حزب الكتائب اللبناني يحرض أقباط مصر على حمل السلاح ضد الدولة
بعد أن كشفت "المصريون" في الأسبوع الماضي عن مشاركة موارنة لبنانيين في أحداث ماسبيرو في التاسع من أكتوبر، التي تخللها أحداث عنف دموية أدت إلى سقوط 27 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، حرض قادة مسيحيون لبنانيون خلال ندوة عقدت ببيروت يوم الثلاثاء الماضي أقباط مصر على رفع السلاح وذلك إذا ما وصل الإسلاميون إلى الحكم في مصر، بدعوى الدفاع عن هويتهم، في الوقت الذي هاجموا فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة- الذي يدير شئون البلاد – واتهموه بالتواطؤ ضد المسيحييين، على الرغم مما أظهرته اسطوانات مدمجة "سي ديهات" من قيام رجال دين مسيحيين بالتحريض على العنف وقيادتهم لعملية الحشد والتعبئة.
ففي ندوة عقدت يوم 25 أكتوبر، في المركز الكاثوليكي بدعوة من الأسقفية الكاثوليكية بالعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "ماذا يحدث مع الأقباط في مصر؟"، شن المشاركون- وجميعهم أعضاء بحزب الكتائب اللبناني- هجوما عنيفا على القوات المسلحة المصرية، والمجلس العسكري، وما قالوا إنها قوى خفية شاركت الجيش في إبادة الأقباط المتظاهرين سلميا، على حد قولهم.
وقال مقار يونس راعي الأقباط الكاثوليك، وأمين عام رابطة الأقباط الكاثوليك، إن "أرض مصر منذ نشأتها ترتوي بدماء الشهداء الأقباط وهذه الدماء تنبت القديسين والأبرار، فلم نستغرب ولم نتعجب لحادثة القديسين أو مجزرة ماسبيرو، لأن الفاعل واحد، والأسلوب واحد، لكن الرب لن يسكت عن ذلك، وسينتقم من كل من يجرؤ ويمد يده علي أي مصري (يقصد قبطي مسيحي)".
وزعم أن ما حدث هو نوع من أنواع السلب والاعتداء علي أملاك المسيحيين العزل، وكان آخر هذه الأعمال ما قام به الجيش، والذي ادعى أنه يخضع لسيطرة ما دعاهم بـ "الإسلاميين المتشددين"، حيث هاجموا متظاهرين عزل بالدبابات والأسلحة الثقيلة والحية علي مواطنين وأطفال ونساء يطالبون بحقوقهم، بحسب قوله.
فيما قال إدوارد بباوي أمين عام اتحاد الرابطات المسيحية في لبنان، إن "مصر أمّ الدنيا، وهي الآن أقرب أن تكون الأم الحزينة، تبكي شهداءها الأقباط، الذين لونت دمائهم مياه النيل. فالأقباط في مصر يتعرضون لأعنف اضطهاد متواصل شهده العالم منذ الغزو العربي"، على حد تعبيره.
وربط المزاعم بتعرض الأقباط في مصر للاضطهاد وبروز الإسلاميين على الساحة في مصر منذ السبعينات، وتابع: "الآن نشأت منذ سبعينات القرن الماضي نزعة سلفية تحت مسمى الوهابية: وهي منتشرة بين الملايين اللذين تشبعوا تلك الثقافة، وذلك أدى إلى تغيير عميق في المجتمع المصري وهذه النزعة السلفية منتشرة في كل العالم العربي ولكنها أخذت أبعاداً خطيرة في مصر".
واتهم السلطة الحاكمة في مصر بأنها "تلاطف وتخطب ود التيار السلفي الوهابي في مصر، ولا تتخذ ضده أي إجراء، فيما تدهس وتسحل، وتطلق النار علي الأقباط في المليان، إرضاء لهؤلاء السلفيين"، ووصف ما حدث يوم 9 أكتوبر أمام ماسبيرو بأنه "هلوكست سلفي"، على الرغم من عدم مشاركة سلفيين في تلك الأحداث.
وقال إن "على أولي الأمر في مصر أن ينظروا ناحية الجنوب ونموذج السودان وجنوبه ماثل أمام أعينهم، فهل من عبرة يستلهمها أولي الأمر لإبعاد هذه الكأس المرة التي يشربونها حتى الثمالة؟".
من جانبه، قال طلال الدويهي مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، إن ما دعاها بـ "النزعة الوهابية التعصبيّة تنتشر في كل البلاد العربية ولكنها في مصر أخذت أبعادا خطيرة حيث أصبح الأقباط بالنسبة لهم الأداء الوحيد للتقرب إلي الله فبقتله وسبيهم وسلب ممتلكاته وإطلاق النار عليهم وخطف بناتهم وهدم كنائسهم هو العمل الوحيد الذي يمكنهم من الاقتراب إلى ربهم" ..
في حين حرض حبيب فرام عضو "الرابطة المارونية"، أقباط مصر على حمل السلاح ضد الدولة إذا ما صعد الإسلاميون إلى السلطة، من أجل الدفاع عن هويتهم وأرضهم التي لم يأتوا عليها ضيوفًا، بحسب تعبيره.
واستطرد قائلاً: "هي طقوس مملة. أن نعتلي منبرًا للخطابة، بعد كل مجزرة. فنحن بلهاء جبناء نعد ضحايانا. نبكي مع مهجرينا ونجلس نندب على حالنا. نمحو ذاكرتنا. لا نريد أن نتعلم من عبر التاريخ. من هو المطران فرج رحو، أو الأب رغيد كني، أو الأب يوسف عادل عبودي؟ ماذا يعني سيفو؟ متى كانت سيميل؟ دانيال مينا الشهيد هل سمعنا به؟ ميخائيل سند الذي أرسلته المحكمة العسكرية إلى مصح عقلي".
وأضاف: "مكتوب علينا أن نموت صامتين وان نرحل دون جلبة لأن صوتنا قد يعكر صفو العالم العربي الضائع بضجيجه. أو قيلولة العالم الغربي المتغرغر بكلام فارغ عن حقوق إنسان وحريات، إنني أناشد كل مصري مسيحي أن يحمل السلاح وان يدافع عن نفسه إذا ما تعرض ماله وعرضه لسلب وان يعد نفس إذا ما وصل الإسلاميين للحكم مصر أن يخرجوا وان يدافعوا عن هويتهم وأرضهم التي لم يأتوا عليها ضيوفا أو غزاة، كما قال.
يذكر أن "حزب الكتائب" الذي ينتمي إليه هؤلاء هو الجناح العسكري للطائفه المارونية وهو الذي خاض حربا ضد منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع إسرائيل لطردهم من لبنان عام 1982.
ويرأس هذا الحزب الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل الذي زار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية في 16 أكتوبر الجاري، من أجل تعزيته في قتل أحداث ماسبيرو.
وقال البابا شنودة آنذاك: نشكر "لبنان كله لوقوفه الى جانبنا، وأشكر الجميل الذي قاسى أيضا واستشهد اخوه وابنه في اعمال إعتداءات وقعت سابقا، فهو يشعر بكل ما يشعر به أناس آخرون من متاعب في حياتهم، وهم يصلون من أجلنا ونحن نصلي من أجلهم، وكما علمت فإن كثيرا من الموارنة صاموا معنا أيضا في الوقت الذي صمنا فيه، وقد ظهر في صحفهم تعاطفهم معنا".