انقسام الشارع المصري حول شكل الدولة في عهد السيسي ... والغرب والإخوان يرونه عودة للدولة البوليسية " لا يدري المصريون إلي الآن عما إذا حكم السيسي الذي بات " أمرًا مفروغاً منه "، سيكون عودة إلي دولة القانون والنظام ،أم أنَّه سيكون "انتكاسة" إلي الدولة البوليسية " كانت تلك رؤية مجلة " التايم " – الأمريكية – للوضع المصري . وأوضحت المجلة في تقريرها الذي حمل عنوان " مصر تنجرف نحو عودة الدولة البوليسية " أن الخارج ينظر إلي الانتخابات الرئاسية بوصفها استعدادًا للأخذ بالبلاد للعودة إلي الدولة الأمنية التي عانت منها لأكثر من نصف قرن جراء حكم القادة العسكريين سواء احتفظوا ببدلتهم العسكرية أم لا . وقالت بإن تلك الصورة الذهنية شكلتها وأكدتها عناوين الصحف وأشارت المجلة الأمريكية إلي أبرازها " الحكم بالإعدام علي المئات بعد جلسة لم تستمر لأكثر من ساعة ، اعلان تنظيم الإخوان علي رأس قوائم " الإرهاب" ، تجريم التظاهرات الشعبية (الغير مرخصة )؛ حملة اعتقالات واسعة ، محاكم هزلية ، ...إلخ." وقالت " التايم " بإن الشارع المصري قد انقسم بشأن الاجراءات المشددة التي تتخذها الحكومة الحالية بحق المعارضين . فالبعض يري أنها " انتكاسة " وعودة إلي دولة مبارك البوليسة بينما يري البعض الأخر أنها ضرورية . ونقلت عن أحمد عبد الله – القيادي بحركة 6 أبريل ، التي لعبت دورًا بارزًا في الثورة التي أطاحت بمبارك قوله :" أعتقد بأن السيسي يحاول إعادة بناء سور الخوف الذي حطمته ثورة 25 من يناير ." وكشفت المجلة " الأمريكية " عن أن عبدالله يتنبأ باعلان حركة شباب 6 أبريل بوصفها جماعة " إرهابية " كما هو حال جماعة " الإخوان المسلمين " إذا ما تولي السيسي سُدة الحكم . وأشارت المجلة إلي أن الكثير من قيادات 6 أبريل في السجون جنبًا إلي جنب صحافيون "محترمون " – علي حد وصف المجلة – ، فضلاً عن ما لا يقل عن 16،000 أخرين منذ يوليو الماضي ، ومقتل ألف علي أيدي قوات الأمن . ونقلت عن محمد لطفي – مؤسس اللجنة المصرية للحقوق والحريات ، وهي جماعة حقوقية مستقلة " قوله :" إن هذه هي البداية فقط ... فإذا ما كانت الحكومة المؤقتة قادرة علي فعل كل ذلك ، فلك أن تتخيل ما بوسع الحكومة القادمة أن تفعل ؟!." وأبرزت " التايم " حالة الخلاف بين الشعب تجاه سياسات السلطات الحالية والشكل المستقبلي للدولة قائلة :" إنه علي النقيض من ذلك ، يري البعض الأخر من الثوار أن القوانين الجديدة " الوحشية " – علي حد وصف المجلة – ضرورية ؛ نظرًا للتهديد [الأمني] الداخلي الذي يشكله أنصار الإخوان . ونقلت المجلة عن أحمد مجدي البالغ من العمر 26 عامًا ، أحد ثوار 25 من يناير ، ومؤيدي المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 قوله : " إن أداء صباحي ضعيف للغاية " أمام السيسي . ويقول الدكتور سعد الدين إبراهيم – أستاذ علم الاجتماع ، والناشط في مجال حقوق الإنسان ، والذي سجن في عهد مبارك عام 2000 بأن " أليس هذا يعني أن مصر عادت إلي قبضة الدولة الأمنية ؟ هكذا ينظر الغرب ، وتصف جماعة " الإخوان المسلمين " إلي الوضع في البلاد ؛ إلا أن نظرة أغلبية الشارع المصريين خلاف ذلك علي الإطلاق " وأوضح " أن المصريون يعشقون الاستقرار... فالوضع تغيير في مصر كليًا فجدار الخوف انهار تمامًا فالجميع بات يتحدث بالسياسة ." كما وافقه الرأي الناشط السياسي المخضرم وائل نوارة فشبح عدم الاستقرار ورؤية البلاد علي وشك الانهيار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية المستمرة كانت الدافع وراء خروج المصريين للمطالبة بعزل مرسي وأوضح نوارة أنه يدعم السيسي " إلا أنه لا يراهن عليه ؛ ولكن علي شعب مصر، لأن السيسي يتحرك وفقًا لإرادة شعبه ."