ألقى رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي المنتخب وفق نتائج أولية، خطابًا أمام الجماهير في العاصمة التركية أنقرة، ليلة الاثنين، بعد إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة، التي جرت الأحد، قال فيه إنه سيكون رئيسًا يحتضن الشعب التركي بمختلف أطيافه.
وشكر أردوغان جميع من دعا له بالخير من الدول الشقيقة والصديقة، مضيفًا أن "الإرادة الوطنية والديمقراطية هي من انتصرت اليوم وليس رجب طيب أردوغان فحسب".
وأفاد أن من صوّت ومن لم يصوت له انتصر، مضيفًا أنه "ليس تركيا فحسب وإنما بغداد وإسلام أباد وكابول وبيروت وسراييفو وسكوبيا و دمشق وحلب وحماة وحمص وطرابلس ورام الله وأريحا وغزة والقدس انتصرت اليوم".
ومضى قائلًا: "اليوم هو فاتحة لمرحلة جديدة في تركيا، اليوم يوم احتضان الدولة للشعب، وزوال بقايا النظرة المتعالية، يوم انتهاء الوصاية على قصر تشانكايا الجمهوري".
وأكد أن نظام الوصاية هو أكبر الخاسرين في انتخابات الرئاسة الحالية، مبينًا أن "السياسة الرخيصة الانتهازية تلقت اليوم درساً قاسياً".
وشدد على أن المعارضة لم تُبدِ التعاون مع الحكومة من أجل صياغة دستور جديد رغم الاتفاق على عشرات البنود، موضحًا أن "المعارضة لا تعني وصف الأبيض بالأسود، أو العكس".
وتابع أردوغان خطابه قائلًا: "لم نقع في فخ التكبر والغرور عندما حققنا النجاحات والانتصارات خلال فترة حكمنا، ولم نلجأ قط إلى سياسة التمييز بين من صوّت لنا أو ضدنا".
وشدد أن حكومته لم تتدخل في طراز حياة أحد أبدًا، داعيًا من اتهموها بالديكتاتورية إلى "محاسبة أنفسهم وضمائرهم".
وأوضح أنه من الطبيعي الاختلاف في نمط الحياة والمعتقد، "ولكننا جميعًا أبناء هذه الأمة، ونعيش في ظل علم واحد، جميعنا أصحاب هذا الوطن بغض النظر عن انتماءاتنا".
وأفاد أنه يرى بين الجماهير أمامه سيدات محجبات وغير محجبات، مضيفًا: "وهذا يعكس وحدتنا واحترامنا لنمط حياة جميع الأشخاص في المجتمع".
ولفت إلى تحقيق الحكومة التركية إنجازات اقتصادية كبيرة، موضحًا أن تركيا كانت مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 23 مليار دولار، سددتها الحكومة جميعها، وأضاف أن بلاده تعتزم الآن إقراض الصندوق 5 مليارات دولار.
وتطرق أردوغان إلى الكيان الموازي، فقال: "أعلم أن هناك أصحاب نوايا حسنة بين أتباع الكيان الموازي (جماعة فتح الله جولن)، لذا أدعوهم إلى مراجعة ما يفرضه الكيان عليهم، وأنا على ثقة بأنهم سينظرون معنا في النهاية نحو مستقبل واحد".
وأفاد أن "اليوم هو يوم ميلاد تركيا الجديدة، وسأكون رئيساً لـ 77 مليون مواطن تركي"، متوجهًا بالشكر إلى أهل غزة وسوريا "المظلومين" لدعائهم بالخير من أجله، وأعلن أن نقل جرحى الاعتداء الإسرائيلي على غزة سيبدأ اعتبارًا من اليوم إلى تركيا من أجل تلقي العلاج.
هذا وقد شارك الرئيس القرغيزي، ألماز بيك أتام باييف، في التجمع بمناسبة فوز أردوغان بانتخابات الرئاسة التركية وفق نتائج أولية، وهنأه بالفوز.
وقال أتام باييف إن تركيا "لم تعد تركيا القديمة التي تبحث عن القروض وتُفرض عليها أجندات، بل أصبحت بلدًا يمنح القروض ويفرض الأجندات".