استنكرت د. نادية مصطفى -أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة- مرافعة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وما أسمته "بيان العادلي التأسيسي لعودة نظام مبارك وإعلان إجهاض ثورة يناير".
وفي تدوينة مطولة لها عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت: "بمناسبة#بيان_العادلي التأسيسي لعودة نظام مبارك وإعلان إجهاض ثورة يناير:أين أنتم يا ثوار 30 يونيو؟".
وتساءلت: "أين أنتم؟ أين أنتم اليوم مما يجري في غزة من قتل بالجملة وطغيان وإهدار لكل حقوق الإنسان؟ أين أنتم أيها القوميون والناصريون وحركات مناهضة الصهيونية ودعوات المقاطعة ورفض التطبيع ومكافحة التمييز من المواقف الرسمية المخزية والمتدنية لأسفل الحدود؟ أين أنتم يا حملات مؤازرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من كل الاتجاهات؟ أين أنتم أيها الليبراليون أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان المصري والعربي أيا ما كانت اتجاهاته ومواقفه؟أين أنتم أيها الشباب يا من أقمتم الدنيا ولم تقعدوها على رئيس مدني منتخب بكل الحجج والادعاءات؟".
واستطردت مستنكرة: "أين مصرنا أمام كل هذه الانتفاضات الشعبية في العالم لمناصرة غزة: في تونس والجزائر واليمن والأردن وماليزيا وتركيا؟ في نيويورك وكيب تاون ولندن وباريس؟ ألم تروا كيف وقف المناصرون لغزة في شوارع باريس وواجهوا قمع الشرطة بسلمية وبسالة دفاعا عن قيمة الإنسان وحقوق الإنسان؟، مضيفة: "أين أنتم يا من ادعيتم الدفاع عن الديمقراطية والخوف عليها من حكم الإسلاميين أو مجرد وجود الإسلاميين في الساحة السياسية؟ هل اكتفيتم بالإقصاء لهم والحض على كراهيتهم وتشويهم حتى ولو كان الثمن عودة نظام مبارك والتحالف مع الصهاينة ضد المقاومة".
وأكملت: "أين أنتم يا من تدعون كذبا وزورا الدفاع عن الأمن القومي المصري وهو ينقلب رأسا على عقب بكل أبعاده ومحدداته وأسسه ومبادئه؟ هل أصبح الإسلاميون هم وحدهم الخطر على أمن مصر؟ أين إسرائيل من ذلك؟ أم تراها أصبحت حليفا لكم وصرتم حلفاء لها؟لماذا لم تنتفضوا أمام كل هذه الجرائم في الداخل وفي غزة كما انتفضتم وتمردتم في 30/6 حتى سلمتم البلاد لحكم عسكري بغيض وفتحتم الباب على مصراعيه لعودة نظام مبارك؟ هل كانت غايتكم كلها أن تسقطوا حكما للإخوان لم يكتمل ولم يكن أصلا ؟".
واستمرت في طرح أسئلتها قائلة: "وهل إسقاط حكم الإخوان أولى عندكم من مواجهة الخطر الصهيوني الذي يقف على أبوابنا ولا ينقطع تهديده؟ وهل السكوت على عودة نظام مبارك متهماً ثورتكم بالمؤامرة، قد أضحي خياراً مقبولاً؟ ما الثمن من أمن مصر وحرية المصريين وحقوقهم؟، ألا تعلمون أن غزة وفلسطين هي خط دفاعنا الأول وغطاءنا الاستراتيجي الذي إن انهار فنحن في العراء ومواجهة الخطر الصهيوني مباشرة؟ وألا تعلمون ما الذي يريده المشروع الصهيوني بمصر والأمة العربية والإسلامية بأسرها؟ أتعتقدون أن التخلص من إخوان مصر ومن مقاومة حماس بمساعدة إسرائيل سيدعم أمن مصر؟ أم تراكم تتناسون وتتغافلون، وتدفنون رؤوسكم الخبيثة في الرمال؟".
وأكملت: "هل توافقون على عمليات تغييب الوعي وتشويهه التي تتم كل ساعة في إعلام الانقلاب؟، هل قمتم بكل هذه الجرائم السياسية والإنسانية في حق الوطن والإنسان المصري ومستقبله لمجرد أنكم تراهنون على تأكيد أن حماس هي حليف الإخوان؛ ذلك الفصيل الذي ناصبتموه العداء بلا هوادة، وضحيتم بمستقبل مصر والديمقراطية لأجل ذلك؟ هل ضحيتم بكل اعتبارات أمن الوطن لتفريغ سم الكراهية والحقد والغل على هذا الفصيل؟،فماذا جنيتم؟،أما زلتم على أمل أن يتحول بكم الانقلاب إلى الديمقراطية، ويناصر ثورتكم التي أصبحت مؤامرة؟ أين أنتم يا من ادعيتم وادعيتم وكذبتم حتى صرتم تصدقون كذبكم بلا حدود؟".
وقالت: "إن مقاومة غزة، ومن قبلها مقاومة الانقلاب كشفت الأقنعة عن وجوهكم السوداء من البغض والغل والتآمر، كشفت أن مقاومة العدو الصهيوني والانقلاب وجهان لعملة واحدة، وأن المقاومة لم تعد خياراً بل صيرورة".
ووجهت رسالة إلى من أسمتهم "منافقي العصر" قائلة: "أقولها لكم صريحة مدوية..يا منافقي هذا العصر،ألا يكفيكم مشهد حبيب العادلي وهو يلقي البيان التأسيسي للثورة المضادة وإجهاض ثورة الحرية والكرامة والعدالة؟.
واختتمت: "هل اكتفيتم بمسرحية مشروع القناة الجديدة بينما نحن في الوادي نغرق في الظلام والفقر والكراهية واشتداد القبضة القمعية؟ في نفس الوقت الذي تترنح فيه "القوى السياسية" من أذرع الانقلاب تتخبط في بعضها البعض دون رؤية ودون قواعد تنتظر المنحة من "قائد الانقلاب"، على حد وصفها.