.: شكل الاحتلال الأميركي الصهيوصفوي للعراق عام 2003 م مؤشرا على ولادة مرحلة جديدة في تعامل الولايات المتحدة مع العالم العربي، واعتبر الاحتلال المباشر خروجا من الأميركيين على سياستهم التقليدية تجاه منطقة الشرق الأوسط، ونهجا استفزازيا واضحا ضد النظام العالمي برمته، بدءا بتهميش الأمم
المتحدة وصولا إلى رفض الاصغاء لنصائح الحلفاء الأوروبيين وتجاهل إنتقادات الصين والهند من مخاطر الحلول العسكرية على المستوى العالمي، وقد بلغت غطرسة الإمبريالية الأميركية أعلى مراحلها وفق معادلة غير متكافئة لكنها خادعة للأميركيين أنفسهم، فبضغط من اللوبي الصهيوني والماسونية العالمية الساعي منذ زمن بعيد إلى تمدد دويلة الكيان الصهيوني نحو ضفاف الفرات، حاولت امريكا أن تظهر قدرة نظامها المنفلتة من جميع الضوابط القانونية والأخلاقية على تدمير النظام الإقليمي العربي الذي يعاني عجزا مزمنا بسبب جموده وتفككه، و شكل غزو العراق تأسيسا لإستراتيجية أميركية هجومية تعمل على تحقيق توازنات إقليمية جديدة من خلال البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بقيادة أميركية صهيونية مشتركة، وعلى حساب جميع الدول العربية. وبالاضافة إلى الركيزتين الثابتتين في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، أي السيطرة على النفط وحمايةالكيان الصهيوني المزروع في قلب الامة العربية، برز مؤشر إضافي تحت ضغط اللوبي الصهيوني الأميركي لتغيير خارطة الشرق الأوسط، وإطلاق سايكس - بيكو جديدة وفق معادلات أميركية - صهيونية بالدرجة الأولى.
ومن خلال تجزئة المجزئ الجغرافي القديم تنعدم كل فرص النهوض أمام النظام الإقليمي العربي، ويصبح الحلم الأقصى لزعماء الدويلات الجديدة هو الحفاظ على كراسي الحكم بالتبعية للتحالف الأميركي الصهيوني. ويستسلم العرب إلى مصير مجهول من خلال تفكيك دولهم إلى دويلات عاجزة وملحقة بالمشروع الصهيوني الذي شكل قمة مشاريع التجزئة لهذه المنطقة منذ أكثر من مائة عام. ولم تعد سياسة الاحتواء السياسي للنظام العربي إذن ذات فائدة للأميركيين بعد أن أصبحت القوى العربية الحاكمة أداة طيعة في أيدي أصحاب القرار السياسي الأميركي. وبات الهدف المعلن لهم إدخال قوى عسكرية أميركية بأعداد كبيرة، وإقامة قواعد عسكرية في أكثر من بلد عربي لردع الأقطاب الكبرى في النظام العالمي الجديد عن مجرد التفكير في دعم النظام الإقليمي العربي أو أي من دوله. دشن إحتلال العراق مرحلة من التدخل العسكري الأميركي المباشر الذي جعل الأنظمة العربية تحت المظلة العسكرية الأميركية تحت ذرائع متنوعة.
وبعد أن ضمنت الولايات المتحدة التفوق العسكري الواضح للكيان الصهيوني على الدول العربية مجتمعة، برزت مخاطر مصيرية على كل دولة عربية، ولم يعد لجامعة الدول العربية دور يذكر، وتفكك النظام الاقليمي العربي بكامل تجمعاته الفرعية في الخليج والمغرب. ويشهد العالم العربي اليوم تحولات بالغة الخطورة أبرزها محاولة الولايات المتحدة تكريس هيمنتها على جميع الدول العربية ومنع أي دولة خارجية، خاصة القوية منها كالصين والهند والاتحاد الأوروبي، من مشاكسة القرار الأميركي- الصهيوني الهادف إلى تفتيت بعض الدول العربية القائمة، ودفع الجماعات العرقية والمذهبية والقبلية فيها إلى تكوين دويلات صغيرة على غرار ما قام به الفرنسيون في مناطق إنتدابهم في بلاد الشام.
