قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الإعلامييْن لميس الحديدي وإبراهيم عيسى، تجنبا التطرق إلى أسئلة هامة خلال حوارهما مع عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، وبديا خائفين من إغضابه.
وأضافت، في تحليل للحوار اليوم الثلاثاء: "لم تشهد المقابلة التي دامت ساعتين، أي ذكر لقتل مئات من أنصار الإخوان المسلمين في القاهرة في أعقاب الانقلاب، ولا عن الآلاف القابعين في السجون دون اتهامات".
وتابعت الشبكة البريطانية: "السيسي طمأن عامة المصريين خلال المقابلة بأنه لم يخطط لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، ولم يخطط ليصبح رئيسًا، إلا أنه لبى نداء الواجب، في وقت كانت تتجه فيه مصر نحو كارثة".
ولفتت سكاي نيوز إلى قول السيسي إنه قرر الترشح للرئاسة رغم نجاته من محاولتي اغتيال، وإشارته إلى أن الاستفتاء على الدستور أوضحت له الرغبة الشعبية في ترشحه.
وأوضحت سكاي نيوز، أن الموضوع الرئيس للمقابلة كان عنوانه: "أترشح للرئاسة لأن شخصًا ما يجب أن ينقذ مصر"، ورأت أنه في ظل مناخ الخوف والشائعات، فإن مثل هذا الحديث البلاغي، يحدث صدى أكيدًا لدى عامة المصريين.
وعند سؤاله عن خلفيته العسكرية القوية، وإمكانية إدارته البلاد بنظام عسكري، أكد السيسي أن الجيش لم يلعب أي دور في السياسة المصرية منذ عقود.
ومن دون أن يردّه مقدما البرنامج بأن الرؤساء الثلاثة الذين حكموا مصر منذ عام 1952، (أنور السادات وجمال عبدالناصر وحسني مبارك)، جاءوا من بين صفوف الجيش، واصل السيسي حديثه عن حياده واستقلاله.
وحين سألته لميس الحديدي عن أسرته والمكان الذي نشأ فيه، تحدث السيسي بشكل عاطفي عن زوجته وأطفاله، فيما يبدو أن هذا الجزء صمم خصيصًا لإظهار الجانب الإنساني لديه، حيث إن عامة المصريين رأوا سابقًا السيسي العسكري، وكان عليهم أن يروا السيسي الزوج والأب خلال هذا الحوار، بحسب الشبكة.
وعن الإرهاب، شبه السيسي الإرهاب الذي تشهده مصر حاليًا، بالإرهاب الذي تقاتله القوات الأمريكية في أفغانستان، قائلاً إن "عملية عسكرية كبرى" يتم تنفيذها في شبه جزيرة سيناء المضطربة، مشيرًا إلى أن 1200 من أصل 1300 نفق بين مصر وقطاع غزة المحاصر، تم تدميرها.
ونوهت الشبكة إلى أن الورقة الرابحة للمشير السيسي هي المسألة الأمنية، وأنه لن يضيع فرصة للتحدث عن التهديدات الخطيرة التي تواجه مصر، لتبرير حاجة مصر لرئيس ذي خلفية عسكرية، وأيضًا لتبرير الحملة القمعية الجارية ضد مؤيدي الإخوان المسلمين والقوى المعارضة الأخرى.
وأردفت أن السيسي في بعض الأوقات كان يتحدث كما لو كان الرئيس وليس المرشح، باستخدامه النبرة القومية والأبوية لمخاطبة المصريين، دون أن يعرض أي تفاصيل عن سياساته الاقتصادية أو الاجتماعية.
واختتمت الشبكة قائلة، إن أداء المشير السيسي كان مقنعًا لعامة المصريين الذين سئموا من تواتر الأزمات ويبحثون عن منقذ للبلاد، لكن آخرين يعتبرونه عودة للسلطوية والدولة الأمنية التي تُوفي المئات في مكافحتها خلال ثورة 25 يناير 2011.