/>

سؤال إلى أمريكا وأغبياء العالم المستشار عماد أبو هاشم




رئيس محكمة المنصورة - عضو المكتب التنفيذي لحركة قضاة من أجل مصر
إلى متى ستظل المؤسسة العسكرية صامدةً فى وجهِ الغضبِ الشعبىِّ المتنامى فى مصر ؟
وإلى متى سيظل الإقتصادُ المصرىُّ يُكابد آلامَه بمسكناتٍ وقتيةٍ يحتاج منها كل يومٍ عن اليوم الذى يسبقُه إلى زيادةِ الجرعةِ حتى يأتىَ الوقتُ الذى لن تجدىَ فيه المسكناتُ معه أبدًا ؟
هل بلغت ثقةُ المنتفعين بالإنقلابِ ومؤيديه من الباطنِ فى أيدولوجياتِهم وعملائِهم فى المنطقة مبلغًا جعلهم يَغضون الطرفَ عن ثقلِ مصرَ التاريخى ، ودورِها المحورىِّ القائمِ على روابطَ وثيقةٍ ، تستند إلى هويتِها وقوميتِها العربية والإسلامية والإفريقية ، وإلى جغرافيةِ المكانِ ، وروابطِ الجوارِ واللغة والأصلِ الواحد والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد المتشابهة بين شعبها والشعوب الأفرو عرب إسلامية ، مما يجعل الحسم لصالحها فى قضاياها المصيرية على كافة الأصعدة العربية والإفريقية والإسلامية لصعوبة الإستغناء عن دور مصر التاريخى ، رغم قوة الوجود الأمريكى الإسرائيلى وتأثيره ، وإن لم يحدث هذا اليومَ فسيحدث غدًا ؟
كيف يثقُ أوباما فى خبراءَ قد بلغوا من العمر مبلغًا كبيرًا ، وانفصلوا عن الواقعِ المصرىِّ منذ زمنٍ بعيدٍ ، يتعاملون معه كما يتعاملون مع غيره كإسرائيلَ وإيرانَ وباقى أصحابِ المصالحِ فى المنطقة ؟
هل خدعوه أم هو من خدع نفسَه ، وأقحمها فيما يقوقُ قدراتِ بلادِه ؟
هل انقلبت اللعبةُ إلى خطبٍ جللٍ خرج عن سيطرتِه حين أصبح الحلُ الوحيدُ هو أن تعودَ الشرعيةُ ، ويقدم قادةُ الإنقلابِ رقابَهم إلى حبلِ المشنقة ، وهو ما يرفضونه طبعًا ؟
هل فشل مشروعُ الفوضى الخلاقةِ الصهيوأمريكى فى مصر حينما بان للعالمِ أن القوى الإسلاميةَ منظمةٌ إلى حدٍ بعيد ، وأن الفوضى لن تطال مصر أبدًا ؟
هل سيستطيع أوباما وبلادُه الوقوفَ فى وجهِ الرأىِ العامِ العالمىِّ الذى لن يطولَ سكوتُه ، والذى - حتمًا - سينتهى بتحركٍ دُوَلى للحفاظ على المصالح الإستراتيجيةِ والإقتصاديةِ لدول العالم التى تتعرض للخطرِفى ظلِّ الإضطراباتِ الحاصلةِ فى مصرَ والإنفلاتِ الأمنىِّ فى مؤساساتِها الأمنيةِ ، أم أن أمريكا أصابها الغرورُ وجنونُ العظمةِ حتى ظنت أنها قادرةٌ على اخضاعِ دول العالم مجتمعةً ؟
وهل أعدت أمريكا لليومِ الذى تقومُ فيه دولُ العالمِ بانقلابٍ دُولىٍّ ضد الممارساتِ الأمريكية المستفزةِ والمخالِفةِ لكل المواثيقِ الدوليةِ ؟
هل ستحمى إسرائيلُ أمريكا أم ستغرقُ وتُغرِقُها مَعها ؟
هل اللعبُ فى مصرَ ، مهدِ الحضارات ، ومَهبطِ الرسالاتِ ، وقِبلةِ الرُّسُلِ ، والعبثُ بثوابتِ ومقدساتِ ودماءِ شعبِها أمرٌ غير محفوفٍ بالمخاطر ، ِأم أن زلزالًا سيجتاحُ العالمُ وانهيارًا سيقوضُ بنيانَه كردِّ فعلٍ للمساسِ بمقدساتِ شعبٍ حافظ على مقدساتِه كخطٍ أحمرَ ، لم تستطعْ قوةٌ - على مرِّ التاريخ - أن تتجاوزَه ؟
هل أخبرَ أوباما مستشاروه الذين أصبحوا يتفاخرون - علنًا - أنهم يتحكمون فى القرار الأمريكى فيما يتعلق بالشأن المصرى وكأنهم شركاء فى حكمها - أن سيكولوجية المصريين - منذ فجر التاريخ - تجعلهم لا يتأهبون إلا عندما تستفزُّ النوازلُ غضبَهم ، وتحيقُ بهم المحنُ والخطوب ، وتشتدُّ عليهم الضغوط ، فيفعلون المستحيل ، يسكتون طويلًا ثم ينفجرون - فجأةً - كالبركان ، وينطلقون كالبرق ، وليسألْ حليفتَه إسرائيلَ - إن كانت تصدقُه القولَ - والتاريخُ يشهدُ بذلك ؟
