محمود شكري سفير مصر السابق في سوريا: سقوط نظام بشار الأسد لن يكون إلا بحرب أهلية.. والأسرة الحاكمة تخشى مصير أسرة مبارك
أعرب محمود شكري سفير مصر السابق في سوريا عن اعتقاد بأن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد هي مسألة وقت خاصة بعدما تأزمت العلاقة بين دمشق وجامعة الدول العربية إثر الانتهاكات الأخيرة التي مارسها ضد المتظاهرين، على الرغم من إعلانه موافقته على مبادرة الجامعة لوقف إطلاق النار.
ووصف شكري الوضع في سوريا بأنه "شائك جدا ومتأزم وغير مستقر وغير مطمئن على الإطلاق"، وحذر من أن "سوريا على شفا حرب أهلية بين الأسرة العلوية الحاكمة وباقي أطياف الشعب بعد أن فشلت كافة الوساطات الدولية في إقناع النظام السوري في التنحي عن الحكم أو تقديم إصلاحات ترضي طموح الثوار وبعد أن رفض الثوار المبادرة التي تقدمت بها الجامعة العربية".
وتنص المبادرة العربية على سحب جميع القوات العسكرية من جميع البلدات السورية والجلوس على مائدة المفاوضات والتزام النظام السوري بتقديم إصلاحات جدية وحقيقية والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وإقرار التعددية الحزبية وضمان انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة وإجراء انتخابات رئاسية خلال ثلاث سنوات.
وأضاف شكري: أعتقد أن رفض هذه المبادرة سيكون له خيار واحد وهو الحرب الأهلية التي ستأكل الأخضر واليابس في سوريا والتي سيكون الشعب ضحيتها، لأن طبيعة الحكم في سوريا يختلف تماما عن طبيعة الحكم في مصر أو في ليبيا، لأن سوريا تحكمها عائلة واحدة وهي الأسرة العلوية والتي تحكم قبضتها على المؤسستين الأمنيتين الجيش والشرطة، وهذان الجهازان هما الفيصل دائما في نجاح أو فشل أي ثورة في العالم، خاصة المؤسسة العسكرية.
وضرب مثلا بانحياز الجيش المصري للثورة، وقال إن ذلك كان من أبرز عوامل نجاحها لأن الجيش قرر الانحياز للشعب ضد إرادة الرئيس والنظام الحاكم ولولا انحياز الجيش المصري لصالح الثورة لما كتب لها النجاح علي الإطلاق، وهذا بعكس ما يحدث في سوريا التي تحكم الأسرة العلوية قبضتها علي الجيش والشعب.
وعلى عكس الاعتقاد السائد، قال شكري إن الرئيس بشار الأسد أبدى مرونة كبيرة لحل الأزمة لكنه قوبل بهجمة شرسة وتهديدات صريحة من الأسرة العلوية الحاكمة المنتمي إليها، حتى أجبروه عن التراجع عنها خوفا على مصيرها وملاحقتها قضائيا بعد نجاح الثورة لأنها تعلم علم اليقين أن انهيار النظام معناه انهيار الأسرة العلوية ونهايتها، خاصة بعدما حدث لأسرة حسني مبارك في مصر وأسرة معمر القذافي في ليبيا وأسرة زين العابدين بن علي في تونس.
وأعرب عن اعتقاده بأن بشار الأسد لو وافق علي التفاوض مع الثوار أو التنازل عن الحكم فإن سيتعرض للاغتيال أو الانقلاب على يد أفراد من الأسرة العلوية خوفا على حياتهم ومصالحهم الشخصية.
وقلل من الانشقاقات في صفوف الجيش السوري، قائلا إنها "ضعيفة جدا ولم تشكل خطرا حقيقيا حتى الآن على النظام السوري، لأنها في ضباط وجنود الصف الثالث من الجيش والشرطة وليست في الصف الأول، لأن جميع الصفوف الأولية في الجيش والشرطة من الأسرة العلوية ويدافعون عن وجودهم ومصالحهم أكثر ما يدافعون عن بشار الأسد والمسألة بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت".
مع ذلك، رأى أن "طبول الحرب الأهلية في سوريا دقت بالفعل ولكن ينقصها فقط السلاح وبدون سلاح لن تكون هناك حرب أهليه ولن يسقط النظام السوري، وهناك محاولات غربية لتهريب السلاح إلي سوريا وهو احتمال صعب".
وتابع: "أنا أستبعد أن تتمكن أي دولة في العالم من تصدير السلاح للثوار السوريين بما فيها إسرائيل، لأن حدود سوريا محكمة تماما ولديها شبكات وكاميرات مراقبة في كل مكان بمناطق الحدود، بما فيها هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، لأن الجولان وعرة وبها جرف من المستحيل تسلقه وعلى الجانب الآخر السوري نقاط مراقبة بشرية والكترونية ومن الصعب اختراقها".
وقال: لذلك ينبغي على السوريين قبول المبادرة العربية لإسقاط نظام بشار الأسد بالدبلوماسية الثورية بلا من الحرب الأهلية التي ستأكل الأخضر واليابس في سوريا.
يذكر أن سوريا تشهد احتجاجات شعبية منذ منتصف مارس أدى قمعها من جانب النظام إلى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل.