قال موقع "نيوز وان" الإسرائيلي إن ثورات الربيع العربي أبرزت تزايد قوة دولة قطر وسياستها الخارجية، بعد تراجع وضعف مركز القوة الأساسية بالمنطقة مصر، الأمر الذي يتيح إقدام قطر على ريادة المنطقة وملأ الفراغ السياسي الجديد، من خلال أقوى أدواتها في المنطقة "قنوات الجزيرة".
وأشار إلى أن قطر تستغل قوتها الاقتصادية والإعلامية المتمثلة في قناة الجزيرة للتدخل في مصر والمنطقة العربية والدفع بسياساتها الخارجية، مؤكداً أن تدخل قطر في الأحداث والمسيرات في العالم العربي خلال العقد الأخير كان مثيراً للدهشة.
وأضاف الموقع الإسرائيليى أن قطر وقفت إلى جانب أصدقائها في مجلس التعاون الخليجي في ثورة اليمن وتسببت في إقصاء الرئيس السابق على عبد الله صالح، وفي الاضطرابات بسوريا تقود بنشاطاتها (بدعم سعودي لا يستهان به) معظم الدول العربية، حيث لا ينكر حكامها الآن أنهم يرسلون السلاح والدعم المالي للثوار في سوريا، الأمر الذي يثير عدة تساؤلات بشأن مصدر السلاح المرسل للمعارضة السورية، وكيف يصل إليهم؟ وهل تحظى قطر بدعم وتأييد وتعاون من دول أخرى لا تريد الإفصاح عن هويتها لمساعدة الثوار؟
واستطرد الموقع: "على الرغم من ذلك لم تخفٍ قطر استعدادها لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل شريطة إثبات القدس رغبتها في مسيرة السلام، وهو الحد الأدنى للشروط في العالم العربي لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل".
وأضاف الموقع أن قطر تشارك أيضاً في إرساء النظام الجديد في تونس، كما أنها ساعدت على الإطاحة بنظام القذافي، حيث كان لها دور كبير في دفع الناتو للعملية العسكرية في ليبيا، ناهيك عن أنها أرسلت ستة مقاتلات جوية كمساعدة رمزية للناتو في فرض حصار جوي على ليبيا.
وتابع الموقع أن قطر هي أول دولة عربية اعترفت بحكومة الثورة في ليبيا، كما باعت باسمهم النفط وزودتهم بمساعدات اقتصادية وعسكرية واسعة، مشيراً إلى أن قطر تسعى الآن لتحقيق اللحمة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس واحتلال دور مصر المنشغلة الآن في مشاكلها الداخلية، لافتاً إلى أن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في 6 فبراير الماضي بين فتح وحماس تم التوقيع عليه في الدوحة ويحمل اسمها.
وأضاف الموقع أن قطر لم تتوقف عند ذلك، حيث خرج أمير قطر في نهاية فبراير 2012 بمبادرة جديدة تدعو للتحقيق الدولي في كل العمليات الإسرائيلية بالقدس منذ العام 1967 بهدف "محو معالم الأماكن الإسلامية والعربية"، الأمر الذي سيحسب للأمير القطري ويعلي من أرصدته في العالم العربي رغم ضعف فرص دعوة كهذه، على حد زعم الموقع.
ولفت الموقع إلى أن الأنشطة العلنية لقطر على الصعيد الفلسطيني- الإسرائيلي تتسبب في ضرر كبير لإسرائيل، حيث دفعت علاقات قطر مع عناصر مثل إيران وحماس- دفعت إسرائيل لاتخاذ قرار بقطع علاقاتها معها وغلق المكاتب الدبلوماسية في الدوحة نهائياً منذ مارس 2011، ومنع حاملي جوازات السفر القطرية من دخول الضفة الغربية ووقف التعاون العسكري بين قطر والشركات العسكرية الإسرائيلية.