فراج إسماعيل
|
04-11-2011 20:56
بدد
الأستاذ جمال سلطان في حديثه لبرنامج "آخر الأسبوع" بقناة العربية أمس
الجمعة، مخاوف البعض من الانطلاقة الكبرى لإعلام التيار الإسلامي المصري من
صحف ورقية صدر بعضها خلال الأيام الماضية أبرزها الحرية والعدالة والنور
والفتح، مؤكدا أن اتساع التيار وشعبيته لا يعني نجاح إعلامه بدون أن تكون
الصنعة متقنة والقائمون عليها محترفون وممسكون بأدواتهم جيدا.
وقال
المشرف على جريدة "المصريون" التي ستصدر عددها الورقي اليومي الأول يوم 21
نوفمبر الجاري إنه ينبغي الفصل بين "الديني" وبين الإعلام، فالتيار
الإسلامي على أطيافه المختلفة ليس طارئا على الإعلام ولكنه كان غير ممكن
منه في ظل استبداد وقمع نظام مبارك، وعندما جاءته الفرصة بالحصول على
التراخيص القانونية سيفرض نفسه منافسا قويا في ساحة لا يبقى فيها غير
الممسك بأدواتها بغض النظر عن خلفيته وشعبية التيار المنتسب إليه.
ما
استمعنا إليه في نفس الحلقة من الدكتور نبيل عبدالفتاح ومن غيره يعكس
حالة خوف غير مبررة، فإذا كان الليبراليون يلحون على التفرقة بين الديني
والسياسي، فمن باب أولى أن يفرق هؤلاء بين الديني وبين الإعلامي، فلن ينجح
إعلام لمجرد أن من وراءه يحمل يافطة إسلامية بدليل أن كثيرا من الصحف
والقتوات الدينية الصرفة فشلت على مدار السنوات الماضية لأنها لم تملك
أدواتها الإعلامية.
وفي الوقت نفسه على الليبراليين ألا يعاملوا
الصحافة والقنوات المنطلقة من التيار الإسلامي بالصورة النمطية السائدة
لديهم، فإذا تمتعت بالأخلاق والموضوعية والابتعاد عن الإثارة الرخيصة
يشبهونها بالسيدة المنتقبة ولا يقولون إن هذه هي المهنية التي يطبقها
الإعلام في الغرب.
ما سيحدث خلال المرحلة القادمة هو تنافس على
المهنية واحترام القارئ بالخبر الصحيح والتحليل المتوازن والدفع بوجوه
جديدة مبشرة في عالم الاخبار والتحليل السياسي الجيد.
وسيربح من
يتعلم أكثر ومن يجيد ويملك أدواته. وسيكون الرابح الأكبر هو القارئ
والمشاهد الذي مل من الوجوه إياها التي سيطرت على إعلام مبارك وعلى إعلام
ثورة يناير، ولهذا نرى جذعهم وقلقهم وصراخهم كلما صدرت جريدة جديدة أو كلما
اقتربت جريدة "المصريون" من الصدور الورقي نظرا لما خبروه من نجاحها
الباهر في مرحلتها الالكترونية.
الإعلام الجديد القادم هو إعلام خبر صحيح غير ملون وتحليل متوازن غير منحاز وصورة جيدة غير مرتوشة وليس إعلام السيدة المنتقبة.
arfagy@hotmail.com
|
|