/>

"دحلان".. رجل إسرائيل في السلطة الفلسطينية




كتب : محمد حميد
الجمعة ٢٨‎ مارس ٢٠‎١٤14:07:44 مساءاً


محمد دحلان القيادى الفلسطينى البارز فى حركة فتح ورئيس جهاز الامن الوقائى فى غزة، والرجل الذى كان مسئولا عن أمن الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات.. هو الرجل الاكثر غموضا فى علاقاته وشبكة اتصالاته مع كل القيادات والانظمة العربية، بالاضافة الى شبكة كبيرة من أجهزة الاستخبارات فى المنطقة العربية والمخابرات الامريكيةc.i.a ، والتى تربطه بها علاقات مريبة، حسبما ذكر موقع جريدة معاريف الاسرائيلية.

العقيد محمد يوسف شاكر دحلان ولد في مخيم خان يونس (جنوب قطاع غزة في 9سبتمبر1961م. أنهى الثانوية العامة و جاء للدراسة في كلية التربية الرياضية بمصر ثم عاد إلى غزة محاولاً إكمال دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة حيث بدأت مرحلة الاصطدام مع الطلبة الإسلاميين في الجامعة،و هنا بدأ إلتحاقه بحركة فتح ليقود الذراع الطلابي فيها المعروف باسم"الشبيبة الفتحاوية".

تعرض دحلان للأسر بالسجون الصهيونية خلال الفترة ( 1981- 1986 ) و خلال هذة المرحلة اتضحت معالم فكره و طموحاته السياسية على حساب القضية الفلسطينية حتى بات واضحاً ان ثمة تجهيزاً صهيونياً لاستغلال امكاناته و طموحاته القذرة لتفكيك حركات المقاومة.

تأكد ذلك بترحيله المفاجئ من السجون الاسرائيلية الى الاردن عام 1988 و التحاقه السريع بحركة فتح و منظمة التحرير و بزوغ نجمه وسط قياداتها التاريخية.

مع تحول النضال الفلسطينى عن المقاومة الى مفاوضات السلام التى انتهت بخطة الانسحاب الاسرائيلى من غزة عام 1995 و تسلم السلطة الفلسطينية مهام إدارة الاراضى المحتلة ..بدأ يظهر الدور المرسوم لدحلان إذ تولى جهاز الامن الوقائى بغزة و هو الجهاز الذى كان منوط له إفشال تحركات المقاومة الاسلامية و تفكيك بنيتها التنظيمية و العسكرية و إستهداف قياداتها بالاغتيال، وتمهيداً لتسلمه مناصب أعلى عُيِّن دحلان مستشاراً لرئيس السلطة الراحل ياسر عرفات ثم بعد ذلك وزيراً للداخلية، وفي تلك الفترة التي تخللها رفض ياسر عرفات التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد تحت ضغط الولايات المتحدة بداية العقد الماضي بدأ محمد دحلان بالانقلاب على ياسر عرفات، الذى إنتهى بتسميمه عام 2004.

بعد فوز حركة حماس في الانتخابات بدأ دحلان ممارسة دوره بشكل واضح للجميع إذ سعت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإفشال أول تجربة للإسلاميين في الحكم من خلال استخدام الأجهزة الأمنية الفلسطينية لنشر فوضى أمنية بالإضافة إلى فرض حصار على قطاع غزة ورفض فتح لقبول تسليم حركة حماس لزمام الأمور.

لكن بعد حسم الامور لحماس بغزة خرج دحلان و قواته الامنية الى رام الله مقر السلطة الفلسطينية فتكشفت الكثير من الوثائق التي تُدين محمد دحلان منها عمليات قتل لأنصار ومؤيدي حركة حماس وأئمة مساجد، حيث عُثِر في قبو مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة غزة على13 جثة لشبان تم إعدامهم خلال الفوضى الأمنية واخفاء جثتهم، بالإضافة إلى وثائق تُشير إلى التجسس على دول عربية وآسيوية مختلفة منها مصر و باكستان وتسليم معلومات لصالح الموساد.

ومن القضايا التي تورّط بها دحلان تسميم عرفات، وتصفية قادة فلسطينيين من أمثال اللواء كمال مدحت، وحسين أبو عجوة عضو المكتب السياسي لحركة حماس والمنسق العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون هشام مكي.

