حملت صحيفة" معاريف" الإسرائيلية السلطات المصرية، مسئولية الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، حيث أدى نقص الوقود إلى غرق القطاع في ظلام دامس وانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، وتكدس القمامة ما ينذر بكوارث صحية وإنسانية رهيبة.
وقالت الصحيفة ان قادة مصر الان يواصلون نضالهم ضد غزة، وقد أدى وقف تدفق الوقود من مصر إلى غزة إلى أزمة حقيقية بين الغزاويين".
وأضافت: "في الماضي كان يتم نقل 26 ألف جالون وقود يوميًا إلى غزة، وهو ما منح سكان القطاع حياة مريحة ورخيصة على وجه الخصوص، حيث كانوا يشترون لتر الوقود بـ2 شيكل (1 شيكل = 1.9421 جنية مصري)، وهو سعر يمكن أن يثير حسد الإسرائيليين".
الانقلاب العسكرى
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن قادة الانقلاب العسكرى على الرئيس مرسى، عملوا على تصفية الأنفاق وهو ما أدى إلى أزمة خطيرة في توفير الوقود".
وقالت: "الآن بعد ارتفاع الأسعار في المرحلة الأولى، ليس هناك إمكانية لشراء السائل المطلوب. نقلت إسرائيل مؤخرًا وقودًا لموردين في غزة، لكن نظام حماس تمسك بموقفه ورفض بكل قوة إدخال وقود إسرائيلي للتوربينات التي توفر الكهرباء للسكان".
وزادت "معاريف": "كذلك يرفضون في حماس أيضًا تلقي الوقود من السلطة الفلسطينية، التي تدفع ضرائب لإسرائيل. كنتيجة لذلك ظلت غزة في الظلام".
تكدس القمامة
وأشارت الصحيفة، إلى مؤتمر صحفي لحماس في غزة، صرحت فيه الحركة بأن الأيام القريبة القادمة سوف تشهد أيضًا توقف جمع القمامة، على خلفية نقص في الوقود اللازم للشاحنات، وكذلك ولنفس السبب ستتوقف عملية التخلص من مياه المجاري".
كذلك تطرقت "معاريف" إلى تصريحات الوزير المسئول عن الحكم المحلي محمد الفره، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمام مكب القمامة في غزة، والذي قال فيه إن 70 شاحنة جمع قمامة قد توقفت عن العمل تمامًا بسبب نقص البنزين، لافتًا إلى أن هناك 1700 طن قمامة تتكدس في غزة يوميًا، الأمر الذي دفع إلى استخدام الوسائل البدائية للغاية، للتخلص من القمامة مثل العربات التي تجرها الحمير.
وأضاف الوزير الفلسطيني، أن استخدام البهائم لجمع القمامة يتسبب في انتشار الأمراض داخل الأحياء السكنية، كما تضاف فضلات الحيوانات إلى القمامة المتراكمة، داعيًا المنظمات الدولية إلى المساعدة في تشغيل شاحنات القمامة، التي تحتاج 150 ألف لتر سولار شهريًا و700 ألف لتر أخرى لتشغيل مضخات المياه والمجاري.
وقالت "معاريف"، إن عضو المجلس التشريعي في غزة مروان أبوراس، قد توجه إلى مصر بطلب إمداد القطاع بكميات من السولار عبر معبر الحدود الرسمي في رفح، موضحًا أن حكومة حماس تسعى لشراء السولار من مصر بشكل رسمي وليس عبر الأنفاق.
وأشارت إلى أن أبو راس اتهم السلطة الفلسطينية برام الله بتشجيع النظام المصري على هدم الأنفاق، والتعاون معها في تشديد الحصار على قطاع غزة.
فيضان المجاري
ولفتت الصحيفة، إلى أن مضخات المجاري بمدينة غزة، وفي مناطق أخرى بالقطاع، قد توقفت عن العمل منذ عدة أيام بسبب نقص الوقود، وأن أربع محطات للصرف الصحي من المفترض أن تعمل طوال الوقت، قد بدأت تتوقف جزئيًا عن العمل، ما أدى إلى فيضان مياه الصرف في الشوارع وعند مداخل البيوت.
مياه الشرب والكهرباء
ولفتت الصحيفة، إلى أن الأمر لم يعد يتعلق بتكدس القمامة وفيضان مياه الصرف في الشوارع فقط، بل من المنتظر خلال الأيام القليلة القادمة توقف محطات ضخ مياه الشرب، الأمر الذي ينذر بكارثة.
وزادت "معاريف" بالقول: "في محطة توليد الكهرباء بغزة نسوا متى كانت آخر مرة اشتغلوا فيها بقوة كاملة. فانقطاع التيار باستمرار أصبح أمرًا روتينيًا، وهم يعملون على تقسيم العبء الناجم عن نقص الوقود على جميع السكان".
وقالت إن الغزاويين اعتادوا على انقطاع التيار الكهربي لـ 8 ساعات يوميًا، مشيرة إلى أن معظمهم اشتروا مولدات خاصة، لإضاءة منازلهم خلال ساعات الظلام.
وأكدت أنه في مناطق معينة يتحدث السكان عن ساعات انقطاع للتيار تتراوح ما بين 12 إلى 18 ساعة في اليوم، مشيرة إلى تحذيرات أطلقتها وزارة الصحة الفلسطينية، من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى أزمة إنسانية، وأن نقص الكهرباء سوف يؤدي إلى زيادة الوفيات في المستشفيات بالقطاع.