/>

أكلت يوم أكل الإخوان عمر البورسعيدي










يحكى أن ذئبا وجد قطيعاً مكوناً من ثلاثة ثيران ؛ أسود وأحمر وأبيض ، فأراد الهجوم عليهم فصدوه معاً وطردوه من منطقتهم ...ذهب الذئب وفكر بطريقة ليصطاد هذه الثئران خصوصاً أنها معاً كانت الأقوى ، فقرر الذهاب إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما :" لا خلاف لدي معكما ، وإنما أنتم أصدقائي وأنا أريد فقط أن آكل الثور الأبيض كي لا أموت جوعاً ... أنتم تعرفون أنني أستطيع هزيمتكم لكنني لا أريدكم أنتم بل هو فقط."فكر الثوران الأسود والأحمر كثيراً ؛ ودخل الشك في نفوسهما وحب الراحة وعدم القتال فقالا : " الذئب على حق ، سنسمح له بأكل الثور الأبيض".
نقل الثوران الرسالة بنتيجة قرارهما وأخبراه بأنه يستطيع الهجوم على االثور الأبيض الآن ، فعل الذئب بسرعة وافترس الثور الأبيض وقضى ليالي شبعاناً فرحاً بصيده.رت الأيام ... وعاد الذئب لجوعه فتذكر مذاق لحم الثور وكمية الإشباع التي فيه ، فعاد إليهما وحاول الهجوم فصداه معاً ومنعاه من اصطياد أحدهما بل ضرباه بشكل موجع .. فعاد إلى منطقته متألماً متعباً منكسراً.قرر الذئب استخدام نفس الحيلة القديمة ، فنادى الثور الأسود وقال له :  "لماذا هاجمتني وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟قال له الأسود : " أنت قلت هذا عند أكل الثور الأبيض " فرد الذئب: " ويحك أنت تعرف قوتي وأنني قادر على هزيمتكما معاً ، لكنني لم أرد أن أخبره بأنني لا أحبه كي لا يعارض".فكر الثور الأسود قليلاً ووافق بسبب خوفه وحبه الراحة...في اليوم التالي اصطاد الذئب الثور الأحمر وعاش ليالي جميلة جديدة وهو شبعان...مرت الأيام وعاد وجاع ...فهاجم مباشرة الثور الأسود وعندما اقترب من قتله .. صرخ الثور الأسود : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

كثير من الناس الأن تنظر الى الراحة وأنهم ليس لهم دخل فيما يحدث ويقولون إنه صراع على الكرسي بين طرفين والأقوي سينتصر وبالتالي ليس لهم دخل فيما يحدث من قريب او من بعيد.

ولكن لو نظرنا الى فترة الستينات وأيام الزعيم الهالك جمال عبدالناصر حدث بالفعل أنه قضي على الأخوان وأدخلهم المعتقلات وشردهم وعذبهم وقتل منهم الكثير والناس كانت لا تبالي لا تتكلم فماذا حدث هزيمة منكرة ومقتل الاف الجنود المصريين فى صحراء سيناء والكل تجرع كأس المرارة وكأس الذل والهوان وفقدنا سيناء وأحتلها اليهود وظللنا ننظر لأنفسنا والخيبة والعار يلاحقنا فهل إستطاع هذا الخائن أن يقضي على الأخوان كلا ولكنه إستطاع أن يبيع وطن ويبيع شعب ظل ساكنا لا يتحرك .

أعلم ان الكثير والكثير متعاطف مع الاخوان وأنصارهم ويكره هولاء الفسدة ولكنه الخوف من السجان والخوف من الجلاد ولكن الى متى ستظلم تخافون وستظلم صامتون على كذبهم فهل حقا الأخوان إرهابيون وهل أساتذة الجامعه والأطباء والمهندسون إ رهابيون وهل من قدم خدمات جليلة للمجتمع إرهابي وهل من كان يضحى بوقته من أجل اسعاد الجميع إرهابي وهل من كان يعمل أسواق خيرية يبيع فيها كل ما يحتاجه المصريين وبسعر التكلفه إرهابي وهل من كان كل أسبوع يعلن عن قافله طبيه وأساتذه وتخصصات نادرة إرهابي وهل من كان يتحمل نفقات كثير من الأسرإ رهابي  الى متى الصمت والى متى الخوف أخشي أن يأتى عليكم الدور وتقولون مثلما قال الثور الأسود أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