هل ما تُعلنُه السياسةُ الأمريكيةُ من عداءٍ ظاهرٍ للإسلام ، يتمثلُ فى رفضِ الإسلامِ السياسىِّ لمجردِ مرجعيتِه الإسلامية ، رغم أنه يُطبقُ أساليبَ الحكمِ المدنىِّ الديمقراطىِّ فى الأنظمةِ الحديثة ، والزجُّ بمسيحيى مصرَ إلى نزاعٍ طائفىٍ - لا يُعدُّ عُنصريَّةً دينيةً موجهةً للإسلام قد تُقَابَلُ بعنصريةٍ مضادةٍ تجاه المسيحية ، ربما تعجزُ أنظمةُ الحكمِ التى ستأتى فيما بعد أن تنزع فتيلَها لِتَرَسُّخِهَا فى ضميرِ ووجدانِ الشعب كردِ فعلٍ للعنصريةِ الصليبيةِ الأمريكبة ، أم أن أوباما رتب فى حساباتِه أن بمقدورِه تحريكَ ترسانتِه العسكريةِ إلى مصرَفى حملةٍ صليبيةٍ جديدة - كما فعلت أمريكا فى العراق - تَذَرُّعًا بحمايةِ الأقلياتِ المسيحية ؟
متى يعرفُ أوباما أن حاجزَ الخوفِ من السلاحِ الأمريكىِّ - الذى تستخدمُه أجهزةُ القمعِ الإنقلابيَّة - قد انكسر فى رابعةَ والنهضةَ ورمسيسَ ، وأصبح الموتُ بالنسبةِ للمصريين أمرًا عاديًا ومفروغًا منه ؟
وإذا حرك ترسانتَه إلى مصر ، فسنعودُ للسؤالِ من جديد ، إلى متى ستصمد الترسانة العسكرية الأمريكيةُ أمام أمةٍ غاضبةٍ أصبح الموتُ عاديًا بالنسبة لها حتى أصبحت النساءُ والأطفالُ يخرجون كل يومٍ لملاقاتِهِ والبحثِ عنه ؟ هل يدركُ أوباما أن من مصلحةِ المسيحيين فى مصرَ عدمَ المساسِ بالثوابتِ المتأصلةِ للدينِ الإسلامىِّ مثلما حافظَ الإسلامُ على أركانِ ومقدساتِ المسيحيةِ فى مصر ، وأنه لولا تعاليمُ الإسلامِ التى تحضُّ على التسامحِ الدينى ، لما بقيت المسيحيةُ فى مصر إلى يومِنا هذا حتى أصبح المسيحيون هم من يمدون يدَ العدوان على مقدساتِ الإسلام ، ويقتلون المسلمين استقواءًا بنظامٍ غيرِ شرعىٍّ يعجزُ عن حمايةِ وجودِه ، ويثبتُ كل يومٍ فشلَه وغباءَه ، ومآله إلى زوالٍ آجلًا أم عاجلًا ، فيُصبحون وجهًا لوجهٍ مع الشعبِ الذى استحلوا دمَ أبنائِه ؟ هل فكر أوباما كيف ستتعاملُ أمريكا مع الدولةِ المصريةِ عندما تعودُ الشرعيةُ رغمًا عنه ؟
هل يظن أن القتلَ وتدنيسَ وحرقَ المساجدِ والمنابرِ وجثثِ القتلى أمرٌ يجوزالتسامحُ فيه أو التفاوضُ عليه ؟
متى تحسنُ أمريكا اختيارَ عملائِها ؟ نعم ، إن الغباءَ شرطٌ جوهرىٌ للسيطرةِ على العميل ، لكن لا ينبغى أن يصلَ الغباءُ إلى هذا الحدِّ الذى يُوقعُ بها ويَضُرُ بمصالِحها ، ويُفقدُها توازنُها ، ويُنهى تمامًا عصرَ قرصنةِ غملاءِ أمريكا فى مصر ؟
هل يعلمُ أوباما أنه عندما استمعَ إلى خزعبلاتِ وخرافاتِ وأساطيرِ اليهودِ الذين خوَّفُوه من الخلافةِ الإسلاميةِ قد وضع - بغبائِه - أولَ لبناتِ هذه الخلافةِ ، حين فجَّرَ كلَ هذا الغضبِ فى مصر ، فمُرسى لم يعد مجردَ رئيسٍ بل أصبح خليفةٍ للمسلمين حقًا ، هل يعلمُ أوباما أن الإنقلابَ عند المصريين كالعاهرةِ عند طالبى المتعةِ ، يتقربون إليها ، ويتغنون بحسنها ، لكن من يريدُ الزواجَ منهم يبحث عن امرأةٍ شريفةٍ ربما أقل جمالًا ، هكذا تذهبُ أصواتُ مؤيدى الإنقلابِ إلى الإسلاميين - رمزِ الشرفِ عندهم - وإن كانوا يتناوبون - من قبل - على الإنقلاب للإستفادة منه ، والتمتعِ بما يقدمُه استرضاءًا لهم ، والدليلُ على ذلك تكرارُ ذلك فى خمس استحقاقاتٍ إنتخابية سابقة ، واكتساحُ الإسلاميين انتخاباتِ نقابةِ الأطباء ، وأخيرًا هل سيفهمُ أوباما وأغبياءُ العالم ما أقولُه ، أم سينتظرون أن يرَوا بأعينِهم كلَ كلامى يتحققُ ؟ ساعتَها ، هل يفهمون ؟ أشك فى ذلك


التعليقات
0 التعليقات