نخلص إلى القول انه لم يعد الكلام النظري عن التفتيت نوعا من الترف الفكري بل اصبح حقيقة راهنة بعد تفكيك العراق، وتقسيم السودان، وتفجير حرب طويلة الأمد في اليمن، وتهديد أمن مصر الاستراتيجي، وعرقلة قيام دولة مركزية. ونعيد التذكير بتاريخ بالغ الأهمية في هذا الجانب. ففي غمرة الحرب الصهيونية لتدمير لبنان عام 2006، أعلنت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة كوندوليزا رايس، من تل أبيب أن الحرب على لبنان تندرج في سلسلة حروب تعبر عن آلام المخاض لولادة الشرق الأوسط الجديد. فكشفت خرائط جديدة أعدت لهذه المنطقة، لكن تنفيذها على أرض الواقع يحتاج إلى حروب متلاحقة برعاية أميركية وصهيونية مشتركة. وجاء تقسيم السودان في ظل تلك الرعاية برهانا قاطعا على أن مشروع تفتيت الوطن العربي وضع على نار حامية.
بدأ تطبيق مقولة الفوضى الخلاقة في عهد المجرم بوش منذ العام 2000، ولم يتخل عنها أوباما بل يتابع تنفيذها بعناية فائقة. وهي ليست فوضى ولا خلاقة بل مخطط أميركي تم التحضير له طوال النصف الثاني من القرن العشرين. وقد أصيب ببعض النكسات لكنه مستمر بخطى ثابتة وسط صمت عربي رسمي مطبق بلغ حد التآمر والخيانة.
وهناك اليوم اكثر من دولة عربية تشهد مظاهرات إحتجاج صاخبة تدل على عمق الأزمات الإقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجماهير الشعبية تحت حكم الفساد والإفساد، وتوريث الأبناء والأحفاد، وتغييب الحريات الديموقراطية، والتراجع المنظم عن جميع المكتسبات التي حققتها الشعوب العربية في نضالاتها السابقة.وذلك يطرح تساؤلات منهجية حول الظروف المستجدة التي أدت إلى التغيير الدراماتيكي في سياسة الادارة الأميركية وتخليها عن حلفائها في دول الإعتدال او الإعتلال العربي. فهي تتبنى اليوم مقولة التغيير بالقوة لفرض المشروع الصهيوني على الدول العربية. وذلك يطرح مهمات جديدة أكثر جذرية على الأحزاب والقوى الطليعية والوحدوية العربية، تقوم على إسقاط أنظمة الاستبداد من جهة، ومجابهة التحالف الأميركي - الصهيوني من جهة أخرى.
خطورة المشروع الصهيوني، أنها تتعدى فلسطين لتمسّ الأمن القومي للبلدان العربية، وأن المشروع الصهيوني غير معني فقط بإنشاء دولة يهودية في فلسطين، وإنما يُعنى أيضاً بإضعاف العالم العربي وتمزيقه وتجزئته وإبقائه في دائرة التبعية والتخلف، من هنا ووفق هذه المعطيات فأن ما يحدث في ليبيا ليس سوى اعادة كاملة وتطبيق بالحرف لسيناريو احتلال العراق وإن الحقيقة الساطعة هنا والكامنة خلف كل هذا المشهد الدرامي في ليبيا هى أن هذا الغرب يريد النفط الليبى، وان هذا الغرب لا تشغله أبداً تلك الدماء الطاهرة التى أريقت، ولا أصوات العملاء الذين رباهم وجهزهم لهذه المهمة، مع بعض الدموع، والشفقة على أهل ليبيا، ومع علو الصوت ضد الاستبداد، الذى تذكرته واشنطن وقادة ما يسمى بالمعارضة التى يرعاها أمير قطر وملك السعودية، فجأة، فجأة تذكروا (الاستبداد)، وهم فى الواقع، لا يهتمون، به، وواشنطن، كما باريس وروما، لا يشغلهم الأمر، إنهم يريدون فقط الوصول إلى منابع النفط وبنفس السيناريو العراقى، ثم بعد أن يصلوا ويفرضوا سيطرتهم باسم حقوق الإنسان على شرق ووسط وجنوب ليبيا التى تمتلىء بالنفط، ساعتها سيضربون هؤلاء الباكين على الحريات،بالحذاء، وسيستخدمونهم كما استخدموا كلاب العراق من القاطنين في المنطقة الخضراء ببغداد فى العراق (هل تتذكرون؟).
