قالت الشركات المالكة لحقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي (تمار) أمس الثلاثاء 6/5، إنهم وقعوا خطاب نوايا مع شركة يونيون فينوسا جاس (يو.اف.جي) الأسبانية لتصدير ما يصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز على مدى 15 عاما إلى محطات للغاز الطبيعي المسال في مصر .
وذكرت صحيفة " جويش بزنس نيوز" العبرية أن الاتفاق الذي جري توقيعه مع شركة يونيون فينوسا جاس إس إيه الأسبانية (المعروفة اختصارًا بـ يو إف جي UFG) هدفه توصيل الغاز الإسرائيلي الي مصانع الغاز التابعة لـ يو إفي جي في مصر، لبيعه لاحقا إلي الحكومة المصرية .
وقالت "جويش بزنس نيوز" أن سعر الغاز الطبيعي الذي سيتم بيعه سيكون مماثلا للسعر المتفق عليه في عقود بيع الغاز لدول أخرى أي سعر السوق بدون مجاملة مصر كما كان يفعل نظام مبارك أثناء بيعه غاز مصر لإسرائيل ، وكشف الملحق الاقتصادي لصحيفة هآرتس "(ذا ماركير) أن سعر الغاز الذي ستقوم شركة" تمار" الإسرائيلية بتصديره لمصر سيصل إلى 6.50 دولار كحد أدني لكل وحدة غاز ( ألف قدم مكعب) .
وسبق أن كشفت دراسة أعدها سايمون هندرسون مدير برنامج سياسة الخليج والطاقة في (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) الذي تموله منظمة إيباك الصهيونية عن أن تل ابيب تخطط لتصدير الغاز لمصر من خلال عكس مسار خط الغاز الحالي الممتد من العريش إلى عسقلان والذي كان نظام مبارك يصدر منه الغاز المصري لإسرائيل بأقل من سعر استخراجه (1.5 دولار بينما الاستخراج يكلف 2.1 دولار وسعر السوق 8 دولار) .
حفظ ماء الوجه
ولحفظ ماء وجه حكومة الانقلاب ، قال المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول، إن الحكومة لم تسمح حتى الآن باستيراد الغاز من إسرائيل، ولم تعط أى موافقات لأى شركات سواء محلية أو أجنبية تعمل فى مصر باستيراد الغاز الإسرائيلى، وقال أن مصر دولة ذات سيادة، ولن تسمح بدخول الغاز المستورد لأراضيها دون موافقة الحكومة.
فيما أوضح تامر أبو بكر، رئيس لجنة الطاقة فى اتحاد الصناعات إنه إذا تم الاستيراد من إسرائيل فلن يكون من الحكومة الإسرائيلية مباشرة ، وإنما من خلال حصة الشريك الأجنبى، وهى الشركة التى حصلت على حقوق البحث والاستكشاف فى منطقة حقول البحر المتوسط، ولن يكون هناك أى تعامل مع الحكومة الإسرائيلية، ولن يكون لها أى دور أو تواجد سواء فى المفاوضات أو العقود المبرمة، لأن مصر لن تتفاوض على حصة الحكومة الاسرائيلية، وإنما على حصة الشريك الأجنبى .
وبحسب ما جاء بالموقع الإقتصادي لصحيفة هأرتس فإن الغاز لن يتم استخدامه في التصنيع داخل مصر بل سيمر بمرحلة إسالة (LNG) ليعاد نقله إلى أهداف مختلفة عبر العالم وبوجه عام ستحصل يونيون على نحو 70 مليار متر مكعب من الغاز أي ما يوازي 22.5% من إجمالي احتياط الغاز الموجود في تمار وفي مخازن الغاز القريبة .
يشار إلى أن " تمار" هي إحدى مخازن الغاز الكبرى التي تم اكتشافها على شواطئ إسرائيل. حيث تضم نحو 310 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بما في ذلك مخزن " تمار SW" القريب والذي يضخ منذ مارس 2013 الغاز للصناعات الإسرائيلية كذلك يضم المخزن 13 مليون برميل كوندنسيت، مادة خام لانتاج البترول من نوع برنت .
وهناك تقارير مصرية تؤكد أن إسرائيل نهبت حقول غاز مصرية في (المياه الاقتصادية) لمصر في البحر المتوسط يقدر إنتاجها بـ 200 مليار دولار ، حيث يمتد حقل "لفياثان" الذي اكتشفته إسرائيل فى 2010 و"أفروديت" الذى اكتشفته قبرص فى 2011 .. يمتدان لمياه مصر الإقليمية ويذخران باحتياطيات قيمتها قرابة 200 بليون دولار ، على بُعد 190 كيلومترًا شمال دمياط، و235 كيلومترًا من حيفا و180 كيلومترًا من ميناء ليماسول القبرصى .