جمال سلطان | 06-04-2012 20:50
أمس الجمعة كان يوم الأكاذيب والدجل بامتياز، امتدت الغارة الإعلامية المكثفة على المرشح الرئاسى حازم أبو إسماعيل إلى مانشيتات الصحف القومية/ الحكومية ، فأعادت الحملة اكتشاف أن "الفلول" مازالوا يمسكون بمقاليد المؤسسات القومية، المانشيت الرئيس لصحيفة "الأهرام" بالخط العريض أعلى صفحتها الأولى كان نصه: "الخارجية: والدة أبو إسماعيل أمريكية"، وفى التفاصيل ذكرت أن الخارجية المصرية سلّمت خطابًا رسميًّا إلى اللجنة العليا للانتخابات تؤكد فيه أن والدة حازم أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية، ومن ثم ستعلن اللجنة خلال ساعات استبعاده، وبعد نصف ساعة من صدور الأهرام ليلاً أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية الوزير المفوض عمر رشدى أن كل ما نُشر منسوبًا للخارجية محض أكاذيب واختلاق، وأن الخارجية لم تصدر أى بيان بشأن جنسية والدة المرشح، كما أنها لم ترسل أى خطابات إلى اللجنة العليا للانتخابات، بل أضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إن الوزارة لا صلة لها بالتحقيق فى جنسية المرشح أو والدته، وإنما هى مسؤولية اللجنة العليا للانتخابات ومسؤوليها، أما صحيفة الأخبار فى اليوم نفسه فكان رئيس تحريرها الفلولى بامتياز "ياسر رزق" أكثر استعجالاً، وأتى بالكذب من الآخر، وبنى النتيجة، وأنهى الموضوع كله، وقرر فى المانشيت الرئيسى لصحيفته بالخط العريض أعلى الصفحة الأولى: "أبو إسماعيل خارج السباق" ، أى أنه لم يكتفِ بأن يكون كذَّابًا، بل أراد أن يضيف إلى سِجله الناصع أنه دجال؛ لأنه بنى نتيجة لا أعرف من أين استقاها بأنه تقرر إبعاد حازم أبو إسماعيل من سباق الرئاسة، على الرغم من أن اللجنة الانتخابية نفت صحة أى شىء من هذا القبيل، بل أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة بالعربية الفصحى، وبطريقة يستوعبها حتى مَنْ هم فى مستوى "محو الأمية" الصحفية، أن ما ورد للجنة من وزارة الداخلية يفيد بأن والدة أبو إسماعيل كانت تحمل "وثيقة" سفر أمريكية، سافرت بها عدة مرات من غير أن تؤكد أو تنفى إن كانت تحمل جنسية أمريكية من عدمه، على الرغم من هذا الوضوح التام، إلا أن "الفلول" قرروا إعلان النتيجة، ربما أتَوْا بها من "الكنترول"، والذي أتصور أن مَن يجلس عليه الآن يلعب أخطر لُعبة فى مصر بعد الثورة، وأى حساب خاطئ قد يُدخل مصر فى متاهات لا يعلمها إلا الله.
فضائيات الفلول أمس واصلت رحلة الأكاذيب والدجل، محمود سعد رجل تليفزيون مبارك الشهير، واصل أمس فى قناة النهار ممارسة نشيد الكذب والتضليل ببراءة منقطعة النظير، وقرر أن الموضوع أصبح منتهيًا، وأن الداخلية أكدت أن والدة أبو إسماعيل أمريكية الجنسية، بل وصل فى مستوى الفجور والبجاحة أن ناشد الشيخ حازم أن يقدم اعتذارًا إلى الشعب المصرى، ثم أتى بمحامٍ من أشد خصوم المرشح؛ لكى يكيل السِّباب له ويطالب بسجنه وتوقيع أقصى العقوبة عليه، كل ذلك ولا يوجد أى شىء معلن أو حقيقى، وأن مَن يتوجب عليه الاعتذار هو هذا المحامى "البذىء" ومحمود سعد نفسه لأنهم بنوا رأيًا على أوهام وأكاذيب وروجوا له وقد استبان لهم وللملايين أنها أكاذيب، فمَن يلزمه الاعتذار؟! ، والغريب أن كل هؤلاء يكذبون ألف مرة كل يوم ، وعلى مدار أسبوع تقريبًا، فى نفس القضية ومع ذلك يجدون من أنفسهم الصفاقة أن يطالبوا المرشح بالاعتذار؛ لأنه كذب فى القضية، فمَن يا تُرى الذى يلزمه ـ الآن ـ أن يعتذر لمصر والمصريين، هؤلاء الكذابون وصحف الفلول وقنوات الفلول، أم الرجل الذى لم يثبت ضده أى شىء حتى الآن، ولم تجرؤ أى جهة رسمية على أن تكذبه علنًا، حتى لجأوا إلى "التسريبات" المجهولة والمفضوحة، والتى يلجأ إليها الجبناء الذين يخافون ضوء الشمس ، شمس الحقيقة.
| | | | |
|