السلطات الانقلابية وكل من لاذ بها صدعوا رؤسنا بأن ثورة 30 يونيو كانت ضد الهيمنة الأمريكية ، وبعد أن تسلم جيش كامب ديفيد طائرات الأباتشى وبعد الحديث الأخير المهين للسيسى مع "فوكس نيوز" ، قامت أمس القوات الجوية المصرية بالمشاركة فى مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأمريكى فى البحرين !
تشارك مصر للمرة الأولى هذا العام في مناورات "الربط الأساسي 2014" الذي يضم عدد من الدول الخليجية وبالإضافة إلى الأردن، الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وباكستان،و تشارك مصر بصفة مشارك وبشكل مكثف للغاية من حيث حجم القوات المشاركة ومستواها القتالي. وفقا لتصريح مصدر دبلوماسى مصرى بالمنامة لصحيفة الوطن الانقلابية. والمثير للسخرية أن نفس المصدر يقول إن مشاركة مصر ( مع تركيا وقطر وأمريكا وبريطانيا !!) من علامات التراجع الأمريكى فى العالم !!
لابد من الكشف على القوى العقلية للانقلابيين لأن المصدر المجهول ليس هو الوحيد الذى قال ذلك فقد صرح الخبير العسكرى اللواء مختار قنديل بأن مشاركة مصر فى مناورات البحرين ، وهى أصغر دولة عربية من حيث المساحة وعدد السكان ، تؤكد أن مصر من القوى الكبرى فى منطقة الشرق الأوسط ( لقد نسوا أننا أمة عربية واسلامية ) ولايمكن تجاهلها كحليف اقليمى ، وأضاف سيادته فى تصريح لصحيفة الشروق ، إن مشاركة مصر رسالة قوية لقطر التى لديها قواعد أمريكية ( اللواء الخبير لايعرف أن القيادة الأساسية للأسطول الأمريكى فى البحرين فى أكبر قاعدة أمريكية فى الخليج ! ) ، ورسالة قوية لايران ، وكأن جيش كامب ديفيد الذى جرنا للحرب مع أمريكا ضد الشقيق العراقى ، يريد أن يقنع أمريكا بالحرب على إيران وتأخذ الجيش المصرى فى ذيلها .
وفى نفس اللحظة يتوجه وزير الدفاع الجديد والحاكم الفعلى للبلاد للاجتماع مع قيادات الجبهة الجنوبية مع السودان !!! وتحدث معهم وكأنه يشحنهم للحرب على السودان فأشار إلى :
ضرورة تفهم أفراد القوات المسلحة على كافة المستويات لمهامهم فى ظل المتغيرات والمستجدات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية .
وأشاد القائد العام برجال المنطقة الجنوبية العسكرية ودورهم العظيم في تأمين الحدود وفرض السيطرة الامنية علي حدودنا الجنوبية، والتصدي بكل شجاعة وشرف للمخططات والمحاولات التي تهدف إلى النيل من أمن واستقرار المجتمع المصري .
وأدار القائد العام حوارا مع رجال المنطقة الجنوبية العسكرية وطالبهم بالحفاظ على أعلي معدلات الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي، والاهتمام بتنمية القدرات الميدانية للمقاتلين والتواصل الكامل معهم والحفاظ علي روحهم المعنوية العالية .
وطالبهم بأن أن يكونوا قدوة في الانضباط والعمل الجاد والتفاني في أداء المهام وما يتطلبه ذلك من يقظة كاملة وإنكار الذات للمحافظة على أمن الوطن واستقراره وسلامة أراضيه ولتظل مصر دائماً وطناً حراً وآمناً لكل أبنائها .
وفى نهاية اللقاء قام القائد العام بتكريم المتميزين من ضباط وصف وجنود المنطقة الجنوبية العسكرية وذلك لتفانيهم فى أداء المهام المكلفين بها وما يبذلونه من جهد للدفاع عن أمن الوطن وسلامة أراضيه .
والمعروف أن منطقة الحدود الجنوبية مع السودان من المفترض ألا تكون منطقة جبهة ، وأن يكون العمل فيها لما يسمى حرس الحدود لمراقبة عمليات التهريب فحسب ، ولكنها ليست جبهة قتالية. ونفس الأمر حدث متواكبا مع كامب ديفيد حيث تم تشكيل مايسمى الجيش الرابع على حدود مصر مع ليبيا ، والآن يتم تجييش القوات بالتعاون مع اسرائيل لخنق غزة ، بينما حدودنا مع اسرائيل هى الحدود الفارغة تماما من القوات المصرية . ويقول مؤيدو الانقلاب ومعارضو الانقلاب ويقول العلمانيون والاسلاميون جميعا إلا من رحم ربى: ليس الوقت هو وقت إلغاء كامب ديفيد!!