هل ما يحدث بمصر الان شي طبيعي وهل ما نراه الأن يحدث يدل على أن مصر فى طريقها الى الرخاء والتقدم لينظر الناس الى الفلوس التى تأخد من البنوك الان سيجدون عليها توقيع هشام رامز ألا يدل هذا على شي ألا يدل على أنهم يطبعون بنكنوت وأموال جديدة وبالتالي سيحدث سيحدث أرتفاع للأسعار وبالتالي لن تستطيع أن تعيش أنت وأبنائك فماذا ستفعل ستظل أيضا صامتا لا تتكلم وأنظر الى السياحه أين ذهبت والى المصانع وهى تغلق وتشرد العمال والى الفلاح وهو لا يستطيع ان يسوق منتجه أو أن يحصل على مبيدات وأسمده لأرضه وانظر الى الفقراء الذين يعالجون فى مستشفات الجمعية الشرعية أو جماعة انصار السنه اين سيعالجون واين سيأخذون العلاج بعدما غلقها الأنقلابيون وأنظر الى نفسك هل فعلا ما حدث كان ثورة ام انه انقلاب بجدارة  على الشرعية وعلى الحرية .

انظروا  الى هذه الحرة التى سحلت بالأمس فى مدينة نصر سحلت لأنها تقول رأيها سحلت من شخص إنعدم ضميره وإنعدمت فيه كل معانى الرجوله وأبشره بأنهم سيقتلوه ويقولون لقد قتله الأخوان ولكن هل رأيتم ما حدث هل شاهدتم ما حدث هل تأثرتم بما حدث هل جال فى خاطركم أنها مصرية مثلكم وأنها خرجت تدافع عن حقوقكم ام أن الخوف بلغ الحناجر وأصبحتم لا تشعرون بلدكم تضيع منكم يسيطر عليها الفسده واللصوص وأنتم لا مستقبل لكم ولا لأبنائكم ولا خير لكم ولا لأبنائكم فماذا تنتظرون.

أاخشي ما أخشاه أن نستيقظ يوما ونجد أنفسنا لا وطن يحمينا ولا بيت يضمنا الكل أخذ ما أخذه من مصر وهرب ولم نجد الا أنفسنا وهى تتصارع حتى تجد قوت يومها وحتى تجد ما يجعلها قادرة على الحياة أو نجد أنفسنا ونحن نعيش فى عراق جديد أو صومال اخر أو نصبح مثل سوريا ووقتها لن نقول الا أكلنا يوم أكل الأخوان.

الفرصه مازالت بايدينا وبلدنا مازال بخير فلنتحد جميعا لنطرد هولاء الأشرار من بيننا ونجعل بلدنا لا يتحكم فيه أحد ولا يسرقه أحد ولا يهدر كرامته أحد ولا يعتدى على حقوقه أحد ولا تصبح طائفه من المجتمع أسياد وباقي المجتمع عبيد عندهم ولا يتحكم فينا فرعونا جديدا يحكمنا بالحديد والنار فلا نستطيع الكلام ونخاف من بعضنا البعض ويخشي الإبن من أبيه ويخشي الأب من إبنه وتضيع كل القيم ويضيع كل شي ونتمنى أن يعود بنا الزمان لنفعل ما كان يفعله الأخوان وانصارهم فى الشارع ولكننا لا نستطيع.

الفاسدين والظالمين فى مصر كثير ولكنكم اكثر منهم فلا ترهبكم قوتهم ولا يرهبكم عددهم ولا يرهبكم سلطانهم ولا يرهبكم ظلمهم فهم أضعف مما تتخيلون وهم أهون مما تظنون فأخرجوا هذا الخوف من قلوبكم وأخرجوا هذا الخوف من صدوركم فانها حياة واحده نعيشها فهل اذا كانت حياة يملائها الخوف والجبن سيكون لها طعم وهل لو كانت كلها لله فماذا ستكون .

أحرار مصر وحرائر مصر منكم من بيوتكم من شارعكم من أقاربكم خرجوا دفاعا عن مصر من هذا الطاعون الذي يريد أن يقضي عليها ويجعلها تابعه لأمريكا وإسرائيل خرجوا وكلهم أمل أن يعيدوا بسمتها من جديد خرجوا وكلهم سعاده أن يلقوا الله سبحانه وتعالي فهل نظرت فى وجوه الشهداء وشاهدت كم كانوا يبتسمون والسعادة على وجوههم وكيف كان أهلهم صابرين على فراقهم يتمنون أن يكونوا مكانهم ام أن الدنيا ومافيها أخذتك وأصبحت لاتري شيئا ولا يؤلمك مناظر الأحرار وهم يسحلون ولا يحزنك بكاء الأبناء على أبائهم المقتولين ولا رجوع الفسدة الى مناصبهم من جديد فاذا كنت لا تشعر بهذا واذا كانت هذه المناظر لا تحزنك ولا تغضبك فسيأتى عليك يوما ستقول فيه اكلت يوم اكل الاخوان وانصارهم .




التعليقات
0 التعليقات