حسن القباني
أحمد سبع الليل ، بطل فيلم البريء ، جسد شخصيته بابداع الفنان الراحل احمد زكي ، وكم في الجيش والشرطة الان من امثال أحمد سبع الليل الجندي الساذج حامي الحمى الذي افهمه الطغاة أن الشرفاء هم أعداء الوطن ، ثم يتم التضحية بأمثاله في وضح النهار في مسطرد او الاميرية او ميدان النهضة بأيدي الطغاة انفسهم.
هذا المقال نكتبه لأبناء مصر في الشرطة والجيش ، من وحي الثورة ونبض الثوار ، في وقت حرج استشعارا للمسئولية الوطنية في مرحلة فاصلة من عمر مصر ، لنضع نقاطا على حروف الوعي المرتبك وسط أصوات تكفير المعارضين الثائرين واستباحة دمائهم وشيطنتهم ، خاصة بعد بدء عمليات تصفية واضحة يقوم بها الانقلابيون في صفوف الجيش والشرطة ، حتي لا يكونوا " أحمد سبع الليل".
وبالطبع ، لن يستطيع تلفزيون الانقلاب الرسمي او المقرب منه اذاعة الفيلم كاملا ، وهذا تحدي، لأنه يكشف عورة المشهد الامني والعسكري الحالي ، خاصة أن الفنان الراحل صاغ مفهوما حاسما ومبدعا للوضع الحالى في نهايات الفيلم مفاداه : طالبو الحرية والعدالة والكرامة ليسو أعداء الوطن ولا يجب ان يقع ابناء مصر في الشرطة والجيش في خطيئة أحمد سبع الليل .
ومن هنا نبدأ برسالة من رجل عسكري أمين ودقيق ومستقل ، وهو الخبير العسكري العميد صفوت الزيات ، وهي رسالة في نظرنا قد تحسم الكثير من اللغط المقصود من اعلام قلب الحقيقة ، الذي جعل معارضي الانقلاب اعداءا للوطن ، والكيان الصهيوني الغاصب وليا حميما ، حيث قال الرجل بوضوح عقب جريمة ميدان النهضة : " إن النظام الانقلابي على ما يبدو قد بدأ يتخلص من القيادات الأمنية التي شاركت في فض الميادين حتى تختفي كل معالم الجريمة، فالقيادة الشرطية التي قُتلت في تفجيرات ميدان النهضة هي إحدى الشخصيات التي شاركت في فض الميادين وقتل المعتصمين ، وهذا يعني أننا أمام مجموعة تعرف جيدًا أماكن القيادات الشرطية والسياسية، وهو مخطط له بإتقان عالي المستوى".
الرسالة الثانية ، سطرها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب ، حيث دق ناقوس الخطر ، وألمح لمخطط الغدر الآثم ، في بيانه رقم "194 " ، حيث أشار الي وجود " عمليات قذرة تقوم بها سلطة التفجيرات لارهاب مصر " ووصف تفجيرات ميدان النهضة بأنها " تفجيرات الشر أصابت أفراد الشرطة المغدور بهم" وتحدث بصراحة قائلا : " بدا واضحا أن الخيانة التي يتسم بها هؤلاء طالت بعضهم البعض، فباتت أي دماء رخيصة حتى لو تمت التضحية بزملاء لهم لحماية القتلة الكبار "، وهي رسالة كررها اكثر من فصيل ثوري وسياسي.
إذا نحن أمام مخطط جنهمي ، يستهدف الغدر الانقلابي فيه صنع الالاف من "احمد سبع الليل" في المؤسستين الامنية والعسكرية وتصفية عدد معين من أبناء مصر من اصحاب البدلة العسكرية والشرطية ولصق الجريمة في الثوار ، وادخال البلاد في دوامة العنف والارهاب المصطنع وجاهز التعليب ، وهو ما لن نسمح به كثوار ولن نرضي به مهما كان الجرح عميقا من انخراط وتورط قيادات وأفراد عسكرية وشرطية في الخيانة واراقة الدم المصري الطاهر.
إننا نقولها قولة واحدة : إن دماء رجال الشرطة والجيش المغدور بهم علي يد الانقلابيين الخونة لن تذهب هدرا ، كما لن تذهب دماء آلاف المصريين الداعمين للثورة الذين ارتقوا للسماء غدرا برصاصات مليشيات الانقلاب في الشرطة والجيش ، الذين لن يفلتوا من الحساب عبر قضاء مستقل ناجز أو محاكم خاصة عادلة وناجزة وهم معروفون بالاسم في كل محافظة وموقع.
إن ثورتنا تسعي لانقاذ المؤسستين الأمنية والعسكرية من خطر الانقلاب ، وإننا كثوار ، لا نريد من ابناء مصر فيهما صنع مشهدا سوريا او عراقيا ولن نسمح بذلك ولن نوافق عليه ، ولكن نريد منهم أن يسمعوا كلام الله لا الشيطان ، وألا يتستروا علي قاتل أو يساعدوه على صنع حصانة مزيفة ، اما الثوار فهم قادرون بعون الله على اسقاط الخونة والطغاة واستعادة الديمقراطية واقرار الاستقرار الدائم والشامل بعد قصاص عادل.
-------------------
منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح