/>

نجوم برامج التوك توك شو يقفون علي باب المنتج احمد السبكي اعلام هابط يا وديع







يسرى فودة والأسوانى ..


سعيد السنى   |  31-10-2011 00:17

أحسن اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة صُنعا , عندما أعلن على الملأ وبصريح العبارة , أن المجلس لا علاقة له بامتناع الإعلامى يسرى فودة عن تقديم برنامجه "آخر كلام " , وتشديده على أن المجلس لا ولم يتدخل فى الإعلام , نافيا تماما أن يكون هناك أى حديث أو اتصال للمجلس مع أى إعلامى بشأن مضمون مايقدمه , إن سلبا أو إيجابا , وقد كان "عتمان" موفقاً فى اختياره لفضائية "أون تى فى" ليعلن ذلك من خلالها , عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامية ريم ماجد خلال برنامجها " بلدنا بالمصرى", ولم يكتف بذلك .. بل و ناشد "فودة" العودة لتقديم يرنامجه "آخر كلام", وناصحا إياه بتسوية ما قد يكون من خلافات له مع قناة "أون تى فى" .

أصل الحكاية يرجع إلى أن إبراهيم عيسى ومنى الشاذلى كانا قد أجريا حواراً مع عضوى المجلس العسكرى اللواءان محمد العصار,ومحمود حجازى, حول "موقعة ماسبيرو", وأحداث الساعة , وهو الحوار المذاع مساء الأربعاء (10 / 19) فى بث مشترك بين فضائيتي دريم 2 , والتحرير, بينما كان يسرى فودة ممن طلبوا إجراء مثل هذا الحوار,غير أنه لم تتم الاستجابة له , وتمت لـ"عيسى والشاذلى", وبدورهما فإن الأخيرين "فشلا" تماماً أثناء الحوار فيما نصباه من كمائن لـ"توريط" عضوى المجلس فيما يسئ إلى العلاقة بين الجيش والشعب, أو بين الجيش والأقباط .

من جانبه فإن فودة عقدً العزم على استضافة علاء الأسوانى , وإبراهيم عيسى, للتعليق على هذا الحوار أو بالأصح الهجوم على المجلس العسكرى والتسفيه والنيل مما قاله عضوا المجلس لعيسى وزميلته منى .. ألبرت شفيق مدير قناة "أون تى فى" أبدى دهشته من أن يخصص فودة حلقة برنامجه "آخر كلام" لهذا "الغرض" , على سند أن ذلك ليس من اللياقة, فما كان من فودة إلا أن خرج غاضباً , وفى غمرة انفعاله كتب على صفحته الشخصية أنه سوف يصدر بيانا فى اليوم التالى بخصوص وقف برنامجه "آخر كلام" مؤقتا , وفى اليوم التالى صدر البيان ولم يقل شيئاً ,سوى أنه راح يمدح نفسه,وكلام كثير عن الحرية الإعلامية والإسفاف الإعلامى , و"إيحاءات" غامضة بأن برنامجه توقف بضغوط من المجلس العسكرى.

مشكلة يسرى فودة أنه يظن نفسه إلى درجة اليقين , "نجم شباك" فضائى, وهو للإنصاف لا ينفرد بهذا "الظن الآثم", بل يشاركه بنفس الدرجة غالبية الإعلاميين مقدمى برامج التوك شو,المنتشرة طوال المساء على الفضائيات المصرية الخاصة , وهم فى ذلك يتشبهون بـ" نجوم السينما", ومادمنا فى عصر "أفلام السبكى"التى تلعب على وتر "الإثارة" لغرائز المراهقين والشباب وغيرهم ,على شاكلة أفلام عودة الندلة ,وكباريه ,و حاحا وتفاحة , وعليا الطرب بالثلاثة ( الذى تسبب فى عمليات تحرش جنسى جماعى عند عرضه بالسينما أول مرة) , و"شارع الهرم", وهذا الفيلم الأخير , انتزع إيرادات بلغت 10مليون جنيه , خلال أيام عيد الفطر الفائت ,أى بعد الثورة (!!) , وهى "أفلام" تقوم فيها النجمة دينا بالتمثيل والرقص الخليع, وتشيع الردئ من القيم والكلمات الخارجة البعيدة عن الحياء, ولمن لا يتذكر, فإن أكثرية هذه الأفلام هى من تأليف الكاتب الصحفى بلال فضل , الذى هو الآن من قادة ورموز الثورة , مثلما أن الأديب علاءالأسوانى , يشعرنا بأنه الأب الروحى للثورة ومرشدها وملهمها والمُخطط لها وحارسها , مع أنه مؤلف "عمارة يعقوبيان" تلك الرواية التى تروج للفاحشة والسُكر والعربدة ,والشذوذ الجنسى , ومعلوم أن الترويج للشذوذ هو مما يصنع العلاقات الدافئة مع الغرب الأمريكى والأوربى , و يجلب الجوائز والتكريمات , وهو ماحدث فعلا مع الأسوانى تكريما أمريكيا له عن روايته تلك , وصار الآن من أشد المحرضين على الجيش والمجلس العسكرى, لافرق, علً الأمريكان يزيدونه تكريما ونجومية.

