أعلنت معظم القوى السياسية ذات التوجه الإسلامى مشاركتها فى المليونية التى تمت الدعوة إليها غدًا الجمعة، تحت اسم "لا لبقاء العسكر وحرمة الدم" للمطالبة بمحاكمة قتلة الثوار والتأكيد على إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها، فيما عارضت الأحزاب الليبرالية المشاركة في مليونيات فى هذا التوقيت، ورأت أن من شأنها أن تزيد من انعزال الحركات الإسلامية.
وأكد على عبد الفتاح، القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين ومسئول ملف التنسيق مع الأحزاب السياسية بحزب "الحرية والعدالة"، مشاركة الحزب والجماعة فى المليونية وعدم نيتهم الذهاب إلى مقر وزارة الدفاع مؤكدًا أن حق التظاهر السلمى مكفول ولا يستطيع أحد منعه. وأشار إلى أن مطالب القوى المشاركة ستكون للتأكيد على محاسبة "اللهو الخفى" و"الطرف الثالث" وتغيير الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها.
من جانبه، أكد هشام أباظة، القيادى بتنظيم الجهاد، المشاركة فى مليونية الغد للمطالبة بإنهاء الفترة الانتقالية وتسليم العسكرى للبلاد فى الموعد المحدد. فيما رأى مجدى أحمد حسين، رئيس حزب "العمل الجديد"، أن هذه المليونية تأتى للتأكيد على تسليم السلطة أوائل يوليو معتبرا أن قرار وقف العمل بالدستور هو قرار معطل لعملها تلقائيًا. وشدد إلى أهمية عدم تدخل المجلس العسكرى فى الجمعية التأسيسية للدستور وتعديل اللجنة العليا للانتخابات وأفرادها بقضاة لهم مصداقية.
وفي الوقت الذي أكد فيه أحمد الكردى، المتحدث الإعلامى لحزب "التوحيد العربى" إن الحزب سيشارك فى مليونية الغد وسيسعى للتنسيق مع الأحزاب الأخرى لتوحيد الصف وتوحيد المطالب، قال الدكتور هشام كمال، المتحدث الإعلامى للجبهة السلفية، إن الجبهة مازالت تدرس قرار المشاركة فى مليونية الغد ولن يتم إقرار المشاركة فيها إلا بعد وضوح أهدافها.
في المقابل، قال المهندس محمد جلال، عضو المكتب الإعلامى لحزب النور، إن الحزب لن يشارك فى مليونية الغد، كما أنه لن يشارك فى أى مليونيات أو تظاهرات فى الفترة القادمة، مبررًا هذا الموقف بأن مصر الآن فى أشد الحاجة إلى الاستقرار والبعد عن تهييج الرأى العام وإثارة الفوضى لتمرير الفترة الانتقالية كما هو مخطط لها وخروج مصر من أزمتها الحالية.
وأكدت أيضًا "الدعوة السلفية" فى بيان لها عدم نيتها للمشاركة فى مليونية الغد، مبررة ذلك بأن مصر الآن تشهد حالة من الاحتقان وعدم الاستقرار الذى يتطلب من الجميع التصرف الحكيم والتزام الحوار الناضج والبعد كل البعد عن إثارة الفوضى والتخريب, وناشدت الجميع الالتزام بضبط النفس وتقديم مصلحة مصر فوق أى مصالح أخرى.
وعلى صعيد الحركات الثورية، أكد سامح المصرى، المنسق الإعلامى لمجلس أمناء الثورة، أنهم سيدرسون قرار المشاركة فى مليونية الغد خلال اجتماع لهم اليوم وسيتم إعلان موقفهم منها بشكل نهائى خلال ساعات. وأشار إلى أن مجلس أمناء الثورة منشغل حاليًا بتدشين حملة كبيرة داخل ميدان التحرير لتوعية الناس بالانتخابات الرئاسية ومدى أهمية صوت كل مواطن فيها للحكم على نزاهتها.
فيما أكد محمود عفيفى المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر أن الحركة ستعلن موقفها النهائى بخصوص المشاركة فى مليونية الغد خلال ساعات، وإن كانت المؤشرات الأولية لمعظم آراء الأعضاء تتجه إلى عدم المشاركة، مؤكدًا أن مصر الآن تحتاج إلى الاستقرار والهدوء، خاصة أننا نستعد لإجراء استحقاق انتخابات الرئاسة خلال أيام.
فى السياق ذاته، أشار عصام الشريف رئيس "الجبهة الحرة للتغيير السلمى" إلى أن المكتب السياسى للحركة سيعقد اجتماعًا مع أعضائه للوقوف على قرار نهائى بشأن المشاركة فى تظاهرات الجمعة القادمة من عدمه وفى أى مكان التحرير أم العباسية.
بدورها، أعلنت القوى الليبرالية عدم مشاركتها فى مليونية الغد، وبرر نجيب أبادير عضو المكتب السياسى لحزب "المصريين الأحرار" عدم المشاركة بأن الوقت المتبقى على إنهاء الفترة الانتقالية لا يسمح بالخروج فى مليونيات وتظاهرات ولكن يتطلب من الجميع الدعوة إلى استقرار وهدوء الأوضاع لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية ووضع الدستور وعبور مصر أزمتها الحالية.
وقالت مارجريت عازر عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" إنه لا داعى للخروج فى مليونيات وتعطيل مصالح الشعب المصرى لأنه يفصلنا عن انتهاء الفترة الانتقالية أيام قليلة، مشيرة إلى أن الدعوة إلى تعديل المادة 28 لن تكون هناك جدوى منها سوى زيادة حالة عدم الاستقرار, وطالبت الجميع بعدم التشكيك فى الانتخابات الرئاسية قبل أن تتم لأن هذا الأمر سيزيد من إطالة الفترة الانتقالية.
وأكد نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، عدم مشاركة الحزب وأعضائه فى المليونية القادمة، مشيرا إلى أنه لا وجود لمبررات المشاركة من الأساس وأن الخروج بتظاهرات الجمعة القادمة هو استمرار للصدام بين المجلس العسكرى، وتزيد من حدة الصدام بين الأحزاب السياسية التى تعارض المشاركة.