/>

وصف مصر وفتاة العباية التليفزيون المصري يحتفل بحرق مصر علي طريقتة



وصف مصر وفتاة العباية


فراج إسماعيل   |  20-12-2011 13:45

لم نكن نستحق كتاب "وصف مصر" الذى سلمتنا فرنسا نسختها الأصلية فأحرقناها كأنها ورق من القش.

ولا نستحق 192 ألف كتاب ودورية ومخطوطة أتت عليها عن آخرها قنابل المولوتوف التى أحرقت المجمع العلمى.

دولة تسمى أطفال الشوارع المخربين ثوارًا، وتقول عن فتاة ترتدى "عباية على اللحم" إنها مدافعة عن عرضها.. لا تستحق مكانتها الحضارية والتاريخية.

لقد تركنا من يعيشون عادة فى أماكن سرية من البغاء والفحش والفجور، يقدمون صورة مخجلة للثورة المصرية. الطفل ثمنه عشرون جنيهًا مقابل إهالة الرماد على ثروتنا التاريخية بحرائق نتفرج عليها ونتلذذ بها.

رأيت التلذذ على وجه كاتبة ناصرية تشغل منصبًا رفيعًا فى صحيفة ذلك التيار، وللأسف أفسحت لها القناة الفضائية فى برنامج "مباشر من مصر" الفرصة لتختصر حرق كتاب وصف مصر فى سخرية فجة.. "إيه يعنى.. البشر أهم"!

لم أفهم أى قيم إعلامية أفسحت ساعة كاملة فى قناة يمولها الشعب المصرى لسيدة تتلذذ بحرق البلد ودفن التاريخ ؟!

هذه الحلقة بُثت مساء السبت واعتبرها المخربون ضوءًا أخضر لإضرام المزيد من النار. مصر يخطط لها لأن تصبح أرضًا محروقة بمباركة إعلامية حكومية!

تمنيت لو أن فرنسا لم تمنحنا كتاب وصف مصر واحتفظت به عندها فنحن لا نستحق. أتمنى لو أن اليونسكو يتدخل الآن وقبل أن نحرق باقى تاريخنا، فمن حرق المجمع العلمى لن يتوانى عن الأهرامات والكرنك ووادى الملوك وكل شىء يثبت أننا أقدم دولة متحضرة على وجه الأرض.

"وصف مصر" دائرة معارف وضعها 160 عالمًا فرنسيًا طوال 17 سنة بلا توقف فى باريس قبل 200 عام، ويتكون من 800 صفحة تضم 3 آلاف رسم وصورة مع بيانات ودراسات وأبحاث تشمل أوجه الحياة قديمها وحديثها مع أول خريطة لمصر، وقام بإعداده مهندسون وباحثون وكيمائيون وعلماء متنوعو الاختصاصات ومستشرقون فرنسيون رافقوا نابليون بونابرت حين حملته على مصر عام 1798.

حين عادوا إلى فرنسا جمعوا كل وثيقة ورسم وورقة احتوت على أى ملاحظة ومعلومة تم تدوينها أثناء الحملة التى استمرت 3 سنوات، وبعدها قاموا بتحويل ما جمعوه موحدا ومصنفا إلى لجنة شكّلها نابليون من 11 عالمًا، فخرجت النسخة الأصلية كاملة فى عام 1826 من 37 مجلدًا، وحملت اسم Description de l'Égypte .

إنه تاريخ لا تتساهل معه أى دولة لكنه عندنا لا يساوى شيئًا، بل إن من يوجه أطفال الشوارع، أرادوا صرف الأنظار عن ذلك فدفعوا فتاة بعباية سوداء لا ترتدى تحتها إلا الملابس الداخلية لتحتك بالجنود الذين سحبوها على الأرض فانكشف جسدها.

ولوحظ من خلال الفيديو أن الجندى كان يحاول تغطيتها، وأن الفتاة سرعان ما تعود لتكشف جسدها كأنها تتيح الفرصة للكاميرات، حيث تكفلت بعد ذلك وكالة "رويترز" بتوزيع الصورة عالميًا.

لا نعرف طبعًا من هى.. لكن مثل ذلك الرداء نراه على بنات الشوارع اللاتى ينتشرن فى إشارات المرور لبيع علب المناديل للسيارات.

وتصدرت صورة الفتاة المتعرية صحف العالم وقنواته التليفزيونية وعلى رأسها نيويوك تايمز، وقام نخبتنا بالترويج لسحل ناشطة ثورية فاندفعت عواطفنا دون أن نسأل: لماذا ترتدى ناشطة ثورية خلال مظاهرات ميدانية "عباية على اللحم"؟!..

معروف جدا كيف تحمى ناشطات الثورة نفسها برداء محكم من الجينز و"البودى" وظهر ذلك خلال مرات سابقة تعرضن فيها للضرب.

مستقبل مصر يصنعه أطفال الحرائق وفتاة العباية.. هل هذه هى الثورة؟!












التعليقات
0 التعليقات