بعد نتائج انتخابات تونس: توقعات بلجوء العلمانيين المصريين للتحالف مع الصوفيين ضد الإخوان
اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن فوز حزب حركة النهضة- الذي تصفه الصحيفة بأنه حزب إسلامي معتدل- بالانتخابات البرلمانية في تونس أشاع إحساسا لدي العلمانيين في مصر بأهمية التحرك العاجل .
و ذلك لمواجهة المد المتعاظم للإخوان المسلمين والسلفيين قبل أن يحصلوا علي أغلبية هم أيضا في الانتخابات البرلمانية بمصر الشهر المقبل. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن نتائج الانتخابات التونسية وزيادة قوة الإخوان المسلمين والسلفيين في الشارع المصري دفعا العلمانيين إلي السعي لاستقطاب الطرق الصوفية, مشيرة إلي أن مشايخ الطرق الصوفية يقولون إن لديهم أتباعا يفوق عددهم السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين مجتمعين, حيث يصل عددهم إلي نحو15 مليون شخص, بحسب ما ذكرته الصحيفة.
واعتبرت وول ستريت جورنال أن الصوفيين بهذا العدد الذي يفوق أي جماعة دينية أخري يمثلون أغلبية كامنة في مصر, وقد يصلحون للتعبير عن التيار الديني الرئيسي المعتدل, بحسب تقديرها.
إلا أن الصحيفة أضافت أنه إذا كان العلمانيون يأملون في إيقاظ المارد السياسي النائم- علي حد وصفها- فإن أمامهم- أي العلمانيين- تحد هائل, نظرا لأن الصوفيين يعدون لاعبين جدد علي الساحة السياسية, ولا ينتمون لأي عقيدة سياسية, بخلاف معارضيهم من أصحاب من وصفتهم الصحيفة بـالإسلام السياسي المتشدد.
إلا أن الصحيفة اختتمت مقالها بالقول إن الصعود السياسي المفاجئ للتيار السلفي في مصر أعطي ذرائع جديدة لمشايخ الصوفية لحث أتباعهم علي دخول حلبة الصراع السياسي.
واستكمالا للحديث عن الوضع السياسي المصري, حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من التداعيات التي وصفها بـالخطرة والمترتبة علي التغييرات الحقيقية التي خرجت بها ثورات الربيع العربي, بما فيها تعاظم قوة التيارات الإسلامية في المنطقة العربية, وفق تعبيره. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن باراك قوله في كلمة ألقاها مساء أمس الأول خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط الإسرائيليين: الربيع العربي أسقط أنظمة مستبدة, وهو يفتح الباب أمام تحقيق تطلعات شعوب المنطقة, ولكنه في الوقت نفسه يفتح الباب واسعا لدخول جهات إسلامية في عالم القوة السياسية, وفي ميادين مختلفة. ورأي باراك أن تعاظم قوة التيارات الإسلامية يجسد خطرا مستقبليا ومحوريا علي استقرار المنطقة بأكملها, وأضاف يدنا ممدودة دوما للسلام, ولكن هذه اليد لم تقبل دائما, والرد الحقيقي لشعب إسرائيل علي جميع ما يدور من حولنا هو جيش قوي مستعد وجاهز ومدرب ومزود بالعتاد وعلي رأسه القيادة الميدانية.