ومع الإدانة الكاملة لإراقة أى قطرة دم لمواطن ليبى شريف، فأن خلف مشهد الدماء الطاهرة يقف مخطط أمريكى صهيوني أوروبى خبيث لتقسيم ليبيا، والسيطرة على منابع النفط عبر إثارة أكبر زوبعة سياسية وأخلاقية، وفوضى غير بناءة، تروح فيها أرواح آلاف الليبيين هدراً، والمخطط يتم بأموال لوبى نفطى مكون من 100 شركة أمريكية تقودها شركة (أكسون موبيل) الأمريكية التى تنقب – الآن - عن النفط فى ليبيا من خلال اتفاق مع شركة النفط الليبية الوطنية، موقع منذ العام 2008 بإستثمار أولى يصل إلى 97 مليون دولار، هذا التعاقد لم يرض الشركة الأمريكية، ولا اللوبى الذى يقف خلفها، لأنها قدرت الاحتياطى النفطى الليبى ب 2.3% من الاحتياطى العالمى، واحتياطى الغاز هو 49 مليار قدم مكعب، وأن أرباحها ستصل إلى 200 مليار دولار، وهو أمر يستحق المتاجرة حتى بدماء الشهداء الليبيين، بل وإراقة المزيد، تحت اسم مقاومة الاستبداد والطغيان
إن لوبى النفط العالمى الأمريكى والصهيوني والبريطانى والفرنسى والإيطالى يلعب بليبيا، ويلعب فيها، ويريد إغراقها فى الدماء ليصل عبرها إلى آبار النفط، فقطرة البترول بالنسبة إليهم أهم من قطرات الدم الليبى الطاهر، ولقد كشفت وثائق ويكيليكس عن مخطط شركات (آنى الإيطالية) و(جيه إكس نيبون) أكبر شركة تكرير يابانية وشركة (شل العالمية) التى تعمل فى ليبيا وتستهدف السيطرة على النفط وذلك لأنها تعلم أن ليبيا تنتج مليوناً و800 ألف برميل، وأن احتياطياتها تبلغ 48 مليار برميل أغلبها غير مستكشف، والبعض من خبراء النفط يرجح أنها أضعاف ذلك، وهذه الشركات ودولها الكبرى - تعلم أن المنطقة التى يتواجد فيها موانى تصدير النفط هى ما يعرف بحوض سرت وهى موانى الحريقة والبريقة والزويدية ورأس لانوف والسدرة، أما المناطق الغنية بالنفط فهى منطقة (بنغازى) و(البيضاء) وبالتالى ليس مصادفة أن تندلع منهما الشرارات الأولى للاحتجاجات، وأن يتم تغذيتها وتصعيدها إعلامياً عبر القنوات الفضائية الأمريكية، أو العربية المتأمركة (كالجزيرة والعربية)، هذا لا يعنى إدانة القتل العمد أو سوء التعامل مع المتظاهرين، بل لابد من إدانة ذلك، ونحن ندينه وبقوة، أياً كان مقام من مارسه ولكن لابد بالمقابل معرفة أن ثمة مخطط أمريكى/أوروبى سرى وواسع المدى، يتم على قدم وساق لغزو ليبيا باسم الدفاع عن حقوق الإنسان وهو يسعى إلى عزل المناطق النفطية وسرقتها عبر الشركات الأمريكية والأوروبية، لعدة سنوات، ثم بعد أن يستقر له المقام ويتم ترتيب العملية المنظمة لسرقة النفط يقوم بالزحف إلى طرابلس للقضاء على القذافى بعد أن تكون واشنطن قد أفلست ليبيا كاملة، وأنهكت شعبه فى حرب أهلية مدبرة، تماماً كما فعلت مع صدام حسين والعراق، ولكن ما لا تعلمه واشنطن وعواصم الغرب أن هذه المؤامرة قد لا تمر على الليبيين بمن فيهم من ادعت واشنطن الدفاع عنهم وهم تحديداً مدن الشرق الليبى (بنغازى والبيضاء) فالجميع عندما يدركون مخطط واشنطن والغرب وعملاءهم من العرب وفضائياتهم، سوف يشعلونها ناراً فى وجه هذا الغرب المجرم، وسيتم إذاقته من نفس الكأس الدامية التى يسقى بها الآن الشعب الليبى، وربما يتحول غزوه إلى دمار له ولثروة النفط التى يطمع منذ سنوات فيها، فالمنطقة التى أراد تفكيكها وإعادة