/>

أسد في عرينه حازم سعيد:






الرئيس مرسي في كل مرة يظهره فيها خاطفوه الانقلابيون يؤكد بكلمة أو بنظرة أو بهيئة مدى الثبات والقوة النفسية والمعنوية التي يتمتع بها ، وهو ما يبهر أنصاره وأحبابه ومؤيديه ، ويفزع ويفجع الانقلابيين وأعوانهم وأشياعهم ، وتكاد الأرض تبتلعهم من الغيظ والحنق ...
سجلوا خلسة مرتين صوته وهو يتحدث مع آخرين وأذاعوها للناس فإذا بها تزيده شعبية وتوصل رسالة عزة وإباء لأعدائه قبل أنصاره ومؤيديه ، وفي كل مرة يظهر في قفص المحكمة الانقلابية الزجاجي إذا به يتكلم بضع كليمات تقتل الظالمين وتزيد شعبيته وتثبت أنصاره .. في آخر مرة حاكمهم الأسد وقال لهم : لماذا تغلقون الصوت ؟ هل تخافون أن يستمع المصريون إلى رئيسهم ؟

عهد مع الله بعد خلوة صادقة ..
من أين يستمد هذا الرجل هذه الروح المعنوية وهذا الثبات وهذه القوة .. أحسبه والله حسيبه على صلة وثيقة بالله تجعل الباطل أمامه أقل من الذبابة ، وهذا هو عهد المؤمنين الصادقين أصحاب المبادئ والغايات العظمي .. 
أحسب أن الخلوة التي يضعه فيها الانقلابيون هي من أهم الأسباب المادية بعد فضل الله سبحانه عليه ، لأنها تضعه في حالة من الأنس مع الله عز وجل ، ويا لسعادة من يخلو بفكره وعقله وقلبه مع ربه.
من هنا تأتي روعة لحظات السحر ، تخلو مع ربك في جوف الليل المظلم لتناجيه فيفتح عليك من الفتوح ، والتي منها قوة العزيمة ، إن الحديث الذي يدور بينك وبين ربك لا يعرف طعمه إلا من جربه ، تستمع في جزئك الأول من المناجاة لكلمات ربك في كتابه الحكيم ، فتسمع ما لم تسمعه من قبل ، ويتفتح لك الكون كله كأنها صفحة تقرأ منها وترى بالصوت والصورة ما لم تره من قبل.
ثم تدخل بعدها في ورد المناجاة في ركعات وسجدات وأكف مرفوعة ( يستحي الرب الكريم أن يردها صفراً أو خائبة ) وتسأل ربك ما تريد ، فإذا بالكون كله ملك يمينك ولو أسروك وسجنوك وحبسوك ، فليسوا يصنعون شيئاً إلا بإرادة الحكيم العليم الخبير القدير .... أحسب أن الرئيس مرسي – والله حسيبه – يراها ويمن الله عليه بها هكذا فيظهر لنا نتيجة الخلوة من ثبات وعزة وشموخ .

مرسي والذين معه .. صدقوا الله فصدقهم الله

وليس الرئيس مرسي حفظه الله وحده ، بل من معه من ثلة المؤمنين الثابتين المجاهدين داخل سجون ومعتقلات الظالمين ( أكثر من 21000 معتقل ) ، وكذلك الثوار الأحرار خارج الأسوار الذين يلقون الظالم بصدورهم العارية أمام الرصاص الحي ، وهم لا يترددون ولا يكسلون ولا يتوانون ، وأفلحوا في إيصال رسالة واضحة للداخل والخارج أن الانقلاب إلى زوال .

وعلى رأس من مع الرئيس مرسي شهداؤنا الأبرار الأحرار الذين صدقوا الله فيما نووه وعقدوه من بيع الأنفس والمال لله سبحانه ، فصدقهم الله عز وجل ووفى لهم بالعهد والعقد وأعطاهم الشهادة جزاءاً منه سبحانه وهو الكريم الرزاق .
كل هؤلاء جمعهم الله سبحانه في آية واحدة : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً .. ) .

