النصارى مش أبرياء
هذا الموضوع هو الجزء الثاني لمقالة " النصارى مش ملائكة " ؛ وجعلت الجزء الثاني بعنوان " النصارى مش أبرياء" ودعونا نكمل الفكرة والتي طرحتها على الإعلام المصري الذي يتبنى دائماً مبدأ " النصارى ملائكة " .
فكرتي كما كتبتها في المقالة الأولى هي أننا نعامل النصارى كأنهم ملائكة وليسوا بشر ونُغمض أعيننا على الكثير من الطوام التي يفعلها رجال الكنيسة وعوامها .
النصارى مش أبرياء .
نعم, النصارى مش أبرياء ومن يقول هذا يريد يظهر دائماً إن الجانب الأخر هو الشيطان والمفتري والأرهابي لذلك أجعلوني يا من تروجون لهذة الفكرة أخذ بأيديكم لكي تتحسسوا الواقع الحقيقي ؛ ذلك الواقع الذي تريدون الهروب منه من أجل الحفاظ على أصوات النصارى في الإنتخابات القادمة على إعتبار إن أصوات النصارى كلها أصوات ليبرالية تٌدعم فكرة الدولة المدنية ذات المرجعية الليبرالية .!! هذة هي المعادلة والجواب الشافي للسؤال لماذا يحابي بعض وسائل الإعلام العلماني النصارى .!!
دعونا نفتح السجلات ونعود للماضي ونسير في الحاضر لعلنا نتفادى حدوث الكوارث في المستقبل .
هيباتيا وكيرلس عمود الدين
بالطبع الكثير منا شاهد ماذا حدث للكنيسة المصرية من تخبط لدى عرض أحد الأفلام التي كانت تتحدث عن مدينة الإسكندرية في ظل الرومان وماذا فعلوا النصارى بمكتبة الإسكندرية وكيف قاموا بقتل وتعذيب العلماء وعلى رأسهم " هيباتيا " وسوف أنقل نصياً ما ذكر على موقع ويكبيديا بخصوص هذا الموضوع
" كان التفاف جمهور المثقفين حول الفيلسوفة هيباتيا يسبب حرجا بالغا للكنيسة المسيحية وراعيها الأسقف كيرلس الذي كان يدرك خطورة هيباتشيا على جماعة المسيحيين في المدينة، خاصة وأن أعداد جمهورها كان يزداد بصورة لافتة للأنظار، بالإضافة إلى أن صداقتها للوالي (أوريستوس) الذي كانت بينه وبين أسقف الاسكنرية (كيرلس) صراع سياسي في النفوذ والسيطرة على المدينة. كان أوريستوس مقربا إلى هيباتيا ويكن لها تقديرا كبيرا. كما يقال انه كان أحد تلاميذها، وهو ما يفسر لما كان (كيرلس) مستاء مما قد يمثله وجود هيباتيا. وزاد الأمر سوءا أن الأسقف دخل في صراع مع اليهود المتواجدين بالمدينة، وسعي جاهداً لإخراجهم منها، ونجح في ذلك إلى حد كبير وذلك بمساعدة أعداد كبيرة من الرهبان، الذين شكلوا ما يمكن تسميته بجيش الكنيسة، ولم يكن باستطاعة الوالي التصدي لهذه الفوضى، بل وتعرض بدوره للإهانة من جانب بعض الرهبان الذين قاموا بقذفه بالحجارة، بعد أن علموا بالتقرير الذي أرسله للإمبراطور متضمناً الفوضى التي جرت بالإسكندرية جراء اشتباكاتهم مع اليهود، ومن ثم تأزمت العلاقة بين المسيحيين وبين الوالي أوريستوس رغم أنه كان مسيحياً أيضا، وسرت الشائعات في المدينة أن سبب هذا العداء بين رجلي الإسكندرية يعود إلى هيباتيا وتأثيرها على حاكم المدينة وهذا لم يكن يعني أن المدينة لن تعرف الهدوء إلا بالخلاص منها. وكان موتها مأسويا على يد جموع المسيحيين التي تتبعتها عقب رجوعها لبيتها بعد إحدى ندواتها حيث قاموا بجرها من شعرها، ثم قاموا بنزع ملابسها وجرها عارية تماما بحبل ملفوف على يدها في شوارع الإسكندرية حتى تسلخ جلدها، ثم إمعانا في تعذيبها، قاموا بسلخ الباقي من جلدها بالأصداف إلى أن صارت جثة هامدة، ثم ألقوها فوق كومة من الأخشاب وأشعلوا فيها النيران."