استعمارها من خلال ما تصوره (بالفوضى البناءة) – التى هى نظرية كونداليزا رايس القديمة، والتى بدأت باسم الثورة ومحاولات ركوبها فى تونس ومصر، ثم اليمن والبحرين، وأخيراً ليبيا، هذا السيناريو الغربى المجرم، سيرتد على دول الغرب ناراً وتدميراً لمصالحهم فى بلادنا، وأنا شخصياً أدعو لهذا الآن، وفوراً، وفى أجواء الفوضى التى أشعلوها فى المنطقة، أدعو إلى أكبر عملية تدمير لمصالح واشنطن وباريس وروما وباقى منظومة الاستعمار الغربى ؛ فى بلادنا وفى ليبيا تحديداً، لأنها إذا لم تُدمر الآن، فسيواصلون مخططهم الشيطانى ضدنا، وسيواصلون إراقة دماء الأشقاء تحت أوهام الحرية، ومقاومة الاستبداد ؛ وفى ظنى أن الحرية الحقيقية الآن هى التى تأخذ فى طريقها المستبدين والغرب معاً، تأخذ فى طريقها شركات النفط الأمريكية والأوروبية المجرمة، وإحراقها مع أنابيب وموانىء التصدير الخاصة بها، تأخذ فى طريقها سفارات العدو الصهيونى والأمريكى لأنها أوكار للتجسس وإدارة الصراعات الدامية بين أبناء الوطن الواحد. هذه هى اللحظة الجيدة، للرد على فوضى كونداليزا رايس وأوباما الخلاَّقة، بأدواتهم ؛ ونحسب أن الشعب العربى (وفى قلبه الآن الشعب الليبى والبحرينى واليمنى) قادر على ذلك، ولنا فى مقاومة العراق ولبنان أسوة حسنة، ينبغى أن تحتذى.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد اعلن إن حكومة الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على ليبيا، لافتا إلى أن واشنطن علقت عمل سفارتها في طرابلس.وأضاف كارني إن الولايات المتحدة ستستخدم طاقة استخباراتها القصوى لمراقبة نظام معمر القذافي وجمع أدلة حول أي جرائم بشعة ارتكبت بحق الشعب الليبي، فيما دعا باراك أوباما إلى محاسبة ليبيا إذا لم تف بمسؤوليتها تجاه شعبها، فيما عبر عن تعازيه للضحايا الذين سقطوا في ليبيا.وشدد أوباما على أن فريقاً للأمن القومي يتابع الأوضاع والتطورات الليبية على مدار الساعة، وكلف كلينتون بالتوجه لجنيف الاثنين لحضور اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقال إنه يدرس مع دول العالم كل الإجراءات التي يمكن اتخاذها، حيث تدرس الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات بشأن ليبيا، مضيفاً أن بلاده تدين بقوة استخدام العنف في ليبيا، وقال: "لا يمكن القبول بالعنف الذي يتعرض له الشعب الليبي."وأضاف أن المعاناة وإراقة الدماء غير مقبولين، وينتهكان الأعراف الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحدث العالم بصوت واحد تجاه ليبيا، فيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن جميع الخيارت مفتوحة لمحاولة إقناع الحكومة الليبية بالتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين، وهنا يجب الانتباه الى امرين اولهما ان عبارة ((جميع الخيارات مفتوحة)) يعني ان هناك احتلالا امريكيا غربيا صهيونيا بانتظار ليبيا تماما كما كانت ((جميع الخيارات مفتوحة)) امام امريكا عندما غزت العراق، وثانيهما ان ذرف دموع التماسيح على ابناء الشعب الليبي لم تعد تنطلي علينا فقد ذرفت دموع الامريكان على شعبنا قبل الاحتلال وماذا كانت النتيجة بعد ثمان سنوات من الاحتلال؟ تم قتل الملايين وتشريد الملايين، والحبل على الجرار.
لقد صدق مادورو الوزير الفنزويلي عندما قال أن الولايات المتحدة والدول القوية الأخرى تسعى لخلق حركة داخل ليبيا ترمي للإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمَّر القذافي. وقال ايضا ((إنهم يخلقون ظروفا لتبرير الغزو على ليبيا التي تمر بأوقات عصيبة، ولا يجب قياسها بمعلومات يتم الحصول عليها من وكالات أنباء إمبريالية)). فيما اعتبر الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، أن القذافي يواجه ما أسماه حربا أهلية.ففي أول رد فعل على الاضطرابات التي تهز ليبيا منذ السابع عشر من الشهر الجاري، نشر شافيز رسالة على موقع التفاعل الاجتماعي على الإنترنت تويتر قال فيها ((تعيش ليبيا واستقلالها القذافي يواجه حربا أهلية)).وجاء كلام شافيز ووزير خارجيته مادورو متناغما مع ما كان الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، قد أعلنه يوم الثلاثاء الماضي عندما قال ((إن الاضطرابات في ليبيا قد تكون ذريعة من قبل الولايات المتحدة للدفع نحو غزو حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتلك البلاد)).ففي عموده الذي تنشره وسائل الإعلام الرسمية الكوبية، قال كاسترو إنه من السابق لأوانه توجيه النقد للقذافي.
دور قطر الخبيث والحقير وجزيرتها الفضائية في تفتيت في الامة العربية
ان الدور الخبيث والحقير الذي تلعبه قطر ومعهم (موزتهم) و جزيرتهم الفضائية، اصبح واضحا وجليا للجميع، فلقد اصبحت خنجرا مسموما مغروسا في ظهر الامة العربية تنهش بقايا الجسد العربي المنهك والمثخن بفعل حراب الأعداء وبفعل مؤامرة ينسج خيوطها بعض العرب والمتعاونين مع الفرس وايران ودويلة الكيان الصهيوني واصبحت قطر نموذج حي واضح فما تقوم به وتمارسه يثير الكثير من التساؤلات عن المدى الذي قد تذهب إليه هذه الدولة القابعة في حضن القاعدة العسكرية الأمريكية الأضخم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط بكامله.
اما جزيرتهم الفضائية، فهي مخلوق إعلامي صهيوايراني، تناصر ايران والإخوان وتلمع للصهيونية هذه القناة لاتتكلم عن عمالة حكام قطر لدويلة الكيان الصهيوني، هذه القناة لاتتكلم عن أن وزير خارجية قطر رئيس الوزراء له منتجع كبير في فلسطين المغتصبة يذهب إليه مرات ومرات كل عام، هذه القناة تزرع الشقاق والنفاق بين العرب وتريد تفتيت وتفريق الأمة ليسهل على الأعداء تمزيق المسلمين وإضعافهم، هذه القناة نحذر منها، وحذر منها غيرنا و كل يوم تنكشف فضائحها للعقلاء
فكيف نبرر انحيازها لأعداء الإعلام والعلمانية والليبرالية، إلا إذا كانت مأمورة بذلك. ألا يكفي هذا دليلا لبعض المثقفين العرب، على طبيعة قناة الجزيرة؟ ألشباب الليبي لا يمكن أن يكون مع القذافي، ولكن من المستحيل أن يكون مع مربي العجول. فهذا مخالف للمنطق والعقل. والشباب الليبي ليس متواجدا في الثورة، كما تزعم قناة الجزيرة، تحت راية ألإخوان وإلى جانب المرتزقة الإسلاميين الذين أحضروهم مع أمريكا، واتهموا غيرهم بإحضارهم. وهو لن يتواجد إلا من خلال رفضه للطرفين المتشاجرين، بل من خلال حركة تحرر الشعب الليبي من كليهما. وإذا سقط النظام الليبي بأيد الاخونجية، فسيكون هذا أول انتصار مباشر للثورة المضادة. وسنكون جميعا مسؤولين عن هذه النكبة العربية والليبية، لأننا لم ندافع الشعب الليبي، وتركناه وحده يواجه المؤامرة، ويسقط فريسة بيد أعدائه وأعداء التحرر العربي والإفريقي الطبيعيين.