القاضي المتجهم .. وتجسيد حي لقضاء مبارك الفاسد
على الطرف الآخر يبدو خصمك ضعيفاً تائهاً مشرداً ( بلطجياً ) في صورة قاضٍ متجهم ، يخشى أن يسمع صوت من يحاكمه ، فإذا بالمتهم هو الذي يحاكم قاضيه وجلاده .
القاضي العبوس المتجهم القمطرير هو بالضبط وبالتمام والكمال تجسيد واضح لمعاناة خصمك وفقده للعقل والمنطق ، ولأنه ضعيف الحجة أمام أدنى مطالب المعتقلين المختطفين ( إزالة القفص الزجاجي الذي يحجب سماع صوتهم ويحجب تواصلهم معه ) ، فلا يملك إلا التجهم ، حتى إنه عندما يفاجئ بسؤال الرئيس الذي يحاكمه : انت مين انت ؟ فإذا به ( يتلخبط ويتلعثم ) ويجيب : أنا رئيس محكمة جنايات مصر ، وليس في الدنيا هذا المنصب إنما هي : رئيس محكمة جنايات القاهرة . ولكنه الذهول والتردد والاضطراب .
كذلك فإن هذا القاضي العبوس المتجهم القمطرير هو تجسيد لمنظومة قضاء مبارك الفاسدة ، والتي كم عانينا ويلاتها ، وهي أحد أهم أركان وأدوات الانقلاب .
إن هذه المؤسسة التي ترقد على كم فساد وتربح واستغلال للسلطة القضائية التي لا يستحقونها ، وهم من ذوي الـ 50 % بما تمثله من ضعف القدرة العقلية أو الاستهتار في الثانوية ، وكلتاهما تعني عدم الائتمان على هذا المكان ، وبالفعل فإنهم ما أن يجلسوا في هذه المواقع إلا ويأتي التربح والاستغلال على رأس أولوياتهم .
هؤلاء الفاسدون يعرفون أن نظام الرئيس مرسي وطهارة اليد التي كان عليها يعني أنه لا مكان للفاسدين ، إنهم يتعاملون مع المعتقلين وأنصار الشرعية بمنطق " أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " ، وبمنطق " ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين " .

ضعف الباطل
في كل مرة يوصل لنا الرئيس الصامد بنظراته كم ضعف الباطل ( وارقب نظرات المهندس خيرت الشاطر وهو في القفص في مشهد فريد نقله لنا الإعلام المصري له ) ، لترى العجب العجاب .
أسود في القفص يحاكمون الباطل ويقضون عليه بنظرة العزة والإباء ، لاحظوا النظرات ولغة الجسد التي تظهر على أبطالنا وأسودنا بالمعتقل وبالأقفاص الزجاجية ( الرئيس مرسي وفضيلة المرشد والمهندس خيرت والدكتور صفوت حجازي والدكتور البلتاجي ، أنوار متلألأة وجواهر درية مصونة وأسود في عرينها ) يثبتون أمام الباطل ويفزعونه ويظهرون لنا كم هشاشته وتهافته وتفاهته وضعفه .
الباطل الذي تنعدم الحجة عنده ، ولا يمتلك المنطق يفزع من صوت الأسود ، ويسجنهم ويعتقلهم ، ثم يمنع صوتهم بقفص زجاجي هش يوشك أن يتهاوي ... وسيتهاوي ... ولتعلمن نبأه بعد حين .

كبسولة :
1. زيارة روسيا للسيسي الخسيسي النرجسي المريض هي البداية الحقيقية للمرحلة الأخيرة من مراحل وصول السيسي الخسيسي الانقلابي للرئاسة ، وهو فيها يحاول أن يستلهم شخصية عبد الناصر التي صنعها لنا مزيفوا التاريخ ( وليس الحقيقة ) . تبع هذا التدشين للمرحلة الأخيرة ظهور زوجته لأول مرة ، وكذلك تكريمه للضباط القدامى بالجيش لمحاولة تأميم هذا الفريق العسكري ضد عنان ..
يأتي مع ذلك ظهوره بالبلدلة الملكي ( الكلاسيك – الكاجوال " يعني لا حصل كدا ولا كدا " ) هي تلخيص واضح لمأساة هذه الشخصية التي تريد أن ( تكوش على كل حاجة ) وفي النهاية بإذن الله ( هيلبس ) جحيم الدنيا والآخرة .
2. مؤتمر هشام جنينة الذي يستقوي بعموم الشعب المصري قبل المذبحة التي تعد له ، حوى تفسيراً منطقياً لمن لم تلهمه البصيرة لرؤية المشهد الحقيقي ، وقدم له معادلة واضحة لمنظومة الفساد التي تستشري كشبكة العنكبوت لتسيطر على كل مفاصل أجهزة الدولة المصرية من جيش وشرطة وإعلام وقضاء ووحدات حكم محلي ، وأتوقع حملة إعلامية رهيبة ضد جنينة الأيام القادمة ، لأن أصحاب المصالح والمسيطرين على الإعلام يفزعون من مثل هذا الفضح الواضح لمصالحهم.






التعليقات
0 التعليقات