محمود سلطان
محمود سلطان | 14-01-2012 14:49
الناشر هشام قاسم، اتهمنى على "أون تى فى".. وفى برنامج مانشيت.. بأننى نشرت وثائق "ويكيليكس".. التى كشفت علاقاته بالسفارة الأمريكية بدافع "كراهيتى" و"حسدى" لصحيفة "المصرى اليوم"!
الاتهام ـ بطبيعة الحال ـ لا يخلو من "طرافة".. ومن العيب أن يتحدث شخصية عامة فى وزن الأستاذ هشام قاسم، على هذا النحو الذى يخلو من "الوقار".. فتبادل الاتهامات بالحسد لا تجوز مطلقًا فى مجالس الرجال.. ويبدو أن "قاسم" شاء أن يستدرجنا بعيدًا عن الموضوع الأصلى وهو الوثائق ومضمونها الصادم للرأى العام المصرى والعربى.
اللافت فى هذا السياق.. أن من وردت أسماؤهم فى الوثائق، لجأوا إلى خيار "العنف" و"الترويع".. وتهديد من نشروا الوثائق بـ"المرمطة" فى النيابات والمحاكم.. بلغت حد ملاحقة الزميل عماد مكى، رئيس تحرير وكالة أنباء "أمريكا إن أربيك".. وتحريض السلطات الأمريكية عليه.. والتشكيك فى عضويته بنقابة الصحفيين.. بل والتشكيك فى وجود "أمريكا إن أربيك" أصلاً.
ويوم أمس الأول على "المحور".. وفى حلقة خاصة عن وثائق "ويكيليكس" قدمها الزميل سيد على.. وشاركت فيها مع الزميل عادل صبرى رئيس تحرير بوابة الوفد.. أعاد الأستاذ هشام قاسم والأستاذ حافظ أبوسعدة نفس الكلام.. رغم أن قاسم يعلم جيدًا أن جزءًا من مجد "المصرى اليوم" تأسس على جهود "عماد مكى" وانفراداته الصحفية.. ونشرت الصحيفة عددًا من "المانشيتات" منسوبة جميعها إلى وكالة أنباء "أمريكا إن أربيك" التى ينكرون وجودها الآن ولم يتركوا كلمة "قبيحة" إلا وألصقوها بها وبرئيس تحريرها.
اللافت أيضًا أنهم لا يريدون الدخول فى أية مواجهات بشأن فحوى ومضمون الوثائق.. وأقصى ما عندهم هو التشكيك فى "الترجمة" أو فى الوكالة التى نشرتها.. والتلويح بمعاقبة "الشرفاء" وغير الملوثين بالبهدلة فى المحاكم والسجون.
لم نقرأ فى صحيفة ردًا واحدًا على ما نشر.. بل إنهم اتفقوا ـ فقط ـ على تصفية الموضوع عبر طى ملفه فى الفضائيات والصحف "الملطوطة" بالمال السياسى الأمريكى وعدم نشره أو الإشارة إليه مطلقًا من جهة.. وتصفية الصحفيين الذين يتولون نشره مهنيًا ـ وربما جسديًا فيما بعد ـ حال تطور الملف وعوقب الممولون بما يستحقونه من جهة أخرى.
نحن فى "المصريون" قدمنا الوثائق إلى الرأى العام.. وهذه هى مهمتنا.. فلسنا جهة إحالة إلى سلطات التحقيق.. غير أن الملف وخطورته والتفاصيل التى وردت فيه، يقتضى أن تتحرك السلطات القضائية وتأمر باستلام كل الوثائق وتستدعى الأطراف كلها: "الناشر للوثائق.. والمتهمين بتلقى أموال أمريكية بطرق غير مشروعة"، فحجم الأموال التى تدفقت بعد الثورة كان مروعًا ولا ندرى فيما أُنفق على وجه التحديد، وفى تلك اللحظة التاريخية "الهشة" بطبيعة الحال التى تمر بها مصر منذ 25 يناير الماضى.