وكانت صحيفة الغد الأردنية قد كشفت أن لقاء جمع وزيرة الخارجية الصهيونية تسيفي ليفني السابقة بكبار موظفي وصحفيي قناة الجزيرة أثناء زيارتها للدوحة للمشاركة في مؤتمر الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة، وأضافت صحيفة الغد الأردنية بأن قناة الجزيرة لم تعلن رسميا خبر اللقاء الا أن الصحف الصهيونية كشفت الاجتماع قبل عدة أيام، مما حدا بالجزيرة الي تأكيده بعد كشف الصحافة الاسرائيلية لهذا اللقاء.وقد أشارت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية قبل أيام ان لقاءا مهما أجرته تسيفي ليفني مع قيادة محطة الجزيرة الفضائية وان الزيارة كانت ايجابية حيث رحب كبار موظفي الجزيرة بالوزيرة السابقة واجروا محادثات غاية في الأهمية.و يرى مراقبون أن الخطير في لقاء خنفر- ليفني انها تعد سابقة مثيرة في العلاقة بين حماس وإسرائيل، كون وضاح خنفر يعد واحدا من كبار القياديين السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والذي تقلد منصب رئيس مكتب حماس السياسي في (جنوب وشمال إفريقيا) في مدينة جوهانسبرغ الجنوب إفريقية والذي كان يزاول مهامه تحت إسم ((المركز الإفريقي الشرق أوسطي للدراسات والبحوث))، كما أن ذات المركز كان يقدم الخدمات الإعلامية لقناة الجزيرة بعد تعيين خنفر مراسلا للقناة في جنوب إفريقيا قبل تعينه مديرا عام لقناة الجزيرة القطرية.المعلومات الراشحة تشير إلى أن وضاح خنفر إلتقى في العاصمة القطرية الدوحة بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد اللقاء الذي جمع إدارة الجزيرة والوزيرة الإسرائيلية ونقل له ما تم خلال هذا اللقاء الذي لم يكشف عن تفاصيله لغاية الآن سوى اليسر القليل.
وكما لا يخفى على الجميع أن الجزيرة قد ساهمت وبشكل كبير في زعزعة وحدة الصف العربي وبث العداء والخلافات بين الدول العربية من خلال المواد التي تتناولها هذه القناه خصوصا ما يسمى بالإتجاه المعاكس إن مثل هذه السياسات لا تخدم الا المستعمر ولا يستفيد من خلخلة وحده الصف العربي غير كيان الاحتلال الصهيوني أن اللعبة (القذرة) التي تلعبها (قطر) لم تعود محل جهل أو تجاهل أي عربي إلا من كان (أعمى) البصر والبصيرة، لدرجة أن (الفوضى الخلاقة) السائدة تستخدم (قطر والجزيرة) باعتبارهما (رأس حربة) وقلب هجوم لهذه الفلسفة الشيطانية الهادفة إلى تجزئة المجزئ وتقسيم المقسم وتفتيت النسيج المجتمعي العربي وطنيا وقوميا وتحويل هذه الأمة إلى مرتعا خصبا لأعدائها الذين يحنون هاماتهم إجلالا وتقديرا لقطر ولقيادتها ولقناتها على الدور الإيجابي الذي يلعبه كل هولاء في سبيل تحقيق أهداف (المشروع الأمريكي/الصهيوني) في الوطن العربي ولأجل ذلك تحظى (قطر) بمباركة أعداء الأمة وتشجيعهم الدائم لها بل ومنحها حق استضافة بطولة كاس العالم عام 2022م كمكافئة لقطر رغم المليارات التي وزعتها للجهات الدولية المعنية بالبطولة وفي مقدمتها الفيفا بحسب ما كشفه مؤخرا (صحفي ألماني) لم تغريه قطر بأموالها.
