/>

الإرادة الشعبية فى الأقفاص الزجاجية..!؟ بقلم: السعيد الخميسى








* سلاسل الجبال لاتحركها كثبان الرمال , والعواصف لاتعبث إلا بأعالى الأشجار أما جذوعها فثابتة , لاتتمايل ولاتنهار. والأسود لها هيبتها حتى وهى داخل الأقفاص وخلف السدود, وزئير الحق أقوى من نباح الباطل , ومن تربى على الصمود لايقبل بالإستسلام أو القعود . ومن كانت بدايته محرقة , كانت نهايته مشرقة . ومن كان ذا عقل رشيد ورأى سديد وإيمان شديد , لاينحنى أمام تهديد أو وعيد .  نعم.. شاهد أحرار العالم بأعينهم صورة الرئيس المختطف وهو يقف داخل القفص الزجاجى ثابتا صامدا قويا فتيا متجردا من أى سلاح , إلا سلاح الصبر والإيمان . متجردا من أى وسيلة , إلا وسيلة الإرادة والعزيمة والتصميم . متجردا من أى ذخيرة , إلا ذخيرة الثقة واليقين فى نصر الله   فعل الجبناء ذلك ليمنعوا صوته عن شعبه لأنهم يعلمون أن صوت الحق أقوى من ضجيج الباطل لأن الباطل كان وسيظل زهوقا . هم يعلمون أن صوته له نبرات أقوى من الطلقات , ستكون رصاصا فى سويداء قلوبهم الفاسدة الخربة الفارغة إلا من جراثيم النفاق .

* إن الرئيس مرسى اليوم وهو يقف فى قفص الاتهام الزجاجى أقوى ألف مرة مما كان عليه وهو فى الحكم . لأن العالم الحر كله فى الداخل والخارج أيقن أن الرئيس مرسى صاحب قضية لايقبل عنها التنازل , وصاحب مبدأ لايملك عنه التخلى , وصاحب موقف لايقبل القسمة على اثنين . أيقن العالم .. كل العالم.. أن المبادئ لاتقبل التجزئة , وأن الخيط الأبيض الواضح لايقبل التلون . وأن الصمود لايمكن أن يحده أى سدود . وأنه لايمكن أبدا المساومة على جماجم الشهداء , ولايمكن التفاوض حول دماء الابرياء , ولايمكن الالتقاء فى منتصف الطريق وهناك نساء رملت وأطفال يتمت وبيوت بأكملها شردت . ارتعدت فرائس الانقلابيين من مجرد سماع صوت الرئيس لأنهم لايطيقون سماع صوته لأن حجتهم داحضة عند الله وعند الناس . وهم يدركون أن الذى فى القفص ليس الرئيس مرسى بهيئته وصورته , لكنها هى إرادة الشعب المصرى التى خطفوها واعتقلوها كعصابة منتصف الليل..!.

* فكر القوم .. ثم فكروا .. ثم دبروا.. ثم وجدوهها..!  إنه القفص الزجاجى الحل السحرى لهم ليكتموا صوت الرئيس ويعزلوه فى جزيرة نائية بعيدا حتى عن لجنة الدفاع  لأن لديهم أحكام معلبة منتهية الصلاحية فاسدة أتت إليهم مغلفة من أسيادهم , وماعليهم غير التنفيذ على وجه السرعة .  إنها محكمة الظلم الانقلابية..! . ولأن القوم رضعوا من ثدى الغباء وولدوا من رحم الجاهلية الجهلاء وتربوا فى بيت الطاعة العمياء , فقد نسوا أن حجهتم فى هذا اليوم داحضة عند الله وعند الناس لأن شمس الحق مضيئة ومشرقة وبلغ شعاعها عنان السماء  . لكن القوم عيونهم عمياء لاترى , وقلوبهم صماء لاتشعر , وعقولهم جوفاء لاتفكر إلا فى تنفيذ ماصدر إليهم من تعليمات . وهم يعلمون أن الرئيس برئ براءة الذئب من دم بن يعقوب ولكنهم جاءوا عليه بدم كذب..! .

* أنا اليوم.. أكثر من أى يوم.. على يقين كامل وثقة كاملة غير منقوصة أن الإنقلابيين أصابهم العذاب النفسى البئيس بما كانوا يعملون وماكان له يخططون . لأنهم يعلمون أن تلك المحاكمة كرة خاسرة وأدلتها باهتة فاترة فتور وجوههم . وإن نار الفتنة ستحرقهم جميعا وستحرق كل من لحق بهم وسار على طريقهم . لأن قانون العقاب الجماعى هو سنة كونية من سنن الله فى هذا الكون . وهو قانون مخيف رهيب يدفع كل ذى عقل وكل ذى لب وكل ذى دين  بل وكل ذى سلطة أن يقف على أطراف أصابعه خائفا مرتعشا من عذاب الله الذى سيلاحقه ومن قدر الله الذى لن يعفيه من المسئولية . قال الحق عز وجل " ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا " فالظلم والهلاك قرينان إذا نزلا بدار قوم حل بهم الخراب والدمار والفناء . هلاك النفس وهلاك المال وهلاك الأرض. فالقضية واضحة وأوراقها مكشوفة جلية , فلما الإعوجاج والإنجراف بل والإنحراف إلى طريق الغواية والشيطان ياقوم ..؟

