/>

سياسات لندن تجاه غزة أجبرت الوزيرة المسلمة على اﻻستقالة



استقالت وزيرة الدولة بوزارة الخارجية البريطانية سعيدة وارسي من منصبها اليوم قائلة إنه لم يعد بامكانها دعم سياسات الحكومة فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكتبت أول وزيرة مسلمة في صفحتها الشخصية على موقع تويتر "بعميق الحزن كتبت اليوم إلى رئيس الوزراء، وقدمت استقالتي. إذ لا أستطيع بعد الآن تأييد سياسة الحكومة بشأن غزة".

وتولت البارونة في السابق رئاسة حزب المحافظين البريطاني. وكانت أول سيدة مسلمة في مجلس الوزراء عندما تولى ديفيد كاميرون رئاسة الوزارء في 2010.

فيما يلي نص الإستقالة :

عزيزي رئيس الوزراء ديفيد كاميرون:

" لبضعة أسابيع، كنت منفتحة وصادقة في وجهات نظري في شتى الاجتماعات والمناقشات حول النزاع في قطاع غزة وكيفية تعاملنا معه".

وأضافت "كانت وجهة نظري تدور حول سياستنا فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط عموما، ولكننى أرى أن نهجنا واللغة التي نتطرق لها خاصة خلال الحديث عن الأزمة الحالية في غزة لا يمكن الدفاع عنها من الناحية الأخلاقية، وليست في المصلحة الوطنية لبريطانيا وسوف يكون لها تأثير ضار على المدى الطويل على سمعة بلادنا دوليا ومحليا".

وتابعت بالقول "بحكم منصبي كوزيرة تتعلق مهام عملها بالأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة "هيومن رايتس" أعتقد أن نهجنا فيما يتعلق بالصراع الحالي لا يتفق مع قيمنا، وتحديدا التزامنا بسيادة القانون وتاريخنا الطويل من الدعم للعدالة الدولية، وفي نواح كثيرة ظهر جليا تداعيات انعدام الخبرة من جانب الزملاء مثل كين كلارك ودومينيك جريف على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

وأضافت " لم يكن هذا قرارا سهلا، فأنني بهذه الإستقالة أودع منصب وصلت إليه بعد 3 سنوات في حكومة الظل وأكثر من 4 سنوات أمضيتها في مجلس الوزراء الخاص بك -تقصد ديفيد كاميرون-، ولقد كان من دواعي سروروي أن أعمل معكم طوال هذه الفترة .

وتابعت قائلة " طوال العقد الماضي منحنى القدر الفرصة للعمل مع بعض أفضل الأشخاص في حزب المحافظين، بل في الحكومة ككل، اضافة لعملي مع وليام هيج الذي اعتبره على الارجح واحد من أفضل وزراء الخارجية في تاريخ بريطانيا، لقد كان ملهم للغاية. لقد نجح في صنع تعزيز السياسة الخارجية واستعادة صنع القرار والكرامة إلى جميع العاملين في وزارة الخارجية، ولكن في الوقت الراهن هناك قلق كبير في وزارة الخارجية، بين جموع كل من مجلس الوزراء وكبار المسئولين، بشأن الطريقة التي تتم يها اتخاذ القرارات الأخيرة.

ومضت تقول "دعمني اريك بيكلز بقوة في عملية مكافحة جرائم الكراهية، ومعاداة السامية وكراهية الإسلام، وهذا الدعم الذي حصلت عليه من زملائى في الحكومة ساهم في شحذ جهودي لمواجهة عملية اضطهاد المسيحين في عدد من المناطق بالعالم ، ولكن على الرغم من ذلك فأن جميع الأدلة أمامنا تؤكد أن الأزمة في غزة سيكون لها تداعيات محتملة ، وأن رد فعلنا على الأزمة هناك سيكون له عواقب بالنسبة لبلادنا خلال السنوات المقبلة ".

وأضافت "تعلمت من كل من اريك بيكلز ووليام هيج فن التوفيق بين العاطفة والمثالية وبين البراجماتية والواقعية، ولكنني طالما كنت أقول لنفسي انه بعد التقاعد من الحياة الطويلة في السياسة يجب أن أكون قادرة على التعايش مع القرارات التي اتخذتها ، ولذلك اعتقد انني لا استطيع الاستمرار في منصبي هذا في الحكومة.

ولذلك مع الأسف أكتب إليكم هذه الاستقالة.

التعليقات
0 التعليقات