إذا كان المعلوم من علوم الاتصال والدراسات الإعلامية , أن أكثر ما يثير انتباه "المواطن" , ويجذبه للرسالة الاتصالية أو الإعلامية سواء كانت صحفية أو إذاعية أو تلفزيونية , ويغريه بالإقبال عليها هو "ثالوث" الدين والسياسة والجنس, وطالما أن سينما الزمن الردئ أو "السبكى" قد استأثرت بـ"الجنس" فى أفلامها , وهى لا تنافس فى ذلك , فلا يبقى إذن لبرامج "التوك شو" ونجومها الإعلاميين سوى ثنائى "الدين والسياسة" .. بإثارة "الفتن" بين الجيش والشعب تارة , وبين المسيحيين والمسلمين تارة أخرى, وبين المحامين والقضاة , وهكذا , جذبا للمشاهدين, عزفا على أوتار هذا الثنائى المثير للأفئدة والوجدانات, و تنفيذا لـ"الأجندات الخاصة" أو إرضاء للأسياد فى الخارج أو الداخل,على حساب مصر التى تتكاثر عليها "المؤامرات" هذه الأيام , والتى يلعب فيها "الإعلام" , الدور الأكبر بما يثيره من فتن استهدافاً للجيش, بغية إسقاطه , والإيقاع به فى المحظور, كونه "المؤسسة" الوطنية الوحيدة المتماسكة حتى الآن , والقادرة على حماية الدولة مما يدبر لها , وقد كانت "موقعة ماسبيرو", وما سقط فيها من شهداء للجيش والأقباط , هى من بشائر النجاح لـ"الفتن" الإعلامية .

وعودة لبيان "يسرى فودة" الذى أعلن فيه التوقف عن تقديم برنامجه متقمصاً دور "شهيد" الحرية الإعلامية الضائعة , فقد كانت البطولة التى يدعيها , تحتم عليه أن يتحلى بالشجاعة ويقول لمشاهديه حقيقة ماحدث , إذا كان قد تعرض للضغوط التى حاول الإيهام , بأنها من المجلس العسكرى , ولكنه لم يفعل, وردت عليه "أون تى فى" بيان مقتضب تمت صياغته باحتراف شديد , تنفى فيه وجود ضغوط عليها أو على فودة , تؤكد فيه اتفاقها مع فودة فيما ذهب إليه ,بما يعنى أن القناة تُكًذب فودة , وترميه بما يرمى به هو الآخرين من "إسفاف إعلامى"..ورغم هذا البيان الجارح لمصداقيته, وأيضا تصريحات اللواء إسماعيل عتمان فى صدر مقالى هذا , فإن الشجاعة خانت فودة مرة أخرى فى أن يرد كاشفاً وموضحاً أو مُكًذباً أو مُتَحديا, وكان عليه أن يفعل ويقول لنا "آخر كلام", إلا أنه لزم الصمت ..ليخرج صديقه علاء الأسوانى بمقال انفعالى طويلً,غابت عنه الموضوعية , يمزق فيه المجلس العسكرى , طعناً فى كل جهوده ونشاطاته , ومعلقا فى رقبته مسؤولية وقف برنامج فودة , وأيضا لم يتبرع الأسوانى بأى معلومات محددة عن ملابسات أزمة فودة . بقى أن الإنصاف يقتضى الاعتراف للإعلامى يسرى فودة بمهاراته المهنية العالية, وإدراكه جيداً لقواعد وأصول مهنة الإعلام ,غير انه يتخلى عنها طواعية بإرادته ورغبته لأسبابه الخاصة , ويكفى تدليلاً على ذلك ثلاث قرائن لا تقبل الشك , أولها.. تلك الحلقة التى تسببت فى الأزمة , إذ أن الفكرة خارج قواعد المهنة تماما, وهو ما كان سببا فى اندهاش مدير "أون تى فى", وثانيها .. البيان الصادر عنه بشأن وقف أو تعليق برنامجه ,وهو بيان "غير مهنى" على الإطلاق , يعتمد على العبارات الإنشائية المطاطة , و يفتقر لـ"المعلومات", ويتميز بـ"التجهيل" و"الغموض", وثالثها..أنه إبان متابعته لموقعة ماسبيرو , لوح بأن لديه فيديوهات , ولكنه أختار ألا يذيعها,حتى لا يتهمه "الجهلة" بأنه يثير الفتنة الطائفية , أى أنه يعتبر مخالفيه فى الرأى "جَهلة", مفتقدا التقدير لـ"حرية الرأى" التى يتباكى عليها (!!).. هذه القرائن الثلاثة هى على سبيل المثال وليس الحصر, وكون فودة "متمكن مهنياً" على نحو لا يمكن التشكيك فيه , فإن هذا التمكن ذاته مما يضاعف الإدانة , لأنه لا يمكن التماس العذر له .. وبعد .. فلا نملك إلا مخاطبة "الخجل", على طريقة الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق , سائلين إياه "ياخجل أين حمرتك؟!!".

(كاتب صحفى)

التعليقات
0 التعليقات