وهنا نستطيع نقول مقولتنا " النصارى مش ملائكة .. النصارى مش أبرياء "
ونلاحظ هنا إن هذا التنظيم والذي كان يضم مجموعة من الرهبان ( رجال الدين ) كان تنظيم مسلح وبالطبع قام بعمليات تصفية عرقية ؛ هذا التنظيم والذي كان كيرلس عمود الدين مترئسأ له .!! وتشاء الأقدار أن يكون القمص متياس نصر راعي كنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس عامود الدين بعزبة النخل!! تشاء الأقدار ان يجتمع كيرلس عمود الدين و متياس نصر في تسليح جيش الكنيسة .!!
نمر سريعاً على الأحداث وانا بالطبع ليس في مجال لتوثيق التاريخ الدموي للنصارى في مصر ولكني وسوف أطرح سؤال عليكم وأنتم من تقوموا بالإجابة عليه .
سؤال : كم كان سوف يكون عدد القتلى إذا أستمرت مصر تحت حكم رجال الكنيسة أمثال " كيرلس عمود الدين " ؟
جماعة الأمة القبطية
تلك الجماعة التي قامت بأعمال أرهابية في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي والتي قد أسسها إبراهيم فهمي هلال وكانت كتابات " نظير جيد رؤفائيل " أو " البابا شنودة " والذي كان وقتها يكتب في جريدة مدرسة الأحد وكان أسقف التعليم وكانت تلك الكتابات تؤثر وتحرك في تلك الجماعة وعملها وبالطبع الكثير من الباحثين يميلون إلي أعتبار البابا نفسه هو المؤسس الحقيقي لتلك الجماعة وعندما نتابع التسلسل التاريخي منذ إنشاء الحركة في عام 1952 كان وقتها نظير جيد رؤفائيل رئيس مجلس إدارة بيت مدارس الأحد ثم تفرغ للكلية الأكليريكية والمجلة والتي كان رئيس تحريرها منذ عام 1949 تقريباً . ولكن بعض الباحثيين أرجعوا إن كتابات نظير هي التي كانت المحرك الأساسي لتلك الحركة ولم يكن هو المؤسس لها .!!
نعود إلي ما فعلته تلك الحركة حيث " قام خمسة شبان أقباط بهجوم مسلح فى 1954م على المقر الباباوى إقتحموا بوابة دار البطريركية بكلوت بيه وجردوا عامل البوابة والنظافة من عصيهم وقيدوهم بعد أن شهروا مسدس فى وجوههم وشقوا طريقهم إلى داخل مبنى البطريركية ووصلوا إلى غرفة البابا العجوز الأنبا يوساب فأوقظوه من نومه بغلظة ووجد نفسه أمام ثلاثة من المسلحين ( كانوا قد تركوا واحداً منهم على بوابة الدار ليمنع أى شخص من طلب نجدة وتركوا واحداً ثانياً عند مدخل جناح البطريرك لكى يقوم بعرقلة أيه محاولة للأقتراب من حجرة النوم التى إقتحمها المهاجمين الثلاثة ) ووجد الأنبا يوساب نفسه محاطا بثلاثة مسلحين يشهرون الأسلحه يطلبون منه أن يسرع بإرتداء ملابسه بسرعه لأنه سيذهب معهم – وإستسلم البابا العجوز فإرتدى ملابسه بسرعه وإستعد أن يذهب معهم بدون أن يعرف ماذا يريدون , ولكنهم أبرزوا مجموعه من الأوراق وطلبوا أن يوقع عليها والمسدس مصوب إليه –
ولم يكن أمامه مفراً من التوقيع , وهكذا وقع على تنازله على العرش البطريركى ووثيقه أخرى بدعوه المجمع المقدس والمجلس الملى لأجراء إنتخابات لبطرك جديد , ووقع أيضاً على وثيقة ثالثة بتوصيات لائحه إنتخاب البطرك بحيث يشترك فى إنتخابه جمهور رعاياة الدينيين , وخرج المسلحون الخمسة ومعهم البابا ليركبوا سيارة ومضت السيارة تنهب الطريق إلى أديرة وادى النطرون وهناك دقوا باب الدير وعندما فتح الرهبان ورأوا البطرك ومعه المسلحين كانت الدهشة تعتلى وجوههم وأدخلوا البطريرك إلى الدير ثم أمروا رهبان الدير أن يستبقى لديه رهن الإحتجاز فإنه يريد