أكثر من 20 ألف معتقل يعانون ظلم الانقلاب داخل السجون، فمنذ أن أعلن العسكر بقيادة عبد الفتاح السيسي، عن الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، انطلقت سلطات الانقلاب في حملات اعتقال متوالية في صفوف الشعب المصري مستخدمين أدواتهم في مؤسسات الدولة المختلفة من الجيش والشرطة والقضاء وغيرها، وكانت أولى خطوات العسكر هي اختطاف رموز الحراك الإصلاحي والثوري والمدني في مصر، وكانت الأولوية لأصحاب الشعبية الذين لهم تأثير على فئة كبيرة من المصريين.
غير أن المعتقلين في سجون الانقلاب فاجأوا الكاميرات ووسائل الإعلام بابتسامات عريضة ثابتة، تنبئ عن صمودهم الذي لم يهزه إرهاب الانقلاب، وطاردوا هم كاميرات وسائل إعلام الانقلاب بالابتسامات ورفع شعار رابعة وترديد الجمل الخالدة، ومن بين هؤلاء الذين اشتهروا بابتسامتهم وصمودهم لحظة اعتقالهم وداخل قفص الانقلاب 10 تداول صورهم أنصار الشرعية على نطاق واسع، وهم:
الرئيس مرسي
باشرت سلطات الانقلاب أولا في احتجاز الرئيس المنتخب د. محمد مرسي في القصر الرئاسي مع بقية فريقه، بعد أن حدد الجيش المهلة، ثم عُزِل عن الفريق ونُقِل إلى مقر وزارة الدفاع بعد انتهائها، ومنها إلى إحدى القواعد البحرية ومن ثم إلى سجن برج العرب.
ورغم أن مكان ومصير الرئيس ظل مجهولا لفترة طويلة، إلا أن الظهور الأول لمرسي وابتساماته الواثقة ألهبت حماس أنصاره الذين أكدوا أنهم استمدوا من ثباته وصموده قوة ودفعة جديدة لمواصلة الحراك والثورة.
سعد الكتاتني
كما اعتقلت قوات أمن الانقلاب، رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني، ورئيس مجلس الشعب السابق، غير أن الكتاتني الذي أبهر المصريين على منصة مجلس الشعب بأدائه البرلماني، رأى أنصار مرسي أن يبهرهم من جديد بصموده خلف القضبان.
خيرت الشاطر
داهمت قوات أمن الانقلاب غفة نوم المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهو بالملابس الداخلية، بمسكنه في مدينة نصر، وتداول بعدها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لحظة القبض على الشاطر.
غير أن هذه الإجراءات لم تزد الشاطر إلا صمودا، وأطل عليهم بابتسامة هادئة من خلف القضبان، ليعلن من ورائها أنه لا يزال على رأيه صامدا.
حلمي الجزار
في الخامس من يوليو اعتقلت قوات الانقلاب الدكتور حلمي الجزار، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك تنفيذا لقرار الضبط والإحضار الصادر من النائب العام المعين من سلطة الانقلاب، للتحقيق معه في قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، والتحريض على أحداث عنف.
محمد بديع
في البداية تواترت أنباء عن اعتقال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، لكنه خرج في ميدان رابعة العدوية، وكذب إشاعات فراره أو إلقاء القبض عليه وحذّر من "تزييف وسائل الإعلام الكاذبة"، وتم اعتقاله بعد فض رابعة من شقة في مدينة نصر.
غير أن المرشد الذي صدر ضده حكم بالإعدام ضمن أحكام جماعية شملت 683 مصريا، فاجأ سلطات الانقلاب بثباته وكلماته وابتسامته، وأرقه مشهده وهو يلوح بشارة رابعة بابتسامة واسعة.
حازم صلاح أبو إسماعيل
اعتقلت السلطات كذلك الرموز من الإسلاميين آخرين كان أبرزهم حازم صلاح أبو إسماعيل الذي اعتقل في مساء الجمعة الموافق الثالث من يوليو عقب بيان الانقلاب العسكري، حيث كان أبو إسماعيل أبرز الشخصيات الاسلامية التي كان لها مواقف مسبقة معارضة لاستمرار رجال المجلس العسكري وكبار ضباط الشرطة في السلطة.
محمد البلتاجي
بعد مآسي مجزرة رابعة والنهضة، واستشهاد ابنته أسماء أمام عينه، لاحقت قوات أمن الانقلاب محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين واعتقلته في التاسع والعشرون من أغسطس العام الماضي، من داخل إحدى الشقق بمحافظة الجيزة، ولا يزال يحاكم بتهم عدة.
غير أن البلتاجي الذي استشهدت ابنته واعتقل ابنه ويطارد ابنه الآخر، خرج أمام عدسات الكاميرات ثابتا يلوح بشارة رابعة عند اعتقاله.
عصام العريان
داهمت قوات أمن الانقلاب العسكري فجر الأربعاء، شقه بالتجمع الخامس كان بها الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، في، بعد أكثر من 100 مأمورية استهدفت العريان في 8 محافظات، فور مجزرة رابعة.
ولم يقاوم العريان، قوات الانقلاب أثناء عملية القبض عليه، وسلم نفسه بمجرد مداهمة الشقة، وكان مبتسما في ظل وجود العشرات من القوات مدججين بالسلاح.
عصام سلطان وأبو العلا ماضى
اعتقلت قوات أمن الانقلاب كلا من أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط ونائبه المحامي عصام سلطان
بمنطقة المقطم بالقاهرة، وذلك مساء الاثنين 29 يوليو العام الماضي.
غير أن كلمات سلطان وابتسامات ماضي كانت علامة مميزة تناقلها الثوار، خاصة تلك التي خرجت من سلطان تطالب الثوار بنسيانهم تماما وعدم القلق على أوضاعهم مؤكدا: "انسونا احنا هنا خالص.. احنا مكملين، ما تقلقوش علينا.. المهم انتو تكملوا".