/>

مقال د عائض القرني أيها العرب أرجوكم : اصنعوا القنبلة الذرية




أيها العرب أرجوكم : اصنعوا القنبلة الذرية
د. عائض القرني
لماذا يجاهد الغرب ويحرم علينا الجهاد نحن المسلمين؟ والدليل على ذلك أنه يصنّع النووي ويمنعنا من ذلك، ويحتل أرضنا ويحمي أرضه، ويستعمر بحارنا ومحيطاتنا، ويدافع عن بحاره ومحيطاته، ومصانعه تنتج الصواريخ والقنابل والقذائف والبارجات والراجمات وحاملات الطائرات وليس عندنا مصانع إلا مصانع الألبان والبيبسي، والغرب يحذرنا من العدوان والتسلح وهو يعتدي ويتسلح ليل نهار، لأن الغرب ذكي ويعلم أن القوة هي مصدر الهيبة والعظمة قال تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، والعالم لا يحترم إلا القوي، أما الدبلوماسية والرومانسية والعواطف السياسية فهي كلام فارغ يذر الرماد في العيون ومخادعة الخصم لأن الحرب خدعة وإشغال الشرق في الفنون التشكيلية والرقصات الشعبية والحفلات التراثية على حساب المصانع الحربية ضحكة مكشوفة وإلا فإن دبابة واحدة خير من ألف قصيدة وصنع صاروخ أفيد من مائة حفلة استعراضية وإنتاج قنبلة أكثر هيبة من مائة ملحمة تذكرنا بمجد الآباء وكان يا ما كان في قديم الزمان، يقول نابليون: لا تحدثني كم عند البابا من كتاب، حدثني كم عند البابا من دبابة، هل العالم يحترم الدولة لحسن سمعتها ولطافة ذوقها وكريم تواضعها أم لقوتها وهيبتها، ولهذا أدركت إيران هذا السر وأهل فارس من أدهى البشر حتى قال عمر بن الخطاب عن فارس: لهم فضل عقول ملكوا بها الناس.
وأنا أؤيد ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن الراشد في هذه الصحيفة وما كتبه الأستاذ داود الشريان في صحيفة «الحياة» من أن إيران سوف تصنّع النووي ولن يهاجمها الغرب والبقاء للأقوى، ومناشدة العرب لإيران لتترك النووي وأن لا تصنّع القنبلة الذرية وأن ترحمهم وأن تتقي فيهم هي صرخة في واد، ولم تنصت إيران لهذا الكلام الذي لا يساوي الحبر الذي كُتب به لأن عقلاء العالم وعلماء الحروب وأساتذة العسكرية في الدنيا مجمعون على أن الأقوى هو المحترم والمهاب في المعمورة، لأن الدنيا لا تقوم على النزاهة في عالمنا الأرضي وإنما النزاهة والقداسة في الوحي السماوي، والشريعة الأرضية والسياسة تقوم على الخديعة والمكر وما دام أن أهل الأرض يتحاكمون فيما بينهم بقوانين أرضية وبلا شرائع سماوية فالمسألة إذن مسألة مصالح ومناورات ومغامرات بالعلو والاستيلاء والقهر وإثبات الوجود، وانظر إلى الدول الخمس الكبرى النووية كيف تنصح غيرها بترك النووي والتوبة من القنبلة الذرية وهي أصلا لم يحترمها العالم ولم يقدرها حق قدرها إلا لأنها تملك السلاح النووي فكلمة الدول الخمس مسموعة وراياتها مرفوعة وهي تملك حق النقض (الفيتو) لأي قرار والعالم يخضع لها ويخاف صولتها وجبروتها وهي في نفس الوقت تعظ بقية الدول وتنصح سائر الشعوب بأن يكونوا مؤدبين وكويّسين وحلوين ولطيفين ولا يصنّعوا القنبلة النووية لأن هذا فيه خطر على العالم ولا يجوز لأحد أن يصنّع النووي إلا الدول الكبرى لتبقى لها الهيمنة والسلطة والجبروت، لقد كان الغرب ذكيا وهو ينشئ الصواريخ العابرة للقارات والقنابل الذرية المدمرة للكون وهو يمنعنا في الشرق من صنع ذلك لأنه يعلم أن الذي يحكم العالم ويستولي على خيراته يحتاج إلى قوة قاهرة وغلبة ظاهرة. أما الاكتفاء بقراءة التاريخ والتسلي بأمجاد الماضي فهو يصلح للطلاب الكسالى في المدارس الليلية في محو الأميّة كما قال نزار قباني عن العرب:
وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
يا ابن الوليد ألا سيف تُؤجِّره فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا؟
أيها العرب أرجوكم صنّعوا القنبلة الذرية والسلاح النووي وحوّلوا مباني كثير من الصحف اليومية الهزيلة التي لا يقرأها أحد ودور التراث الشعبي لجمع الخردة والحبال البالية والفؤوس المثلّمة والجفان المكسرة والصحاف المعطوبة حوِّلوها إلى صناعة دبابات وراجمات وصواريخ وأقمار صناعية وغواصات حتى يحترمنا العالم ويسمع صوتنا ويقدّر مكانتنا لأن العالم تحكمه شريعة الأقوى، قال الشاعر العربي:
تعدو الذئاب على مَنْ لا كِلابَ له وتتقي مربض المستأسد الضاري ولا يغرنا الكلام المعسول الذي نسمعه من إيران وغيرها من أنها تريد بالنووي إحراق إسرائيل فهذا كله هذيان وهسترة وسفسطة وهرطقة، قال الشاعر خلف بن هذال:
ولا تامن فروخ الدابْ لو عاشن وبوهن ماتْ تجيك الصبحْ بانيابن تنسّل كنّها انيابه







التعليقات
0 التعليقات