ادعت شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال "أمان" أن تغييرا جرى في ميل الذراع العسكري لحركة حماس للانتقال الى استخدام متزايد لقذائف الهاون بدلا من المقذوفات الصاروخية.
وحسب الاستخبارات من ناحية حماس، هذا سلاح أكثر نجاعة بكثير، "فضد قذائف الهاون التي أوقعت 11 قتيلا وعشرات المصابين في صفوف جنود الاحتلال أثناء العدوان البري على غزة يكاد لا يكون حل دفاعي حقا،، وفي الغالب أيضا لا يوجد ضدها ردع"، على حد قولهم.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير لها اليوم الاحد، "إن حماس تركز وتصعد نار قذائف الهاون بهدف استنزاف سكان غلاف غزة الذين بدأوا يظهرون مؤشرات انكسار أولية، وأحد الادلة على ذلك هو أزمة الثقة التي نشبت بينهم وبين القيادة العسكرية – السياسية".
وأضافت الصحيفة أن "تصريحات رئيس أركان الاحتلال قبل يومين، كشفت أن "بني غانتس" فشل في تقدير مسار المواجهة أمام حركة حماس، فهو لم يفعل ذلك قبل القتال، ولم يفعل ذلك في اثنائه وعلى ما يبدو أيضا لا يعرف الأن".
وصرح غانتس الاربعاء الماضي في رسالة متفائلة لسكان الجنوب: أنه "يوجد هنا صيف حار، الخريف سيأتي بعده، والمطر سيشطف غبار الدبابات، الحقول ستخضر والجنوب الاحمر بالمعنى الايجابي للكلمة، شقائق النعمان، الزهور والاستقرار، سيكون هنا، وسيكون هنا لسنوات طويلة جدا الى الأمام".
وتساءلت الصحيفة هل كانت للجنرال أسباب وجيهة للتفكير بأن النار لن تستأنف صباح يوم الجمعة الماضية عقب انتهاء التهدئة؟، وهل على الإطلاق فهم بان أقواله في التلفزيون قد تندرج أيضا في تقويم الوضع لدى حماس وتؤثر على استراتيجية المساومة لديها في المفاوضات في القاهرة؟.
فأجابت الصحيفة: أن هذا التصريح قد يكون ممكنا أن يعزوه الى رغبة غانتس الشخصية الذي قد يكون نسي للحظة مكانته كرئيس للأركان، فقد عبر عن مشاعر الجمهور التواق الى الهدوء بعد شهر من القتال وفي ذروة الإجازة الكبرى، ولكنه كان من المفضل لو أنه تحدث بشكل مختلف، (فالعدو) يفحص بدقة ما يقول".
وقالت الصحيفة أنه "ليس واضحا بأي وهم اخطأ قادة جهاز الامن عندما قرروا السماح لسكان غلاف غزة للعودة الى بيوتهم الأسبوع الماضي، وبالأخذ بالاعتبار بأن استمرار وقف النار الهش كان في حينه مشكوكا، فان خطاب غانتس يبدو في نظرة الى الوراء متسرعا بعض الشيء وبالأساس يعكس رغبة الجمهور الاسرائيلي في العودة الى الحياة الطبيعية ومع تطلع سكان الجنوب للعودة الى بيوتهم بسلام".
وأوضحت: "من يعرف غانتس يعرف جيدا بأن هذا هو ضابط مجرب ومتوازن لا يسارع الى إعلانات متهورة، وتوجد قاعدة عسكرية معروفة تقول إن الاجمال يترك الى النهاية، ولهذا ليس واضحا ما الذي دفعه لان يجمل القتال بهذه السرعة ويناشد السكان العودة الى منازلهم، بينما تقدير الوضع في الجيش كان يعترف بأن حماس قد تجري مفاوضات في القاهرة في ظل استئناف النار على الجنوب، وذاك التقدير يتحدث عن إمكانية حرب استنزاف ضد إسرائيل، ولا سيما ضد سكان الجنوب من خلال السلاح الأبسط والأرخص الموجود تقريبا بلا قيد في أيدي حماس، قذائف الهاون".