أيها الظالمون إلى أين ؟ أيها القتلة إلى أين؟ أيها المجرمون إلى أين ؟هل تظنون أنكم بمأمن من الله؟ أم تحسبون أنكم تعجزون الله !!ألا تظنون أنكم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين.أيحسب كبيركم أن لن يقدر عليه أحد!! أم تظنون أن خزائن الإمارات وابن زايد، وآل سعود لا تنفد، يقول: أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد!!أم تظنون أن الله يغفل عن تآمركم بالليل ومكركم بالنهار !!
فمتى ترك الله ظالماً يفلت بجريمته!! ومتى ترك الله جباراً دون أن يقصمه!! ومتى أملى الله لماكر ولم يحبط مكره ، ولم يدمره بتدبيره، ويهلكه بترتيبه ، ويغلبه بإنفاقه !!
مهلاً فقد مكر الذين من قبلكم فأتى الله بنيانهم من القواعد، وبنيانكم أُسس على شفا جرف هار، أسس على الخيانة والغدر، أسس على الفجور والكذب، أسس على دماء الساجدين، ودموع المظلومين، وآهات المكلومين ، فيا ويلكم من رب العالمين !!
خر على المجرمين السقف الذي بنوه لحمايتهم، وأهلكهم الله بالقانون الذي سنوه لتحصينهم، ودمر ما صنعوا، فما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى.
ما ظنكم بنا أيها المجرمون؟ هل نموت يأساً، أم نبكي قنوطاً، أم نستسلم خنوعاً، أم نرتجف خوفاً، أم نرتعد هلعاً، أم نصفق لطغيانكم، ونهتف للدجال تسلم أيادي الرجال ؟
إن منهجنا واضحة معالمه، بارزة ملامحه، لا يعتريه شك، ولا تتسرب إليه الظنون.
منهجنا معكم يتمثل في قول ربنا سبحانه لنبيه في القران، ولكل من كان على منهج الإسلام:
قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ . التوبة 52
تمهلوا وانتظروا، ترقبوا نهايتكم ونهايتنا.
أما نهايتكم فاستدامة عذاب الله في الدنيا بمصيبة من عنده تهلككم ،أو يسلطنا عليكم ، فبأيدينا نأخذكم ، وأسباب الخير ممتنعة عنكم في الآخرة،
ونتيجة تربصنا لكم أن نرى السوء يصيبكم، وتربصكم لنا يجعلكم ترون الخير وهو يسعى إلينا، إذن فنتيجة المقارنة ليست لكم انتم تنتظروا مواعد الشيطان ، ونحن ننتظر وعد الرحمن .
أما نحن فما يصيبنا من بلاء نتيقن حكمة بالغة فيمن قدره، ونحتسب أجراً عظيما ممن كتبه وسطره ،ونحن نعلم أنه لنا وليس علينا ، فقد قال ربنا سبحانه :
قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
نحن نعلم أن كل ما يصيبنا من الله هو الخير، وأن هناك أحداثاً تتم للتأديب والتهذيب والتربية، لنسير على المنهج الصحيح فلا نخرج عنه، فالإنسان لا يربي إلا من يحب، أما من لا يحب فهو لا يهتم بتربيته، فما بالنا بحب الخالق لنا؟
إن طريق العقيدة ليس مفروشاً بالرياحين والورود، وإنما هو مفروش بالأشواك حتى لا يتحمل رسالة الحق في الأرض إلا من صبر على هذه البلايا وهذه المحن. فلو كانت القضية على طرف الثمام أي سهلة سيدعيها كل إنسان، ويصبح غير مأمون على حمل العقيدة..
فإذا أصابت المسلمين ما يعتبره المنافقون والكافرون مصيبة يفرحون بها، فهذا من غبائهم؛ لأن كل ما كتبه الله هو لصالح المؤمنين به، إما أدباً وإما ثواباً وإما ارتقاءً في الحياة، ولذلك فهو خيرلهم ،وما دام الحق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى أمور المؤمنين وهو ناصرهم، فالمولى الأعلى لا يسيء إلى مَنْ والاه ، بل يكرمه تعالى ويتولاه .
د/ جمال عبد الستارمحمد
الأستاذ بجامعة الأزهر والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة