قال الكاتب والمحلل السياسي مجدي عبد الهادي، إن الحكم الصادر، بإعدام 529 من أنصار جماعة الإخوان، هو إمثابة «تدمير للذات» وتبديد للثقة في القضاء المصري ونزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف «عبد الهادي»، في مقال نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية إن الحكومة المصرية تمضي في سياسة ضاعفت أعداد المنتقدين، مشبهاً إياها بـ«الثور الهائج»، ولاعب لا يلتزم بالقواعد، ممسكاً بيديه مطرقة ثقيلة يسحق بها أي شيء يتحرك أمامه.
وتابع: « أن الأصوات المتشددة داخل الحكومة المصرية تعتقد أن القوة المفرطة هي الحل، ومن فكروا بهذه الطريقة بالتأكيد شجعهم سلوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أزمة أوكرانيا، وفشل الغرب في التصدي له».
واضاف : إن الحكم في حد ذاته، افتقر إلى المعايير الأساسية للعدالة، وأثار الانتقادات في الداخل والخارج، وتسبب في سخرية من نظام قضائي سمح بحدوث «مهزلة» بهذا الحجم.
وأشار الكاتب إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها القضاء المصري انتقادات واسعة النطاق؛ ففي نوفمبر الماضي أصدرت محكمة في الإسكندرية حكماً بسجن 21 فتاة لمدة تصل إلى 12 عاما، لمشاركتهن في مظاهرات مؤيدة للإخوان.
وأوضح أن القضاء المصري لديه سجل مختلط، فرغم أن مبارك حكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن تم الطعن على الحكم، كما تم تبرئة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين منذ ثورة يناير 2011.
لافتاً الكاتب إلى أن معظم المراقبين يعتبرون الحكم سياسي، تم تفصيله لإرسال رسالة إلى جماعة الإخوان ومؤيديها في الخارج، مفادها أن الدولة المصرية لا تريد تسوية مع الإسلاميين، بل تقول لهم: «الاستسلام أو الإبادة».
وحذر «عبد الهادي» من أن أي شيء يقوض استقلال السلطة القضائية في مصر سيلقي بظلاله على نزاهة الانتخابات القادمة التي سيشرف عليها القضاء، وستكون المصداقية محل شك إذا نظر للقضاء المصري على أنه يتصرف بأمر من يتولون السلطة.
وأختتم الكاتب مقاله بالقول : (إن الحكم يعزز شكوك من يعتقدون أن مصر لا تسير إلى الديمقراطية وسيادة القانون )
0
التعليقات
.jpg)
