يبدأ معتقلو 28 سجنا مصريا الأربعاء فعالياتهم الاحتجاجية ضد الانتهاكات الخطيرة التى ترتكب بحقهم ، ويؤكدون من خلال انتفاضتهم أنهم لا يقبلون استمرار تلك الطريقة غير الآدمية التى تعاملهم بها سلطات الانقلاب ، والتى أسفرت عن مئات المآسى منذ بدء الانقلاب وحتى الآن ، للدرجة التى تحولت معها السجون وأماكن الاحتجاز إلى مستودعات للتعذيب ، ومخازن لانتهاك الكرامة ، ومقار للانحطاط الإنسانى الذى يمارسه الانقلابيون ضد المعتقلين انتقاما منهم .
وليس بخاف حجم الانتهاكات الرهيب الذى انتشرت رائحته حتى زكمت أنوف الجميع عددا الانقلابيين ومن صدق أفعالهم ، وهو ما أصبح معروفا فى العالم كله ، حيث عادت شهرة معتقلات مصر سيئة السمعة إلى الصدارة ، للدرجة التى عاد معها الشعار المأثور " الداخل مفقود والخارج مولود " للظهور ، وتحولت المعتقلات – وأقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزى أيضا- من أماكن للاحتجاز إلى مقار للعقوبة ، سواء عن طريق القتل أو التعذيب أو الاغتصاب أو المرض .
الأمثلة أكثر من أن يتم حصرها ، ولعل أحدثهم كان " سيد جنيدى" الذى استشهد فى سجن "دمو" بالفيوم ، بسبب تأخر إسعافه لساعات ، وسبقه فى ذلك العديد من المعتقلين ، إضافة إلى الذين يموتون مرضا فى زنازين الموت ، والذين ضاعت عليهم السنة الدراسية ، أو أجروا عمليات جراحية بدون مخدر – كما حث مع محمد سلطان نجل الداعية الإسلامى الدكتور صلاح سلطان ، أما الانتهاكات ضد البنات والسيدات فحدث ولا حرج. ولعل الروايات التى يحكيها المعتقلون – والمعتقلات – المحررون تفضح تلك الانتهاكات بشكل كبير .