
وقال هويدي "إننا نرى أن بعض الذين احتشدوا في شهر يوليو وقد راجعوا أنفسهم مرة أخرى حيث يروا أن الأمور تسير في طريق يخالف أهداف ثورة يناير وتعد استقالة البرادعي هي أول الإعلانات عن هذه الإفاقة وبعدها توالت الأصوات التي بدأت تعلوا للمطالبة بمراجعة ما يحدث وبدؤوا ينتقدوا ممارسات السلطة وكان ذلك واضحا في كتابات بعض المثقفين المحدودة".
وأضاف أن هذه الإفاقة تعد مرحلة جديدة من الاحتشاد في مصر ليس من أجل تحقيق انتصارا لطرف على طرف إنما انتصار لثورة يناير ومصالح هذا الوطن بشكل يعيد العلاقة الحميمة بين المواطن والوطن.
وقال هويدي "إننا بصدد نقلة مهمة في مسار التجربة المصرية حيث لم يعد الأمر كما كان من خمسة شهور ونحن بصدد مقدمات وليس واقعا مستجدا وهو ما أثار القلق في وسائل الإعلام وبدأت حملة للهجوم على من ينتقدون الأوضاع الحالية وعاد استخدام مصطلح الطابور الخامس بحيث من الممكن أن يصبح أي شخص طابورا خامسا في حال اختلافه مع السلطة كما علت نبرة التخوين"
ووصف هويدي الفئات التي تتحرك الآن بأنها تشكل وفاء لأهداف ثورة يناير من حرية وعدالة اجتماعية في مواجهة أبواق النظام السابق الذين يحاولون الاصطفاف مع الثورة ضد الإخوان.
ويرى الكاتب الصحفي أن "في التجمع الجديد من يرفض حكم الإخوان وعودته للحكم مرة أخرى ومنهم من يرفض نظام الإخوان ويتحفظ على كل تجربة مرسي ولا يرى ضرورة لخصومة مع الجماعة التي خرجت معهم في ثورة يناير فهو يفرق بين سياسة الجماعة وقواعد الجماعة بينما يرفض تيار آخر الجماعة وسياساتها، وهذا التجمع الجديد يرفض عسكرة الدولة وإقحام الجيش في السياسة أو إضفاء عليهم ميزة لكنه يحترم المؤسسة العسكرية لأنها مؤسسة من مؤسسات الدولة ولها دور في حماية الدولة ولكنهم يروا أن انخراط الجيش في السياسة سيضعف من دوره والبلاد في حاجة لجيش قوي".
ويقول الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن هذا التجمع الجديد يتبنى موقف رافض للفاشية الجديدة وما يقال عن الاستبعاد والقتل ويروا أن هذه الأصوات لا تتفق مع الحلم الديمقراطي في دولة مثل مصر كما إنهم يطالبون بمحاكمة كل المسئولين عن أي جرائم ارتكبت خلال حكم مبارك أو المجلس العسكري أو مرسي أو الوقت الراهن وهى مسألة لا يختلف معها أحد لأن الجرائم التي ارتكبت لم يتم القصاص فيها. وكذلك يطالب هذا التجمع الجديد –بحسب هويدي- بإعادة هيكلة الداخلية التي لا تزال تتبنى ثقافتها القديمة التي لا تحترم المواطن هكذا يرى هذا التيار الجديد أن تكون مصر دولة كبيرة لا يقودها أحد بل هي من تقود بلد له دور كبير.
واختتم هويدي حديثه بإشارة إلى أن الواقع يؤشر إلى الانتقال لطور جديد يؤدى إلى ضوء في آخر النفق الذي نعيش فيه.


0
التعليقات
