* إن قضية مصر يوم لايمكن أن تكون مجتزئة فى قضية فرد أو قضية حزب أو قضية جماعة أو قضية رئاسة مختطفه , لأن الأمر أخطر وأعمق وأكبر من ذلك بكثير . القضية قضية حرية وقضية شعب يرفض أن يعيش تحت أقدام الطغاة يرعى كالبعير تحت عصى الراعى الغليظة . القضية قضية مصير وطن عاش تحت وطأة القيود والأغلال , أجيالا بعد أجيال . القضية قضية عزة وكرامة ضحى الشعب من أجلها بكل غال ورخيص وبذل فى سبيلها كل ثمين ونفيس . بذل الارواح , بذل المال والعرض , بذل كل مالديه ولم يدخر وسعا كى ينال حريته من بين أنياب الطغاة ومخالب المجرمين المعتدين . ولن يضيع حق وراء مطالب . ولن تسقط شجرة الحرية مهما اشتدت ريح الطغيان لأن الشعب من دمه رواها ومن شرايينه غذاها وعلى عينه أنشأها ورعاها .

* قولوا ماشئتم.. واكذبوا بما شئتم .. وافتروا بما شئتم.. وغيروا وجه الحق بما شئتم.. لكن الثابت فى يقين كل حر , والراسخ فى عقل كل شريف , أن الرئيس مرسى حتى وهو خلف الأسوار سيظل شوكة فى ظهوركم , وخنجرا فى قلوبكم , وقنبلة موقوتة فى طريقكم , وسورا شاهقا يحطم أطماعكم , وجبلا سامقا تصغر أمامه كل أقزامكم , ورصيدا للبطولة تنفذ أمامه كل أرصدتكم , وكابوسا مزعجا يؤرق منامكم , وغصة مريرة فى حلوقكم , وسيفا للحق مسلطا فوق رقابكم , وقدرا مقدورا يهدد مصيركم , وذلا بالنهار عليكم يلاحق تحركاتكم , وهما بالليل تنوء به نفوسكم , إن قتلتموه , فقتله شهادة . وإن نفيتموه , فنفيه سياحة . وإن سجنتموه , فسجنه خلوة مع الله . وإن تركتموه حرا طليقا فضح مؤامرتكم , وكشف زيفكم , وحاكم أكابر مجرميكم الذين استباحوا الدماء وقتلوا الأبرياء وصعدوا على جماجم الضعفاء ليعتلوا سلطة دموية على ظهر البدبابات . وهذه السلطة لن تغنى عنهم من عذاب الله من شئ...! ؟.
 
* إن الأمر جد خطير ليس فيه لهو ولالعب ولاهزل..! . فإن تواريتم بالأمس خلف أكذوبة سوء الاحوال الجوية , واليوم  خلف الاقفاص الزجاجية . فخلف أى سور تختبؤون غدا لتعيدوا الكرة من جديد , وتمارسوا الكذب الممنهج المرتب الشديد ...؟ . إن تروس الكذب التى تدور اليوم بسرعة فى ماكينة عقولكم الخبيثة ستتوقف فى لحظة ما عن الدوران لأنكم فقط تستطيعون الكذب بعض الوقت على بعض الناس , ولكنكم لن تستطيعوا أن تكذبوا كل الوقت على كل الناس وساعتها سينكشف أمركم وستعلنون على رؤوس الأشهاد حالة الافلاس..! . الإفلاس من كل شئ إلا من الخيانة والكذب والغش والتزوير لأن تلك بضاعتكم ردت إليكم فى سوق النخاسة والرقيق الذى تربيتم فيه ونشأتم فى أعماقه وامتلات بطونكم من مخلفاته وقماماته .

* أشعر أننا نعيش فى آخر الزمان وقد نزعت الأمانة من صدور القوم . فلا أمانة ولاعدالة ولاكلمة حق عند سلطان جائر . فالسلطان جائر , والقضاء جائر والمتهم حائر لايجد من يرد إليه حقه من بين أنياب الطغاة المعتدين الظالمين . هل تعتقدون أن الله سينصر الأمة الظالمة التى ديست فيها العدالة تحت عجلات الظلم..؟ هل تعتقدون أن الله سيفرج عنا همنا وغمنا ومن القوم من يخشى الناس كخشية الله  أو أشد خشية..؟  هل تظنون أن الله سينصرنا والحق فى انكماش والباطل فى انتفاش..؟ صدق من قال : لاتأسفن
 على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب . لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا... تبقى الأسود مخيفة فى أسرها.. حتى وإن نبحت عليها كلاب .
تموت الأسد في الغابات جوعا... ولحم الضأن تأكله الكــلاب . 
   


أيها الظالمون :
ستتجرعون الذل سما ناقعا ملاعق وقطرات , ستغترفون منه حتى تمتلأ منه بطونكم حتى النخاع وستدفعون ثمن خيانتكم فى لحظة لاتملكون فيها درهما ولادينارا . ولن يبكى على رحيلكم أرض ولاسماء لأنكم خنتم الوطن وبعتم أرضه وفرطتم فى الأمانة ولم ترعوها حق رعايتها فتحولتم فى لحظة واحدة إلى وحوش لاتشبع وإلى ذئاب لاترتوى وإلى خفافيش لاتطير إلا فى ظلام الليل لأنها لاترى إلا فى الظلام ويؤذيها نور الصباح وإشراقة الشمس وضياء القمر . ستأتيكم المنية بغتة ودون إنذار ولن تغنى عنكم فئتكم من الله شيئا ولو كثرت فما للضعيف الحول من أشياع . وماللظالمين من أنصار . ومالكم من الله من واق . فانتظروا الساعة وانتظروا نصرة الحق وقهر الظلم شئتم أم أبيتم والله غالب على أمره  .

التعليقات
0 التعليقات