تدليع كهنة المولوتوف
محمود سلطان | 17-10-2011 23:08
لا أدري كيف سكت ـ حتى الآن ـ أهالي ضحايا الأقباط الذين سقطوا في حادث ماسبيرو المؤلم، على القس فلوباتير وزميله متياس نصر، ولم يتقدموا ببلاغ ضدهما إلى النائب العام بالتحقيق معهما باعتبارهما "شركاء" ـ بالتحريض ـ في إراقة دماء فلذات أكبادهم؟!
القس فلوباتير.. بدلا من أن نراه في النيابة العامة.. أو أمام المدعي العام العسكري.. نجده كل ليلة في سهرات "سواريه" مع جميلات قنوات "الفلول" وكأنه نجم "هوليودي".. وليس "محرضا" على التحرش بالجيش الوطني المصري واستفزازه واشعال الفتن بين الأخير والاقباط.. والتي انتهت بسقوط ضحايا من الطرفين!.
السلطات العسكرية لم تحرك دعوى ضد فلوباتير، رغم "الوثائق" الخطيرة والمصورة والتي لا زالت موجودة على شبكة الانترنت وعلى مواقع فضائيات دولية كبرى.. فيما "دلعت" الكنيسة "كهنة المولوتوف" ولم نسمع منها ما يعكس إحساسها بالمرارة أو بالمسؤلية إزاء جسامة المشهد وخطورته وكارثيته من جهة.. وإزاء الضحايا الأقباط الذين قدموا قربانا على مذابح "قساوسة الفتنة" من جهة أخرى.. وكانت مرارة الرأي العام أشد إيلاما، حين جرى ـ وكالعادة ـ استثمار "الدم القبطي" في سوق الابتزاز الطائفي والسياسي والإعلامي والكنسي.. على نحو بالغ "الرخص" والانتهازية!
إنني أهيب بأسر الضحايا من الأقباط، بأن لا يتركوا "آباء الفتنة" يتقلبون على الأسرة وهم قريرو الأعين.. وليعلموا أن من ساق أبنائهم إلى مصارعهم، ينبغي أن لا ينعموا بالحرية خارج السجن .. أو أن يرفلوا في نعيم النجومية على الفضائيات.
لا يمكن بحال أن يقبل المصريون، بهذه "المسخرة" التي تستهتر بدم الضحايا، وتستخف بمآس وآلام ذويهم.. حين يتعامل الإعلام مع "أمراء الطائفية" من القساوسة، باعتبارهم نجوما تفرش لهم السجاجيد الحمراء داخل الاستديوهات، وينالوا من التدليع والتدليل ما يزيد الحرائق اشتعالا داخل النفوس الغاضبة .. ويعيد انتاج الغضب الطائفي بأسوأ مما كان عليه قبل حادث ما سبيرو.
من المدهش حقا، أن لا يجرى تحقيق قضائي، مع القساوسة الذين ظهروا على شرائط فيديو، وهم يهددون المسؤولين المصريين بالقتل والضرب بالجزمة وفقع العيون.. ومع آخرين مثل فلوباتير الذي قاد المظاهرات التي انتهت بالعدوان المسلح على الجيش الوطني المصري.
هذا السكوت.. ليس من مصلحة أحد، وربما يغري "كهنة الكلاشينكوف" بما هو أسوا وأكثر كارثية.. وربما يفضي في النهاية إلى إحساس عام بالظلم والانحياز لطائفة ضد أخرى.. بل إن هذا السكوت على فلوباتير وغيره هو من قبيل التمييز الديني الذي يعاقب عليه القانون الجديد.. أليس كذلك؟!