رأيت أن أجمل "عدية" لأصدقاء "المصريون" في العيد، هو أن نحمل إليهم البشارة بقرب صدور "المصريون" الورقية اليومية، قبل الانتخابات بوقت كاف.
العمل في مقر الصحيفة بوسط القاهرة، لا يتوقف على مدار الساعة، جهود كبيرة ومضنية، يبذلها الزملاء في جميع الأقسام، يصلون الليل بالنهار، حتى تصدر "المصريون" قبل انتخابات برلمان 2011.. فضلا عن أن تكون عملا صحفيا ومهنيا ـ على صعيدي "الإخراج الفني" و"المحتوى" ـ يشرف الصحافة المصرية.. ويليق بمنزلة مصر ما بعد ثورتها الجميلة.
لقد استشعرنا مع كل من التقينا بهم خاصة من أهل "الصنعة" بأن الرأي العام داخل الجماعة الصحفية لم يكن بعيدا عن حس ونبض قراء "المصريون" الذين لم تنقطع رسائلهم التي تحثنا على ضرورة الإصدار الورقي في هذه اللحظة الدقيقة التي تمر بها مصر حاليا.
لقد بلغنا أن الكل ينتظر "المصريون" الورقية.. وماذا ستقدمه؟!، باعتبارها كانت "مفاجأة" الصحافة الالكترونية منذ عام 2005 من جهة، وباعتبارها "شريكا" في صناعة الضمير الوطني الثوري الذي انجز ثورة 25 يناير من جهة أخرى.
لا يشغلنا أن نصدر ورقيا "والسلام".. ما يشغلنا أن نظل عند ذات المستوى المهني والأخلاقي والإنساني الراقي الذي تقدمنا به إلى الرأي العام المصري.. وهو الحضور الذي احترمه القراء ووقرته النخبة، لتظل "المصريون" واحدة من أكثر الصحف المصرية "هيبة" لدى مؤسسات صناعة القرار ، وتقود قاطرة الإعلام المصري .. وتتبوأ منزلة "النموذج" لكل تجرية جديدة تتلمس خطواتها الأولى وسط هذا الزحام والصخب الإعلامي غير المسبوق.
ونحن هنا في إدارة الجريدة، نعاهد القراء .. بأن لا نخذلهم.. وأن يجدوا إصدارا ورقيا مصريا، يعيد للصحافة المصرية هيبتها، ويعيد الفرحة إلى قلوب وعيون اتعبتها وآذتها صحافة وإعلام رجال أعمال "مبارك".. التي أساءت إلى المهنة وإلى مصر.. وتمتطي ـ الآن صهوة جياد الثورة .. تناور وتتخابث.. وتزرع في طريق التحول الديمقراطي كل يوم عشرات "العبوات الناسفة".. بعد أن بات وجود حكومة منتخبة "البعبع" الذي يخيف الفاسدين ويهدد بفتح ملفاتهم جميعا.. فمصر ـ حينئذ ـ لن تكون كما كانت "دولة الرئيس" وإنما "دولة القانون".. وهي الغاية التي يرتجف من بلوغنا إياها الفاسدون.
ونأمل أن تكون "المصريون" تلك "الوردة" التي تخرج من هذه الأرض "الملح".. والريحانة التي تنبت من "جرح" .. فادعوا لنا بالتوفيق والسداد.. وكل عام وانتم بخير.
almesryoonmamod@gmail.com