/>

بالفيديو| بائع متجول يبوس رجل "ضابط البلدية"..والظابط يصفعة هلي وجهة عدة مرات


مشهد من الذل تجسد، اليوم، في صورة إنسان تلقى أسوأ أشكال الإهانة وإهدار الكرامة والإنسانية، بدأ بالسب وانتهى بالذل والصفع على الوجه.
كان هذا مصير بائع مانجو يتجول بـ"حماره" وعربته "الكارو"، في شوارع وسط البلد، بحثًا عن الرزق، مثله مثل المئات من الباعة الجائلين، لا يجد مكانًا يتكسب فيه لقمة العيش الحلال سوى الشارع، ولكنه معشره مازال مطاردًا من قبل قوات شرطة المرافق "البلدية"، فإما أن يهرب، أو يخسر بضاعته بعد أن يتعرض لموجات من الإهانة وانتهاك الآدمية.
بائع "المانجو" نزل لشوارع وسط القاهرة، عادته في كل يوم، ولكن هذه المرة كانت حملة إزالة التعديات من الشوارع، و التي بمجرد أن رأت قواتها بضاعته، بدأوا مطاردته حتى تمكنوا من الإمساك به، وعمت حالة من الفوضى في الشارع، فالبائع يرفض أن تصادر عربته، ورجال الحملة يؤدون أوامر تلقوها.
وسط كل هذه الفوضى، يظهر ضابط شرطة من قوة الحملة يسدد دفعات من السباب للبائع ويكيل له بالصفعات على وجهه، ورجال الحملة يجرون العربة لمصادرتها بينما تشبثت يده بها أكثر، خوفا على لقمة عيشه من الضياع ولكنه أكلها منغمسة بتراب الذل، يبكي كالأطفال في مرارة، ولا أحد يرحمه.
خضع البائع ورمى بنفسه على قدم الضابط يقبلها حتى يتركه، فرد عليه بصفعة قوية على وجهه قائلًا: "ما أنت بوست رجلي قبل كدا كتي"، كلمات تفوه بها ضابط شرطة المرافق، ويسدد له اللكمات في كل أنحاء جسده الهزيل، والبائع يركض في ذل مصرًا على تقبيل قدم الضابط لإنقاذ قوت عياله ولكن دون رحمة أو مغيث.
لم يرحم البائع من سيل السُباب الموجه إليه إلا كاميرات المواطنين التي أخذت ترصد الضابط، حتى جاء تعليق أحد المارة في الفيديو" "مابطلش ضرب وشتيمة إلا لما شافك بتصوريه" .
في النهاية، وبعد رفض ضباط الحملة، محاولات جمة من المارة في الشارع على إثناء الشرطة عن مصادرة العربة، أو إهانة البائع بهذا الشكل، يدرك الشاب الفقير الذي لم يكف عن اللطم على وجهه، أنه لا مفر من سحب عربته، فيستسلم ويخضع، ويذهب بصحبة "الكارو" مع رجال الأمن، ولا أحد يعلم مصيره.
في واقعة مثل هذه في مطلع يناير 2011، وعندما صادرت الشرطة التونسية، عربة البائع الفقير محمد بوعزيزي، فأشعل النار في نفسه، وهي النار التي حرقت نظام "بن علي" في تونس، ومهدت لثورات الربيع العربي في مصر وليبيا وسوريا واليمن، ولكن لا أحد يستفيد من دروس الماضي


التعليقات
0 التعليقات