هو شكل من أشكال النظم السياسية. عرفته البشريه ولم تلفظه. ومازال موجودا يجثم على صدور الشعوب. يزيف ماضيهم ويدمر حاضرهم ويحطم مستقبلهم ولايجلب عليهم الا الكوارث والمصائب، وهو اشر النظم الاستبداديه واعتاها.هذا النظام السياسى ليس له من هدف سوى مجد الفرعون وعزته.
لامكان فيه الا للطفيليين والانتهازيين. فلا مكان فيه لمواهب او كفاءآت بل تتحقق المكانه فيه برضا الفرعون ونخبته، ولامكان لمؤسسات ولا يوجد سوى هوى الفرعون ومشيئته الطليقه
والفرعون عند قومه المؤمنون به هو ولى النعمه وسبب الامن ومانح القوة . هو لدبهم شرارة التفوق والهام الابداع
والفرعون نتاج زواج مشئوم ببن كبار المؤسسه العسكريه وكبار رجال المال "قارون" برعاية المؤسسه الدينيه الرسميه طبعا.
وعندما نقول نظام سياسى نعى تماما ان عملية التشريع وسن القوانين انما تخدم مجد الفرعون ونخبته واستمرار الغلبة لهم وتحقيق قدراتهم وعلى قهر الجماعه البشريه
وللتشريع دور أخر نبرزه في حينة . ولكن ما هي ملامح هذا النظام؟!.
الفرعون : له وحدة الفوقية فهو الذات العليا ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى.) ، ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي) .......
له عند شعبة مقام القداسة ، فلا نقد ولا تقييم ولا مراجعة ولا تفكير ، كلامة الحكمة وتعليماته هي القوانين أقول لا نقد له ولكن تحصين انظر الي اللفظ القرأني " وَنَادَىٰ " في قولة تعالي " وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ " التطبيل والحملات المحمومة المستمرة التي لا تنتهي وينفق عليها ثروات الشعب.. من للشعب غيرك نحن بدونك ضياع بطريقة اللي شوفته قبل ما تشوفك عنية عمر ضايع يحسبوة ازاي عليه ............ هذه الحملات القصد منها اضفاء القداسة علي فرعون .
وتصويرة انه الذات المنقذة وانه الأمان من الخوف والنصر علي الأعداء "ولكن من هم الأعداء" سيكون لهذا حديث اخر. وانه الرفاهة من الجدب .تهدف هذه الحملات إلي ارساء فوقية الفروعن ويحمل عرش الفرعون كبار اهل الثروة وكبار القادة العسكريون "قارون وهامان" وهاؤلاء وحدهم في الحقيقة هم النخبة وهم الملاء وهم علية القوم وسادتهم الذين يحيطون الفروعون ويخالطونة وقد ذكرنا ان التشريع وسن القوانيين يكون لمصلحتهم وحدهم ويخدم استمرار الغلبة علي الجماعة البشرية لهم.
ولهم كلاب وخدم وقد يتوهم هؤلاء انهم النخبة وليس الأمر هكذا بل انها طبقة الكلاب والخدم وهم حماة مجد الفرعون المروجون لقداستة الذين يضفون الشرعية علي طغيانة اما الكلاب فهي كل المؤسسة الامنية واما الخدم فهي طبقة واسعة تضم رجال دين فاسدون أي الموؤسسة الدينية الرسمية وتضم قضاه واعلاميون ورؤساء نقابات والوزاراء وكبار الموظفين في الدولة .... وهم كما ذكرت كلاب وخدم حتي لو توهموا غير هذا وظنوا انهم من النخبة وليسوا كذلك .
يلقي اليهم فتات الثروة ويغض الطرف عن مخالفتهم للقانون وذلك حتي يظلوا بحاجة الي الحماية وفي ذلة الإنعام ومهانتة .
ويكون هناك امكانية الانتقام منهم بالقانون اذا استدعت الظروف هذا فيسوسهم بالرغبة والرهبة ويضمن اذعانهم كما ان ابنائهم سيكون منهم صغار الضباط في المؤسسة العسكرية وقضاة وهذا فضل يضمنه لهم فيكونوا وابنائهم اما كلاب واما خدم للفرعون واذعانهم يعني لهم الفرار من الطبقة التي تحتهم وهي طبقة العبيد وهم الفلاحون والعمال والحرفيين وصغار الموظفين –بناة الإهرام- وابنائهم جند الفرعون فليس لهم ولأبنائهم سوي السخرة والهوان . يكون لهم من الرزق والقوت ما يكاد يسد رمقهم ويحفظ حياتهم حتي يستمروا في العمل المذل لمجد الفروعن وسوف يكون لهم فوق الفقر ومعة الجهل والمرض وهؤلاء يزعنوا وينقادوا فراراً من الدخول في فئة اعداء الفرعون الذين عليهم الغضب ومنهم الإنتقام وكما يوضح التشريع وسن القوانين لمجد الفرعون نوضع وتفصل لإذلال هؤلاء والتنكيل بهم اللذين رفضوا تتقديس الفرعون ورأوه بشرا كالبشر يخطئ ويصيب ويجب محاسبتة ومراجعتة ويطلق عليهم اعداء الوطن او اعداء الحياء
لاحظ لا يقال عدو الفرعون فالفرعون حبوب ليس له اعداء ولكنهم ارهابيون وبلطجية وانظر يا اخي الي القران الكريم ". وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ " صدق الله العظيم ( غافر 26). ففرعون كل مخاوفة هي علي المؤمنون به ان يتسبب سيدنا موسي من اذيتهم وفرعون يتصدي لهذه المهمة وهي حمايتهم من سيدنا موسي
ولا ندري ا نضحك من موقف فرعون او نبكي علي قومة اللذين غرر بهم وخدعهم ولكنها بضاعة الفروعن ولكنهم قبلوا بضاعتة فلينتظروا ايام نحسات والفرعون يأتي فقط من كبار العسكريون فهم الدم النقي وهم الكمال وهم وحدهم اللذين يعرفن ولغيرهم الجهل والنقص اما باقي المكون السياسي من بقايا النخبة أي اهل المال والأعمال حتي العبيد فإن الحراك مسموح به بل هو ضروري نزولا وصعودا ويبقي الثبات في شطر النخبة اللذي هم كبار القادة العسكريون .وفى فئة الأعداء فليس لهم توبة وأبقاؤهم على فئة الأعداء هو صمام امن للفرعون لن يخاطر بفقده ولذالك لن ينفعل فيبيدهم ولا يخطأ فيسامحهم بل انهم اهم مكون في مملكة الفرعون وهم من مببرات اسمترارة وطغيانة علي شعبة وكل الطغيان يأخذ شكل القوانين الإستثنائية لحماية الشعب من هؤلاء الأعداء .
"...... المفسدين" ونقف عند جعل اهلها شيعا وعند يستضعف ، فهذه هي الملامح الأساسية لهذا النظام السياسي الذي يعتمد فكرة بسيطة للغاية وهي ... لكي تزعن النفس البشرية الطاغية الشاذة ينبغي مسخها وافسادها وتكوين اجتماع بشري مشو ة ويكون هذا بالخوف والإنحلال الاخلاقي وشيوع الفساد في الأفراد والجماعات لأن أى ذات محترمة لا يمكن لها قبولهم والسماح لهم بالوجود .. ولكن ما هي التركيبة النفسانية لهذة الذات الإبليسية؟!. لهذا حديث آخر.
*أمانة مصرالقديمة