عندما تقع مصيبة يستسلم المؤمن للقدر ، ويعلن الحداد على هذا الذى مات قائلا : "إن لله وإن إليه راجعون " .. وبعد ثلاث سنوات نجد أن ثورة يناير قد ماتت والمفترض ان نعلن الحداد عليها ونشرب قهوة سادة !! لكن الاستسلام لما جرى أمر مرفوض حتى من الناحية الشرعية ، وديننا الذى يرفض الظلم والطغيان يطلب منا أن نقاوم ، وعيب أن ترتضى بالأمر الواقع.
وفى كل الأحوال نعلم ان ماأصابنا ابتلاء من عند ربنا ، وصدق الحديث الشريف : " وأعلم أن لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك " ! وليس معنى ذلك أبدا أن ترضى بما جرى أقصد بهذا الانقلاب الذى أطاح بالحكم المدنى والرئيس المنتخب وأسال الدماء انهار ! وعلينا أن نأخذ حذرنا تماما من هؤلاء الذين قبلوا بالأمر الواقع بل وشاركوا فيه وهم أطياف مختلفة ... ليبرالى ويسارى وثائر سابق واسلامى مثل حزب النور .. يعنى سمك لبن تمر هندى انكشفت الوجوه وسقطت الأقنعة وبانوا على حقيقتهم !!
ومن ناحية أخرى فأننى احذر بشدة من دعاة العنف ، والدولة ترتكبها ، وصدقنى أننى لا أرفض من يقول أن الدولة أحيانا قد ترتكب تلك الحوادث بنفسها فى توقيتات معينه وتنسبها زورا إلى الثوار وأخر ما توقفت عنده تلك التى وقعت الجمعة الماضية ، وعندى مليون علامة استفهام حولها .. وأتساءل : هل أجهزة الدولة العميقة التى تتبع الانقلاب هى التى ارتكبتها لتخويف الناس والجدير بالذكر أن مديرية أمن القاهرة كان عليها حراسة مشددة مع كل مديريات الأمن الأخرى بعد حادث المنصورة ، وقال وزير الداخلية من" يقترب منها فهو هالك لا محال " ، فكيف تنفجر تلك السيارة فى ذلك المكان الذى تحيطه حراسة مشددة ؟؟ الأقرب إلى المنطق والعقل ان تنفجر العربة المفخخة فى احد ميادين العاصمة الرئيسية أو فى شارع مشهور ليس علي حراسة أما ان يذهب الجانى لتفجير سيارته عند المكان الذى تحيطه حراسة مكثفة ، فأخشى أن تكون واسعة شوية أو كثير بالتعبير العامى ..
على طريقة الأفلام العربى !! وبعد حادث تفجير كنيسة القديسين الذى ارتكبه النظام البائد قبل الثورة بأيام لإثارة الأقباط ضد المسلمين لا تستبعد أبدا لجوء الأجهزة الأمنية إلى مثل تلك الأساليب ، وفى يقينى أنه بعد الانتصار على الانقلاب ستكتشف حقائق مذهلة لم تكن تخطر لك على بال ، وصدق من قال عن بلادى أنها بلد العجائب .. والمقاومة السلمية هى وسيلتنا فى التصدى لحكم العسكر بهدف إسقاطه ، وإذا سألتنى : وهل يمكن أن يأت ذلك بنتيجة ، قلت لك دون تردد : أكيد ان شاء الله إذا توافرت عناصر النصر ، وانتظرنى الأسبوع القادم بأذن الله لأتحدث معك بالتفصيل فى هذا الموضوع .