التفرغ للصلوات والعبادة المنفردة لأنه تنازل عن العرش الباباوى. وعادت المجموعة بسرعه للقاهرة لتصدر بياناً كانوا جهزوه من قبل أرسلته إلى الكنائس والصحف وبعض الجهات الرسمية فى الدولة تعلن فية أن البابا تنازل عن العرش وإقراراً موقعاً بالفساد المستشرى فى الكنيسة , وتطلب من الشعب القبطى أن يقوم بإنتخاب بطريركا آخر وتحذر الدولة " من التدخل فى شئون الأقباط الداخلية . كانت هذه محاولة يائسة لتحسين حال الكنيسة القبطية ولكنها إتخذت طابع العنف الذى لم تعرفه الكنيسة من قبل ولذلك لم يكتب لها عنصر النجاح وقامت الحكومه بعد ذلك وألقت القبض على المتهورين الخمسة وأرجعت البابا إلى مكانه فى المقر الباباوى ليواصل ممارسة سلطاته ولكنها مهما كانت عناصر اليأس التى تحتويه هذه المغامرة الفاشلة إلى أنها كانت تحمل علامات وإشارات هامه تجرى فى عروق الأقباط تريد أن ترجع الكنيسة إلى مجدها السابق فأيقظت الأقباط من غفوتهم ليواجهوا عصراً جديداً .
تعليق من الموقع : معظم المعلومات السابقة قيلت لى من أحد الشيوخ الأحياء كان صديقاً لمجموعة جماعة الأمة القبطية
وسوف أكمل لكم ما كتبه عزت اندراوس حول كيفية القبض على تلك الجماعة " وقال أحد شهود العيان أن أثنين من المطارنة وهما الأنبا يؤنس مطران الجيزة , والأنبا توماس مطران الدقهلية والبحيرة أتفقا مع الحكومة للقبض على جماعة الأمة القبطية وهم معتصمين داخل المقر الباباوى ووقفا على الأبواب ودقا الأبواب فذهب إليهم أحد جماعة الأمة القبطية فقال له : " نحن نريد أن نتكلم مع أبراهيم هلال " فذهب إليهم فقالوا له : " أفتح الباب حتى نتكلم معك" فقال لهم : " هل تضمنوا الأمان "فقالوا له : " نضمن لك الأمان " فقال لهم : " أحلفوا بالصليب الذى على الكنيسة " فحلفوا له ... ففتح لهم البوابة على مصراعيها وإذا بعشرة عربات من البوليس تهجم على البوابة وتعتقلهم .. وقد أفرج عليهم بناء على تنازل البابا على دعواه قائلاً للحكومة هؤلاء أولادى , ولكن من الظاهر أن هذين الأسقفين تدخلا لدى الحكومة حتى تحاكمهم وحكم علي إبراهيم هلال بخمسة سنين سجن والآخرين بثلاثة سنين سجن وخرج إبراهيم هلال من السجن ولكن الاخرين أنتحروا فى السجون من التعذيب وكان منهم واحد يعمل رئيس حسابات , وأثنين آخرين أخوه أنتحروا أيضا وكانوا يساعدون أبيهم الترزى فى تحمل أعباء المعيشة .
وبادرت وزارة الداخلية فيما بعد إلى إستصدار أمر قضائى بحل تلك الجمعية فرفعت الجمعية المنحلة معارضة فى أمر الحل أمام الدائرة الخامسة المدنية بمحكمة القاهرة الإبتدائية – وكان د/ ادوار غالى الدهبى هو المختص بمباشرة قضايا الحكومة المنظورة أمام هذه الدائرة وساء جماعة الأمة القبطية أن يترافع ضدهم محام قبطى فأرسلوا سيلاً من خطابات التهديد بالخطف والقتل وكان يذهب إلى المحكمة فى حراسة مشددة وتقدم للمحكمة بمذكرتين بدفاع وزارة الداخلية – الأولى بجلسة 13/5/1954 – والثانية بجلسة 17/ 6/ 1954 بينت فيها إغراض الجمعية إلى إقامة دولة قبطية بإستعمال القوة المسلحة وهذا يتنافى على المبادئ المسيحية وأن العنف مرفوض تماما فى المسيحية – وإنتهى الأمر برفض معارضة الجمعية وتأييد قرار الحل.أهـ
نهاية المقالة :
الأن نستطيع أن نقولها بكل صراحة وموضوعية " النصارى مش أبرياء "
ومازال للحديث بقية ..
محمد حمدي