/>




دخلت الاحتجاجات الشبابية الأمريكية أمس ضد تسلط الشركات وسوء توزيع المال  يومها الـ21 منذ انطلاقها 17 سبتمبر الماضي.

واتخذت الحركة الاحتجاجية ضد سيطرة الشركات الكبرى في الولايات المتحدة منحى جديدا بوصولها إلى العاصمة السياسية واشنطن مدعومة بتيارات أخرى منها المناهضة للحروب، في الوقت الذي يعد ناشطون لتصدير الاحتجاجات إلى تورنتو الكندية القريبة من حدود الولايات المتحدة.

في الوقت الذي اعتبر الرئيس الأميركي هذه الاحتجاجات تعبيرا عن إحباط الشعب الأميركي من عمل النظام المالي.
ووجه المتظاهرون والمعتصمون في واشنطن ومدن وولايات أمريكية أخرى انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية اليوم الجمعة، بسبب تباطؤ البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي تجاه تلبية مطالبهم التي دفعتهم للتظاهر السلمى وعلى رأسها حل أزمة البطالة وتوفير الرعاية الطبية ووقف هيمنة الأثرياء على الإقتصاد ووقف احتلال هاييتي وأفغانستان والعراق.

واعتصم عدد من المتظاهرين في نيويورك وواشنطون وسط مواجهة شرسة من الشرطة الأمريكية التي تلقت أوامر بداية الاحتجاجات بفضها بالقوة، ما أدى إلى اعتقالات وحالات إصابة متعددة، ونددت منظمات حقوقية وإعلامية بالطريقة التي تم تعاملت الشرطة بها مع المتظاهرين والإعلام على حد سواء.


وذكر بعض المشاركين أنهم جاؤوا إلى ساحة فريدوم بلازا بواشنطن للمطالبة بحقوقهم الاقتصادية العالمية من عمل ومسكن وعلاج مجاني، فيما قال آخرون إن مشاركتهم جاءت لتوسع نطاق التحرك وصولا إلى الاحتجاج ضد الحروب وتحديدا في أفغانستان التي كان أمس الخميس يوافق الذكرى السنوية العاشرة للغزو الأميركي لذلك البلد.
 
وأوضحت مصادر إعلامية أن المتظاهرين حصلوا بالفعل على إذن من السلطات للبقاء في الساحة لمدة أربعة أيام إلا أن بعض المشاركين أكد لمراسل الفرنسية أنهم يريدون البقاء إلى أن يحصل التغيير.

ويأمل المنظمون أن يشارك عدد أكبر من الشباب والمواطنين الأمريكيين وأن المتظاهرين أنفسهم سوف يصوغون مطالب محددة لعرضها على الحكومة. في الوقت الذي شارك فيه عدد كبير من الطيارين والنقابات العمالية والعاطلين وأصحاب الدخول الصغيرة.

وأضافت وكالة رويترز أن احتجاجات مماثلة جرت في ولاية فلوريدا ومدن أميركية أخرى مثل تامبا ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسياتل ولوس أنجلوس إذ وقفت الشرطة حائلا دون وصول المتظاهرين إلى مقر فرع بنك أميركا وسط أنباء عن اعتقال عدد غير محدد من المتظاهرين.

وأفادت مصادر محلية بأن التحرك بات يستقطب تأييد مسؤولين سياسيين واقتصاديين منهم رئيس فرع بنك الاحتياط الفدرالي في دالاس ريتشارد فيشر الذي فاجأ تجمعا لرجال الأعمال عندما أعلن في خطاب أمس الخميس في تكساس تعاطفه مع المحتجين صراحة.
 
وحمل فيشر الإدارة الأميركية فشل سياساتها في تحقيق المطلوب منها سواء على صعيد تأمين فرص العمل أو حتى التوزيع العادل للدخل وهذا برأيه ما دفع الناس للشعور بالإحباط واليأس.

من جهته اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المجموعة التي تنفذ الحركة الاحتجاجية في وول ستريت تعبر عن إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي، داعياً المصارف إلى عدم البحث عن سبل لجعل المستهلكين يدفعون ثمن الإصلاحات.
 
وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده الخميس إن من نزلوا إلى الشارع هم أناس غاضبون من بعض الأشخاص الذين تصرفوا بطريقة غير مسؤولة" خلال الأزمة المالية ويحاولون الآن الوقوف في وجه تغييرات ترمي إلى تفادي أزمة جديدة في إشارة واضحة إلى الحزب الجمهوري.

مع ذلك كانت قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي حاضرة بقوة في الاحتجاجات ، إذ ردد المتظاهرون في ساحة الحرية شعار: حرروا فلسطين واحتلوا وول ستريت ، مع مناداتهم : اخرجو من هاييتي واحتلوا وول ستريت.

التعليقات
0 التعليقات