كشف خبراء ان التكلفة الاجمالية لمراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي بلغت مليار ونصف مليار جنيه، شملت التحضيرات الأمنية واللوجستية للاحتفال والخسائر جراء الاجازة الرسمية التي قررتها الحكومة ليوم التنصيب.
واستعد قصر القبة الرئاسي لاستقبال وفود عربية وأفريقية وآسيوية وأجنبية (أمير الكويت وملك البحرين والأردن، رئيس فلسطين والصومال وغينيا الإستوائية وتشاد وأريتريا ومالي وقبرص، بينما إكتفت حوالي 20 دولة ومنظمة بإرسال مندوبين عنها)، الأحد، للمشاركة في حفل تنصيب ثالث رئيس مصري عقب ثورة 25 يناير، وثاني رئيس عقب أحداث 30 يونيو، عبدالفتاح السيسي.
وعملت الحكومة المصرية، لاسيما أجهزة محافظة القاهرة، على قدم وساق من أجل الظهور بمظهر حسن أمام تلك الوفود، من خلال تجميل الكورنيش من أمام مبنى ماسبيرو إلى المحكمة الدستورية العليا، ورفع كفاءة الطرق والشوارع المؤدية إلى ميدان قصر القبة، وزراعة أشجار ونباتات حولية ومعمرة مزهرة على الطريق، ورفع كفاءة الأعمدة الكهربائية وإعادة دهانها، وإزالة كل العبارات المسيئة من على جدران المنشآت الحكومية والميادين، وقدرت تلك الأعمال والتجهيزات بنحو 10 ملايين جنيه.
من ناحية أخرى، قالت وزارة القوى العاملة والهجرة، «إن إجازة الأحد التي منحها رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب للعاملين بالحكومة والقطاع العام، تأتي احتفالا بإنجاز الاستحقاق الثاني من خارطة المستقبل».
وأوضح الدكتور حمدي عبد العظيم، الخبير الاقتصادي، «أن عمليات التنظيف والتجميل للشوارع والميادين وقوات الشرطة والقوات المسلحة التي تؤمن الحفل، والمكافآت والحوافز التي تعطى للأفراد على هذه الأعمال، وكل ما يتعلق من إقامة الوفود الأجنبية بالفنادق والنقل والمواصلات وما إلى ذلك كل هذه تكاليف تتحملها خزينة الدولة، مع الأخذ في الاعتبار أن الحفل ليوم واحد فقط، ومعظم الوفود المشاركة ستغادر في نفس اليوم، نستطيع القول إن متوسط تكاليف حفل التنصيب في حدود 500 مليون جنيه».
وأضاف « الإجازة تعطيل للعمل والإنتاج ، ويتوقف فيها نشاط الوزارات والمصالح الحكومية وكل الجهات التي يفترض أن يكون بها يوم عمل طبيعي، ومستثنى من ذلك الجامعات والمدارس، فهى مستمرة في العمل نظرا للامتحانات».
واستطرد الخبير الاقتصادي قائلا «الناتج المحلي الإجمالي لمصر كله في 365 يوما نحو 1.8 تريليون أي 1800 مليار جنيه، وبالقسمة على 365 يوم نجد أن الدخل القومي في اليوم الواحد نحو 3 مليار جنيه، ولكن هناك بعض الجهات تعمل في هذا اليوم مثل المطارات والمنافذ الحدودية وجهات الأمن القومي، كما أن الدخل «3 مليار»، تشمل كافة وسائل الدخل من الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات والبنوك والشركات والحكومات أي نستطيع القول إن تنصيب الحكومة من الـ3 مليار جنيه نحو الثلث تقريبا، أي أن إجازة امس الأحد تتكلف نحو مليار جنيه».
وتابع عبد العظيم «بالتأكيد الوقت لا يحتمل مثل تلك الأعباء ولكن تلك مناسبة قومية لها عائد اجتماعي وسياسي، أكثر من العائد الاقتصادي، فالمردود السياسي والدعم الذي من الممكن أن نحصل عليه من الاتحاد الأوربي، وصندوق النقد، والبنك الدولي، والدول العربية، من الممكن أن يعوضنا عن تلك الأعباء والتكاليف».
وقدر خبراء اقتصاد، أن فاتورة الإجازة التي قررت الحكومة منحها للعاملين بالدولة امس الأحد بمناسبة تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية ستكلف الدولة 3.5 مليار جنيه، تمثل إجمالي الدخل القومي في هذا اليوم.
وقال الخبير الاقتصادي، عماد رجائي، «إن الحكومة أخطأت في احتساب يوم الأحد إجازة رسمية بمناسبة تنصيب السيسي، مؤكدًا أن الأمر لم يكن في حاجة إلى إجازة».
وأضاف رجائي «أن الدولة ستتكلف في يوم الإجازة نحو 4 مليارات جنيه، مشددًا على أهمية أن تسعى الدولة لتقليل عجز الموازنة الذي يهدد الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة»
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، صلاح جودة «إن إجمالي الناتج القومي يبلغ 2 تريليون جنيه، ومن ثم فإن توقف الإنتاج يومًا واحدًا يساوى 3.5 مليار جنيه، موضحا أن توقف الإنتاج يضر بالاقتصاد المصري بشكل كلي».