وكذلك عملية اغتيال محمد المبحوح أحد أبرز قادة كتائب القسام في دبي عام 2010 و التى أدين فيها بشكل رسمى ..حيث كشفت التحريات ان من قاما بعملية الاغتيال كانا ضابطين بجهاز الامن الوقائى تحت اشراف دحلان و انهما يعملان بمؤسسة عقارية تابعة له و تلقيا دعماً مباشراً منه.

ومن هنا بدأ الرفض الذى منى به داخل صفوف حركة فتح و قياداتها حتى تم فصله منها كنتيجة لإفتضاح عملياته القذرة ليس ضد المقاومة الاسلامية فحسب و إنما ضد قيادات داخل منظمة التحرير ذاتها حتى ان احد قادة فتح اتهمه بأنه يدير شبكة مافيا و تجسس عالمية من موقع إقامته بدبى.

وجد دحلان ضالته فى الدعم الذى منحته له انظمة مناوئه للمشروع الحمساوى بغزة و منها النظام المصرى فى عهد مبارك و النظام الاردنى الذى منحه حرية الحركة بين اللاجئين.. و كذلك منحته دولاً خليجية أمولاً طائلة لتنفيذ مخططات لافشال التجربة الاسلامية فى غزة و تعميق الخلاف الفلسطينى بين حماس و فتح.

تشير تحركات دحلان بين اللاجئين الفلسطينيين بالاردن و لبنان الى انه يسعى لخلافة ابو مازن فى قيادة فتح و السلطة الفلسطينية اذ يقوم بتكوين شبكات واسعة من العلاقات بينهم و كذلك يسعى لفرض سيطرة خفية على بعض وسائل الاعلام .. كل هذا بدعم من حكام بعض الدول العربية و جهات أمريكية و صهيونية.

أما عن دوره فى الاحداث المصرية خلال الثورة و ما تلاها فقد لخصه د ابراهيم الدراوى .. مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة اذ اتهم الدراوى دحلان و رفيق دربه ( رشيد ابو شباك ) بإستغلال علاقاتهم بفلول نظام القذافى لتهريب أسلحة من ليبيا الى الااضى المصرية و خاصة سيناء ..و استغلال نفوذه و سيطرته على بعض الوسائل الاعلامية بمصر كمجلة روز اليوسف للتخطيط لاغتيال الجنود المصريين فى رمضان من العام الماضى بهدف الاضرار بالامن القومى المصرى و خلق فوضى بالبيئة السياسية المصرية لصالح جهات خارجية.كذلك خلق حالة من العداء الشعبى لدى المصريين ضد حماس و الايهام بأن هناك اتفاقات سرية لتوطين الغزاويين بسيناءبهدف التشكيك فى مصداقية الاخوان المسلمين.

دحلان واجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية

يعيش دحلان الآن فى امارة دبى وله اتصالات واسعة مع اجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية ، وكان الرجل قد استغل فرصة وجود جون كيرى وزير الخارجية الامريكية فى دبى وقام بأرسال رسالة الى السلطة الامريكية " يقول فيها بأنه مستعد لعقد افاق سلام تاريخى ونهائى مع اسرائيل ، كما انه مستعد للاعتراف بيهودية الدولة الاسرائلية " وهذا ان تحقق فأن لاامل امام عرب 48 الا العيش فى كنف الدولة اليهودية الى اخر مدى كما انه لن تكون هناك فلسطين اذا ما تم االاتفاق.

لقد دفعت العلاقات الجيدة هذه محمود دحلان الى ان يكون هو االرجل الجديد الذى تجهوه اسرائيل لكى يحل محل ابو مازن " محمود عباس" والذى قد لايكون يروق للاسرائيلين خاصة بعد معارضته لاتفاق للاعتراف بيهودية اسرائيل . لذا فان هذا قد دفع اللرئيس الفلسطينى ابومازن الى التخلى عن صمته وعن حدود الدبلوماسية التى عرف عنها الى أن يقول " بأن السيسى يستخدم دحلان ضده وانه – اى السيسى– جعل دحلان من ضمن المقريبن اليه ومن محبيه . ابومازن يخشى مصير عرفات عزل ثم قتل فهو قد شارك فى مؤامرة قتل عرفات بالاشتراك مع دحلان لذا فهو يعرف الطريق فصديق الامس هو عدو اليوم.

التعليقات
0 التعليقات