قال مصدر أمني رفيع للمصريون اليوم أن ما
نشرته إحدى القنوات الفضائية عن تلقي العاملين فيها تهديدات بالخطف أو
القتل بهدف التأثير على القناة لتغيير سياستها الإعلامية مختلق جملة
وتفصيلا ، وأبدى المصدر الأمني استياءه الشديد من لجوء مؤسسة إعلامية
معروفة مثل "أون تي في" لمثل هذه الأساليب المفتعلة لإثارة ضجيج سياسي أو
إعلامي في وقت لا يحتمل فيه الوطن المزيد من الاضطراب والقلق .
وكشف المصدر الأمني أن التحقيقات الأولية كشفت
عن افتعال رسالة التهديد المدعاة والمنسوبة إلى جهة أطلق عليها "جماعة
الجهاد لتطهير البلاد" ولفت المصدر الأمني إلى أن البيان لا يحمل أبجديات
أساليب الكتابة التي درجت عليها الجماعات المتشددة ، ولا حتى أنماط البسملة
والحمد والاستشهاد بآيات قرآنية أو ما شابه ذلك مما عرف عن أدبيات
الجماعات المتشددة .
وقال المصدر أن الخطاب المزعوم مكتوب بخط اليد
ومرسل بالبريد العادي ، وهو أمر غير مألوف أيضا في أساليب جماعات العنف
التي جرت العادة على كتابة بياناتها على أجهزة الكومبيوتر وإرسالها بالبريد
الالكتروني ، كما أن صياغته تكشف عن سذاجة شديدة وهو أقرب إلى مزاح
العاملين مع بعضهم البعض ، خاصة وأن البيان وجه تحذيره إلى الشركة الراعية
للقناة إعلانيا ، كما أن البيان ذكر أسماء للعاملين في القناة ممن هددهم هم
غير معروفين للرأي العام أصلا .
وأهاب المصدر الأمني بالإعلاميين الابتعاد عن
استخدام مثل هذه الأساليب المفتعلة لإثارة الرأي العام والتي تقصد إثارة
"شو إعلامي" ، لأنها تمثل عبئا زائدا على الجهاز الأمني وإهدارا لطاقته في
الوقت الذي يواجه فيه حالة انفلات أمني غير مسبوقة .
وكانت قناة أون تي في ، المملوكة لرجل الأغمال
نجيب ساويرس ، قد تقدمت ببلاغ يحمل رقم 10 أحوال بنقطة شرطة الجزيرة بشأن
تهديد مزعوم قالت أنها تلقته من جماعة تطلق على نفسها "جماعة الجهاد
لتطهير البلاد" عقب إرسالها خطاب تهديد إلى رئيس قنوات ONTV تهدده فيه
باستهداف استوديوهات ومنشآت القناة وتخريبها واختطاف الإعلاميين وخاصة يسرى
فودة وريم ماجد والإعلامى يوسف الحسينى والمطالبة بدفع فدية 20 مليون جنيه
وإلا تصفيتهم جسدياً، وأكدت إدارة القناة أنه تم إخطار مديرية أمن القاهرة
بشأن البلاغ.
وقامت جماعة الجهاد بتهديد شركة الدعاية
والاعلان التى تتعامل مع القناة بالعقاب الأليم وفرض قيود علي القناة للضغط
وحملها على وقف التعامل حال إصرار القناة على السياسة الإعلامية التي
تنتهجها ووصفت الجماعة السياسة الإعلامية للقناة على أنها سياسة البوم
والغربان التي تهدف إلى التخريب وإشاعة الفوضى في البلاد .