احتفال مهيب لاختراع عظيم كما هي عادة الاحتفالات والاختراعات في عهد الاستبداد العسكري، حمل الإحتفال مفاجأة سارة لكل مرضى الإيدز وفيروس سي، وحمل المفاجأة على أكتافه الجيش المصري.
خير أجناد الأرض عادوا تحت قيادة الفريق الذي رقى نفسه لمشير عبدالفتاح السيسي، والرئيس الذي عينه الفريق قبل أن يصير مشيرا ليكون موظفا برتبة رئيس للجمهورية المستشار عدلي منصور، وبعض من قيادات المجلس العسكري والقوات المسلحة، حاملين اللواء الطبيب إبراهيم عبدالعاطي الذي زعم اختراعه لجهاز يعالج بالكفتة أمراض الإيدز وفيروس سي.
جميع القنوات المصرية تهافتت على العالم الذي كشف عنه قادة الجيش المصري، واختراعه المذهل، وأخذوا يروجون له ولعشقه لوطنه حيث رفض مبلغ 2 مليار دولار من الدول الغربية التي ساومته على اختراعه المذهل، حتى خطفته المخابرات وعادت به إلى وطنه مصر!
ساعات قليلة من المؤتمر الذي عقدته القوات المسلحة للعالم الفذ، ثم ينفجر العالم بفضائياته وصحفه وإذاعاته و"فيسبوكه"، ضحكا من المؤتمر ونتائجه. وسريعا عاد لأذهان المصريين تصريحات الخمسينات والستينات بالأهرام والجمهورية والأخبار حول الجيش الذي بدأ يصنع الصواريخ والطائرات بنسبة 100%، وما هي إلا أشهر حتى استيقظ المصريون على بلد لا تستطيع الصمود أمام الكيان الصهيوني الذي حارب ثلاثة دول عربية وحده في يونيو 1967، ولم يكن بمقدوره صناعة الإبرة وليس الصاروخ.
اتضح أن اللواء الطبيب الذي قدمته القوات المسلحة المصرية على أنه رئيس لجنة البحث العلمي في الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة ليس لواء متدرجا بها، وإنما هي رتبة شرفية منحتها القوات المسلحة له كما منحتها لمحمد عبدالوهاب الموسيقار الشهير الراحل، على إثر بحث تقدم به العام الماضي 2013 إلى اللواء طاهر عبدالله رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
كما اعتبر المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المصرية المؤقت عصام حجي المؤتمر والابتكار المزعوم "فضيحة علمية لمصر".
آخر الفضائح أن مصادر أكدت لنا في قناة الناس التي كان يقدم فيها عبدالعاطي نفسه على أنه باحثا في الإعجاز العلمي للقرآن من خلالها، أنه تسبب في أزمة كبيرة داخل القناة، حيث نظر إليه الشيوخ على أنه "رجل مخرف"، وهدد الشيوخ أنهم سيتركوا القناة حال استمراره في تقديم حلقاته، والتي كان يقدم لإدارة القناة 3 آلاف جنيه مقابل كل حلقة، مما اضطر إدارة القناة للخضوع لرغبة الشيوخ وطرده من القناة.
آخر الفضائح أن مصادر أكدت لنا في قناة الناس التي كان يقدم فيها عبدالعاطي نفسه على أنه باحثا في الإعجاز العلمي للقرآن من خلالها، أنه تسبب في أزمة كبيرة داخل القناة، حيث نظر إليه الشيوخ على أنه "رجل مخرف"، وهدد الشيوخ أنهم سيتركوا القناة حال استمراره في تقديم حلقاته، والتي كان يقدم لإدارة القناة 3 آلاف جنيه مقابل كل حلقة، مما اضطر إدارة القناة للخضوع لرغبة الشيوخ وطرده من القناة.
جدير بالذكر أن القنوات الفضائية الإسلامية كانت تلجأ لمثل هذه الشخصيات التي تدفع لها لتعويض لغياب الإعلانات.