/>

خبيرة إعلامية: إعلام الاحتلال والانقلاب يحاولان تشويه الحقائق في الحرب علي غزة







قالت د. نرمين عبد السلام –المدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة-: إن أي طرف معتدٍ وظالم سواء كان خارجيا ممثلا بالاحتلال الإسرائيلي أو داخليا ممثلا في سلطة الانقلاب ترهبه كشف الحقيقة وتضعف مواقفه وتحرجه بل وتعريه أمام الجماهير والرأي العام العالمي والداخلي، ولذا يتبع سياسة التعتيم والتضليل بغلق القنوات المعارضة قسريا كما فعل الانقلاب في مصر، أو بقصفها كما يفعل الاحتلال مع فضائية الأقصى وتهديده لقناة الجزيرة، لأن الإعلام الحر والانفتاح الإعلامي سيكشف ممارساته الظالمة والخاطئة.

وأضافت في تصريح خاص لـ"الحرية والعدالة" : قوات الاحتلال تستهدف المنابر الإعلامية في إطار سياسة ممنهجة ومتكررة بحروبها وعدوانها خاصة تجاه فضائيتي "الأقصى" و"الجزيرة" لدورهما الكبير في كشف الحقيقة للرأي العام العالمي، مما أحدث تعاطفا دوليا لدرجة أن بعض وسائل الإعلام الأمريكي متعاطفة مع غزة أكثر من الإعلام المصري، ولذا يتجه المعتدي لوأد وخنق كل المنابر التي ترصد حجم الجرائم والمجازر اليومية والحقائق الخاصة بها ضد الشعب الفلسطيني.

وتؤكد الخبيرة الاعلامية أن سلاح المعلومات والأداة الإعلامية تفوقت على أدوات الحرب التقليدية، فالحروب والمعارك لم تعد حروب أسلحة ولا معدات بل حروب أفكار وتغيير عقول وتشكيل صور ذهنية، موضحة أن الحرب الدعائية والحرب النفسية تستخدم لدى سلطة الانقلاب والمحتل الإسرائيلي، وأيضا نجحت المقاومة الفلسطينية في تفعيل وتطوير أداة الإعلام والحرب النفسية تجاه المحتل المعتدي المغتصب.

واشارت إلى أن توقيت المعلومة وسياقها يعزز من تأثيرها، ونجاح المقاومة ليس وحده بالحرب الإعلامية والمعلوماتية ولكن يتكامل معها صمود المقاومة ميدانيا على أرض الواقع، وبذلك يتحقق النجاح آجلا أم عاجلا.

ونبهت "عبد السلام" إلى أنه بالمقارنة بين تعامل سلطة الانقلاب وسلطة الاحتلال مع الإعلام الحقيقي نجد سياستهما واحدة نابعة من سلطة غاشمة ديكتاتورية كل همها الاستحواذ على الإعلام والسماح فقط للإعلام الموالي لها لتحسين صورته القبيحة أمام الرأي العام، ومنع وقمع الإعلاميين والمنابر المعارضة التي توعي العالم والداخل بالحقوق والحريات المنتهكة.

ورصدت "عبد السلام" اهتمام المقاومة الفلسطينية بأن يكون لها منبر إعلامي، حيث تعي جيدا أن الإعلام أداة من أدوات الحرب وأي سلطة أو طرف لا يمكن كسبها لأي صراع دونها، لأن الإعلام يختصر خطوات كبيرة جدا، وغيابه يرتب خسائر كبيرة، بدليل أنه من أسباب تمكن الثورة المضادة والانقلاب هو وسائل إعلامه التي واصلت عمليات غسيل مخ يومية لقطاعات شعبية واسعة بقلب الحقائق ومارست إعلاما مزيفا قام بشيطنة الإخوان وشحنت وحرضت على كراهيتهم.

وتابعت: ولولا بدائل أخرى غير التليفزيون متاحة للجمهور منها الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وما يبثه من فيديوهات وفضائيات منصفة كالجزيرة لاستمر التعتيم على سلبيات وانتهاكات الانقلاب، خاصة وأن إعلام الانقلاب يعتم على حقائق العدوان على غزة ويشيطن المقاومة ويشحن الجماهير ضدها، واستمرارية منابر إعلامية أخرى فضح المجازر الصهيونية اليومية ،لافتة لأولوية وضرورة الاهتمام بملف الإعلام وحسن إدارته سواء لمقاومة محتل أو لمناهضة سلطة الانقلاب، وكلما تطورت أساليب المقاومة باستخدام إعلام موازٍ وبدائل لإيصال الرسالة كلما حققت نجاحات أكبر بكثير.

وأكدت أن الإعلام يمثل قوة بيد المقاومة الفلسطينية حيث تضغط بالحقائق على الهيئات الرسمية الدولية والمحلية وشعوب العالم والتي تضغط بدورها على مؤسسات دولية رسمية وأهلية والمجتمع المدني ويكسبها دعما شعبيا دوليا متصاعدا، خاصة مع قيام شخصيات وأطراف بنقل الحقائق والوقائع الميدانية منها الأطقم الطبية والأطباء والإعلاميين للخارج والتي تضغط على حكوماتها،مشددة على أن الإعلام المهني يفضح المحتل والانقلاب ويفند كل الأكاذيب، ولو أن هناك فقط إعلاما أحاديا منحازا في صالح الصهاينة وسلطة الانقلاب لنجح في تمرير أجندته ومصالحه، ولكنه فشل لوجود قنوات بديلة متوازنة تكسب المقاومة ومناهضي الانقلاب شرائح أوسع متعاطفة في صفوفها.


التعليقات
0 التعليقات