/>

الشيخ فوزي السعيد قبل اعتقاله: ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾






الشيخ "فوزي السعيد" من كبار مشايخ السلفية، في حين أنه من مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب ومن الرافضين كذلك لممارسات وسياسيات حزب النور، وكان "السعيد" قد شارك بقوة في اعتصامات مؤيدي الشرعية في "رابعة" و"النهضة" وكانت له خطبة شهيرة بميدان النهضة ليلة مذبحة الإبادة. وقد سبق وأن منعته سلطات الانقلاب من خطبة الجمعة في مسجد التوحيد بغمرة في سبتمبر الماضي.

والشيخ "فوزي" في الأساس مهندس في إحدى شركات القاهرة الكبرى ومن دعاة السلفية الذين أعلنوا مواقفهم بقوة، كذلك فقد كان الشيخ من علماء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح المؤيدين للدكتور مرسي إبان أول انتخابات رئاسية مدنية ومن مؤيدي مشروع النهضة.

وكان الشيخ "فوزي" قد شرع في إكمال مسجد التوحيد بمجهود أهل الخير الذين لا علاقة لهم بالدولة، وقد ظل يخطب ويقصده عشرات الآلاف من كافة محافظات مصر لأداء صلاة الجمعة، والاستماع إلى الدروس الأسبوعية.

وبحسب ما نشره عنه سابقا د. هاني السباعي (مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن)، فقد كانت جل خطب الشيخ فوزي تدور حول التوحيد وشرح أسماء الله الحسنى وحض الناس على حب دينهم والتمسك بعقيدتهم، مؤكدا أن هذا الصرح الكبير (مسجد التوحيد) كان ملجأ للفقراء وكبار السن ومستوصفًا طبيًا لمحدودي الدخل، وكان المسجد بملحقاته خلية نحل من عمل دءوب وفوائد جمة للفقراء والمعوزين.

ويذكر"السباعي" أن دولة ونظام مبارك كان لهم في مسجد "التوحيد" رأي آخر؛ خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه، حيث قام نظام مبارك بتأميم المسجد وإلحاقه إلى وزارة الأوقاف، ومن ثم فقد تم تشريد عشرات الأسر التي كانت تكفلها المشاريع الخيرية لهذا المسجد الذي كان يشرف عليه الشيخ فوزي على مدار عقدين من الزمان.

وكان نظام مبارك قام بتلفيق قضية للشيخ فوزي السعيد ولما يقرب من 94 آخرين وهي القضية رقم 24 لسنة 2001 جنايات عسكرية المعروفة إعلامياً بـ (بتنظيم الوعد). ومن المعروف أن تلك القضية هي شبيهة بما نراه من ادعاءات "الإرهاب" الحالية، ومع ذلك فقد قضت المحكمة العسكرية حينها بتاريخ 9/9/2002 بسجن 51 متهمًا وبراءة 43 كان بينهم الشيخ فوزي؛ في حين أنه ورغم تلك البراءة إلا أن وزارة الداخلية أمرت باعتقال الشيخ فوزي والآخرين وتم توزيعهم على سجون مصر.

يذكر أن الشيخ فوزي يعاني من مرض السكر المرتفع جدًا، كما يعاني من قصور في الكلى وضغط مرتفع في الدم واضطرابات في القلب.

وقد كان آخر ما كتبه الشيخ علي صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي:"﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ أي: لا يرجون سواه، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يلوذون إلا بجنابه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك، وحده لا شريك له، لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وهو سَرِيعُ الْحِسَابِ. ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ أي: المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حقّ الإيمان".


وكانت قوات الانقلاب اعتقلت قبل فجر اليوم الخامس من يوليو الشيخ "فوزي السعيد" وذلك بعد اقتحامها لمنزله، كما تم اقتياده لمكان غير معلوم حتى الآن.

التعليقات
0 التعليقات