/>

فتنة "دستور" السلمي دستور يا علي دستور




فتنة "دستور" السلمي


محمود سلطان   |  03-11-2011 01:20

"دستور" .. د. على السلمي.. أثار أزمة سياسية جديدة في مصر!.. ولا يمكننا بحال ـ أيضا ـ أن نفصل بين تلك الأزمة، وشقيقاتها من الأزمات الأخرى، وآخرها "فتنة" القضاة والمحامين.
الكل ـ داخل السلطة وخارجها ـ يحاول استغلال غياب مجلس الشعب، ليفعل في البلد الأفاعيل وليفصل لمصلحته القانون أو الدستور الذي يناسبه.. وكأن "ترزية" قوانين مبارك.. لم يشكوا من "البطالة" في حكومات ما بعد الثورة.
عدم وجود برلمان.. بات "فرصة" للتلاعب بالمصالح العامة، والتعاطي مع الدولة وكأنها "غنيمة" حرب لا يطلب "حصته" منها "شركاء" الثورة فقط، وإنما الأدعياء أيضا وذوي المصالح الفئوية والشخصية.
ما فعله القضاة ـ سواء بنية أو بسوء نية ـ يعتبر افتئاتا على مجلس الشعب، وما كان لهم ـ وهم سدنة العدالة ـ أن يمارسوا دور السلطات الثلاثة: يشرعون ويقضون بين الناس ولا مانع أيضا من ممارسة دور السلطة التنفيذية.
كان من الأطهر أن يقترحوا "مشروع " القانون.. أن يبادروا برفضهم إصدار قرار بقانون من المجلس العسكري، وأن يكونوا هم أول يطالب بتأجيل تمريره ريثما ينتخب مجلس الشعب، صاحب الحق الأصيل في صناعة القوانين بالوكالة عن الشعب المصري الذي انتخب أعضائه.. فهم يختلفون عن أية جماعة مهنية في مصر.. ومن العدالة أن يحترموا الشرعية وسلطة الشعب .. فالأخيرة هي السلطة التي تعلو كل السلطات بما فيها السلطة القضائية ذاتها مع كامل توقيرنا واحترامنا.
ما يحدث من "السلمي" هذه الأيام، أثار فتنة كبيرة بين النخبة السياسية، وسط بيئة "متآمرة" على الدستور.. وعلى الهوية الوطنية المصرية.. فيما يعتبر موقف السلمي ذاته مدهشا، حين يناضل من أجل مصادرة الدستور وسلطة الشعب، وهو يمثل أكبر الأحزاب الليبرالية في مصر"الوفد".
"وثيقة" السلمي هي "جريمة" حقيقية في حق "سلطة الشعب" وسلطات مجلس الشعب.. و"السربعة" في إقرارها، وسط حملة دعائية مريبة يقودها إعلام مبارك المسمى بـ"الخاص".. للشوشرة على أكثر من 15 حزبا سياسيا رفضوا الوثيقة، وعلى رأسهم أكبر جماعات سياسية منظمة "الإخوان والسلفيون".. وفي مشهد يشير إلى انحياز السلطات الرسمية للتيارات اليسارية والليبرالية المتطرفة.. ولقوى داخل السلطة تريد أن تطمئن على "مصالحها" عند كتابة الدستور الجديد.. مسألة تحتاج إلى استحضار وهج 25 يناير مجددا.
مصر اليوم تمر بواحدة من أكثر محنها السياسية إيلاما.. خلُقت من داخل النزعات تغلب مصالحها الشخصية أو السياسية أو الفئوية من جهة.. ومن غيبة "الإبداع السياسي" الخاصة بالبحث عن حلول بتجرد لا يعبأ إلا بمصلحة البلد وحسب.
almesryoonmahmod@gmail.com 











التعليقات
0 التعليقات