/>

فايناشيال تايمز: سياسة السيسي غامضة والديمقراطية خارج الأجندة







قالت صحيفة الفايننشال تايمز أن الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المشهود له من المصريين بأنه حماهم من الاستقطاب الذاتي المدمر والحكم السري للرئيس السابق محمد مرسي وحكومة جماعة الإخوان المسلمين في انقلاب يوليو الماضي يتجه نحو الفوز الساحق وتتويجه في لانتخابات الرئاسية. ولكن بالرغم من كل صور التملق التي تنهال عليه يملك معجبيه القليل من الحظ لاكتشاف من بالضبط المنقذ المفترض وما الذي يستند عليه حتى الآن.
 
وأضافت الصحيفة أن الأمر ليس كما لو أن رئيس المخابرات السابق خرج بين ناخبيه الذين يصل عددهم إلى 85 مليون شخ
ص إنه لم يخرج في أي حملة انتخابية على الإطلاق، هو يستقبل الوفود من حول البلاد ويهب الحوارات لمؤسسات إعلامية بعينها من فندق عليه حراسة جيدة يمتلكه الجيش وذلك بعد الكشف عن محاولتين لاغتياله.
 
وأشارت الصحيفة أنه يقدم النصائح والوعود الغامضة والتهديد بين الحين والآخر أكثر من تقديمه سياسات ملموسة تخص الناخبين تشرح من أجل الحكم ما إذا كان لديهم حظًا أوفر من المشاكل العويصة حول الاحتياج القومي من استثمار إلى وظائف، ومن بنية تحتية إلى تعليم ومن رفاهية إلى الصحة. حملة السيسي كما تكون هي ليس أكثر من مجرد كلام.
 
وأوضحت أن الشعب المصري علم القليل حول الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان حين بدأت الاضطرابات في مصر عضو تتوفر بشأنه معلومات قليلة في المجلس العسكري الذي تولي شئون مصر بعد الاطاحة بحسني مبارك في فبراير 2011، وحتى انتخاب مرسي رئيس لأكثر من عام.
 
وتابعت أنه بعد انقلاب الجيش في الصيف الماضي على رئاسة مرسي الذي صاحبته مظاهرات أكبر من التي أطاحت بمبارك بدأت شخصية جديدة تتشكل، لقد هدأ السيسي في زيه المموج المعتاد المزاج الشعبي لكن شخصيته العامة تغيرت.
 
وقالت إن الحملة الدموية وفرض الحظر على جماعة الإخوان المسلمين والمئات من داعميها وصلت مؤخرا للحكم بالإعدام، وأصبحت أكثر اتساعا ضد المعارضة وأشبه بمطاردات الساحرات.
 
وومضت تقول: "وقد ربطت النخبة الإعلامية المعجبة به بالقادة العسكريين الأقوياء في الماضي كجمال عبد الناصر وأنور السادات؛ كل ذلك حدث مع القائد السابق للجيش الذي نادرا ما يتحدث بصراحة، والآن بدأ السيسي يفعل ذلك بلهجة تبدو قاسية وفظة".
 
وقالت: شهد حكم السيسي قبل الرئاسة استعادة الدولة الأمنية لحقبة مبارك باستثناء المزيد من السلطة للجيش. وذلك بدون حزب سياسي علاوة على أنه يعتمد علي الجيش وشبكة المحسوبية المكونة من نظام مبارك القديم للحصول على الأصوات، هو يتجنب بدقة بلورة سياسة واضحة ليمضي في اظهار كل الأشياء لكل الأشخاص.
 
وبالنسبة لحلفاء مصر في الخارج ومبدئيا هي الوليات المتحدة التي جمدت جزئيا المساعدات العسكرية السنوية التي تبلغ 1.4 مليار دولار بعد الانقلاب. ويقول السيسي أنه مرتبط بحرب على الارهاب والإخفاق في دعمه سيجعل المنطقة مثل شبة جزيرة سيناء التي ينعدم فيها القانون وتتحول إلى معقل للجهاديين مهدد بذلك المنطقة والعالم. ويقول السيسي أنه ينوي القضاء على الإخوان المسلمين وإزاحة أي اقتراح جانبا من المحتمل أن يأجج التطرف الإسلامي. وهذا ممكن من الناحية التكتيكية. وأصبح الأن من الواضح أن الوليات المتحدة وحلفائها أكثر قلقًا بشأن النكسة المحتملة في ملف الجهاد الدولي من سوريا إلي سيناء ويلي ذلك القلق بشأن طرق إنهاء الأنظمة الاستبدادية التي تبقي على المتعصبين.
 
وقالت الصحيفة أن سالة السيسي واضحة في حوارات منفصلة أجراها هذا الشهر في تلفزيون الدولة مع 20 محرر صحفي مصري ووكالة رويتر للأخبار. حيث قال إن الديمقراطية ترف وأن مصر إذا عاودت الوقوف على قدمها -والتي بالفعل لديها مصالح تجارية واسعة خاصة بها -فسوف تلعب دور قيادي في الاقتصاد. ولمح أيضا أنه كان متسامح جدا في النقد وأن هذا سوف يتغير.
 
واختتمت الصحيفة مقالها: نحن إلى الآن لا نعرف نوع الحكومة التي سيشكلها السيد السيسي أو ما هي السياسات التي سوف يتبعها. في نظام الحكم الجديد الذي سيبذل قصارى جهده ليظهر في صورة قاطرة التجديد الوطني؛ لكن من الصعب أن تري كيف سيتم حقا إعادة أنعاش مصر إذا كانت المؤسسة الحقيقة الوحيدة هي الجيش، ويقول المشير السابق إن الهدف الاستراتيجي هو الحفاظ علي الدولة المصرية" وقال للصحفيين القوميين أن مطالبهم غير واقعية " "انه في الوقت الذي نمارس فيه الديمقراطية سنفقد فيه الدولة" محذرًا المصريين والعالم من ذلك.
 






التعليقات
0 التعليقات