اما بالنسبة للتغطية الاعلامية للجزيرة القطرية للاحداث الليبية فاقول لماذا لم نسمع أن هناك مشكلة حرية أو قمع أو جوع في ليبيا قبل اليوم؟ كان هناك مشكلة الحركة الإسلامية فقط التي تريد، تحقيق مشروعها الخلافي المختلف في ليبيا. وكان القذافي يقاتلهم كما يفعل الأن، ولم يعتد على الشعب الليبي أبدا. وهذا حقه وحق الشعب عليه. فلماذا يتهم الأن حينما يقاتل الثورة المضادة في العالم العربي أنه يقتل الشعب الليبي؟ ولماذا تقف أنظمة الجواري العربية مع ثورة ليبيا بدون خوف، وهي التي لم تجرؤ مرة واحدة على الوقوف مع الشعب الفلسطيني أو العراقي؟ ولماذا خرج علينا عمرو موسى بقرار تجميد ليبيا في الجامعة العربية بينما لم ذلك مع مصر حسني مبارك؟ هل هناك سوابق تاريخية لما حدث لتلك الشعوب من الأبادة والتدمير الجسدي والمعنوي؟ لماذا وصلت قناة الجزيرة القطرية حد الدروشة والاستبسال في الدفاع العلني عن الإخوان المسلمين؟ لماذا لا يسأل بعض مثقفي العروبة، أنفسهم هذا السؤال؟ أم أنهم لا يعرفون ماهية الأنظمة العربية، وماهية قناة الجزيرة؟ هل يمكن أن يتواجد هؤلاء في موقع لا تتواجد فيه أمريكا؟ ما الذي يحدث لهؤلاء المثقفين؟ المثقف الحقيقي يفترض أن يعرف أن الثورات ليست موضة تغتنمها مخابرات الدول وزعرانها وعملائها. ألثورة الشعبية تعرف من ملامحها ووجهها المشرق. ألثورة حركة للتحرر ولا يمكن أن تكون مشروعا سلفيا للهيمنة والإرتزاق.
اخيرا ان اذكركم بهذه المجموعة من الاسئلة التي وجهتها المعارضة القطرية لـ قـناة الجزيرة:
قناة (الجزيرة) لم تصور كيف وصل أمير قطر إلي سدة الحكم؟؟؟... بالانقلاب علي والده
قناة (الجزيرة) لم تصور حالات التسمم في قطر من (الأدوية والأمصال) المستوردة من إسرائيل
قناة (الجزيرة) لم تصور المظاهرات في قطر ضد القاعدة الأمريكية
قناة (الجزيرة) لم تنشر قضيه قتل وزير قطري (لشقيقته)
قناة (الجزيرة) لم تنشر أخبار (خسائر بورصة قطر)
قناة (الجزيرة) لم تنشر الشكوى التي تقدم بها العمالة الأسيوية عن العبودية وسوء معيشتهم في قطر
وهي من عملت حلقات عن سوء معاملة (الكويت ودبي) للعمالة
قناة (الجزيرة) لم تصور قصة (المجند الأمريكي) اللي (صفع مواطن قطري) على ارض قطر
قناة (الجزيرة) لم تصور حفل افتتاح مدرسه (عبرية) في قطر
قناة (الجزيرة) لم تصور (الحانات) والخمارات التي فتحها أمير قطر تحت اسم الحرية
قناة (الجزيرة) لم تنشر احتجاج (اهل قطر) على تجنيس الأجانب
قناة (الجزيرة) لم تصور حفل العشاء الذي إقامته (الشيخة موزه) لوزيرة خارجية الكيان الصهيوني
قناة (الجزيرة) لم تنشر ان (زوجة نتنياهو) حضرت مهرجان الاغنية في قطر
واجلسوها تحت منصة مغيمة مظللة حتى لا يعرفها المطربين العرب كان ليلتها (أصالة نصري) تغني
قناة (الجزيرة) لم تتحمس للمظاهرات الإيرانية قدر تحمسها للمظاهرات المصرية
قناة الجزيرة لم تتطرق إطلاقا لقضية الجزر الإماراتية المحتلة